نجح سمير زاهر -رئيس اتحاد الكرة المصري- في إقناع حسن شحاتة -المدير الفني للمنتخب الوطني- بتأجيل تقديم استقالته بعد الهزيمة المفاجئة التي مُنِي بها أمس (الأحد) أمام النيجر بهدف نظيف، في الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الإفريقية 2012. وقام "زاهر" بامتصاص غضب شحاتة خلال الجلسة التي جمعتهما مساء أمس (الأحد) بالفندق، وامتدت حتى منتصف ليلة اليوم (الإثنين)، قبيل مغادرة النيجر بلحظات قليلة، وطالبه بالتروّي، وعدم اتخاذ قرارات متسرّعة بعد هذه الهزيمة التي كانت بمثابة الصدمة للجميع. وأكّد شحاتة لرئيس اتحاد الكرة أنه يرغب في الاستقالة لوجود تربّص به من بعض أعضاء المجلس، والسعي لاستغلال تلك الكبوة، وتناسي الإنجازات التي حققها في السنوات الماضية بالفوز ببطولة الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية أعوام: 2006 و 2008 و 2010. فيما أكّد شحاتة للبعثة الإعلامية المرافقة لبعثة المنتخب الوطني، أنه ما زال يُفكّر في تقديم الاستقالة بعد العودة إلى مصر؛ حيث أوضح أنه سيعقد جلسة مع بقية الجهاز المعاون لمناقشة الموقف بهدوء، ومحاولة الوصول إلى أفضل قرار، لا سيما أن هناك متسعاً من الوقت قبل الجولة الثالثة للتصفيات بمواجهة جنوب إفريقيا بالقاهرة في مارس المقبل. وحول رأيه عن المباراة والهزيمة أمام النيجر، أكّد شحاتة أن اللاعبين يتحمّلون نصيب الأسد من المسئولية عن ضياع النقاط الثلاث لعدم تنفيذ التعليمات، وتعمّد اللعب الفردي رغم تحذيره من ذلك قبل المباراة وبعد الشوطين. وبشكل صريح، حمّل شحاتة المدافع محمود فتح الله مسئولية الهدف الذي سكن شباك الحضري؛ لعدم قيامه بالتغطية، وأداء دوره في الملعب بعمل العمق الدفاعي وفقاً لمركزه ك"ليبرو". وفتح "المعلم" النار على اللاعبين، وقال عقب المباراة: "مباراة النيجر أوضحت الفارق بين اللاعب المحلي والدولي؛ لأنه ليس كل لاعب متألّق في الدوري المحلي مع ناديه يكون جديراً بارتداء فانلة المنتخب الوطني". وأشار شحاتة إلى أنه اختار اللاعب الجاهز فنياً وبدنياً وفقاً لمباريات الدوري المصري، ولم يكن أمامه سوى هؤلاء اللاعبين الذين يُعتبرون الأفضل في مصر حالياً. وشدّد مدرّب منتخب مصر على أن فرصة الفراعنة ما زالت قائمة في التأهل إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية؛ لأن هناك 4 مباريات متبقية محصلتها 12 نقطة، وفي حال حصدهم سيصعد المنتخب الوطني للمونديال الإفريقي. وتأزم موقف الفراعنة بشدّة في التصفيات الإفريقية بعد أن تجمّد رصيده عند نقطة واحدة من التعادل مع سيراليون 1/ 1 في الجولة الماضية. وبات المنتخب المصري مهدداً بعدم التأهل إلى النسخة المقبلة من البطولة الإفريقية، بعد أن أحرز لقب البطولة في النسخ الثلاث الأخيرة. وتولّى شحاتة تدريب المنتخب الوطني قبل نحو ستة أعوام، وقاد الفريق لإحراز اللقب الإفريقي ثلاث مرات متتالية، ولكنه فَشَلَ في العبور بالفريق إلى كأس العالم الماضية بجنوب إفريقيا. ونوّهت صحيفة الأهرام الصادرة اليوم إلى أن شحاتة سيصدر خلال الساعات القليلة القادمة قراره النهائي بالاستمرار أو الرحيل عن منتخب الفراعنة.