يحفُل تاريخنا العربي بكثيرٍ من النوادر والطرف والفكاهات، التي تُخبرنا عن ظرفاء العرب وحكمائهم أيضاً.. نتخيّر بعضاً منها لنقرأه سوياً؛ علّها ترسم بسمةً على شفاهكم، وتنقل لنا ولكم لمحات من زمانهم الذي عاشوا فيه. *********** الحمير تعرف بعضها! كان أشعب يمشي وهو يجرّ حماره. فمر عليه رجل وقال له: يا أشعب لقد عرفت حمارك ولم أعرفك. فقال أشعب: لا عجب في ذلك؛ فالحمير تعرف بعضها. *********** أعطني الطبق وإلا.. دخل أشعب على أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور، فوجد أمير المؤمنين يأكل من طبق من اللوز والفستق، فألقى أبو جعفر المنصور إلى أشعب بواحدة من اللوز. فقال أشعب: يا أمير المؤمنين {ثاني اثنين إذ هما في الغار}، فألقى إليه أبو جعفر اللوزة الثانية. فقال أشعب: {فعزّزناهما بثالث}، فألقى إليه الثالثة. فقال أشعب: {فخذ أربعة من الطير فصُرْهن إليك} فألقى إليه الرابعة. فقال أشعب: {ويقولون خمسة سادسهم كلبهم}، فألقى إليه الخامسة والسادسة. فقال أشعب: {ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم}، فألقى إليه السابعة والثامنة. فقال أشعب: {وكان في المدينة تسعة رهط}، فألقى إليه التاسعة. فقال أشعب: {فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة}، فألقى إليه العاشرة. فقال أشعب: {إني وجدت أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} فألقى إليه الحادية عشرة. فقال أشعب: والله يا أمير المؤمنين إن لم تعطني الطبق كله لأقولن لك: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}، فأعطاه الطبق كله!. *********** القط والحمار معاً! ضاع حمار جحا، فحلف إنه إذا وجده ليبيعنّه بدينار، فلما وجده جاء بقطّ وربطه بحبل وربط الحبل في رقبة الحمار وأخرجهما إلى السوق، وكان ينادي: من يشتري حماراً بدينار، وقطاً بمائة دينار؟! ولكن لا أبيعهما إلا معاً. *********** أنا والطعام والقِدْر طبخ جحا طعاماً وقعد يأكل مع زوجته، فقال: ما أطيب هذا الطعام لولا الزحام!. فقالت زوجته: أي زحام؟ إنما هو أنا وأنت! قال: كنت أتمنى أن أكون أنا والقِدْر لا غير. *********** شيال من غير أجر نزل جحا من القطار ووضع الحقيبة بالقرب منه وانتظر حضور الشيال، فجاء لص وحملها ومشى فتبعه جحا وهو فرحان، فلما اقترب من منزله أخذ الحقيبة من اللص، وقال له: أشكرك يا سيدي؛ فقد حملت حقيبتي من غير أجر. *********** أبكتني سخونة الطعام! جلس أشعب مع قوم يأكلون، وكان صغيراً فبكى.. فسأله أحدهم: لماذا تبكي؟ فقال: الطعام ساخن. فقيل له: اتركه حتى يبرد. فقال أشعب: إذا تركته أنا، أنتم لا تتركونه.