افتتحت مساء أمس الأول (الأربعاء) 25 أغسطس، الدورة الثالثة لمهرجان "سماع" الدولي للإنشاد والموسيقى الصوفية في "قبة الغوري"، بمشاركة فرق دول (الهند - أوزبكستان - سوريا - إسبانيا - المغرب - السودان - إندونيسيا - مصر - تركيا - البوسنة والهرسك)، توافد على المكان عدد كبير من المصريين ورموز الثقافة والفكر، وكان من بين الحضور ممثلو عدد من سفارات: العراق والهند وأوزبكستان. حالة من التواصل الإنساني والكوني عبر الأنغام الصوفية بدأت مراسم الافتتاح في تمام العاشرة مساءً بتقديم الفرق المشاركة وكلمة الافتتاح التي ألقاها الفنان "إنتصار عبد الفتاح" رئيس المهرجان ومدير مركز إبداع "قبة الغوري"، وذكر فيها أن دورة المهرجان هذا العام تقام تحت شعار "السماع وحوار ثقافات الشعوب"، وتهدف إلى الحفاظ على التراث الأصيل والمقامات النادرة والطرائق التراثية المختلفة الثقافات التي تنصهر وتتوحد في لحظة إنسانية واحدة في عالم أوسع أفقاً وأكثر رحابة, كما تهدف الدورة إلى التأكيد على حالة التواصل الإنساني والكوني عبر الأنغام الصوفية والتراث الديني؛ للتوحد في النهاية في معزوفة فريدة رائعة تعبّر عن روح المحبة والروح والسلام؛ فلنسمع حتى نرى ولنر َحتى نسمع. بدأت المراسم بغناء جماعي للفرق امتزجت فيه الموسيقى العذبة بالكلمات المعبّرة؛ حتى ذابت في كيان واحد يعبّر عن روح الحب والسلام التي سادت عندما اشترك الجميع في أنشودة متعددة الثقافات تمدح الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. رقصة "التنورة" على خلفية موسيقية من أنغام العود والناي وبدأت كل فرقة -حرص أفرادها على ارتداء زي مميز يعبر عن تراث بلدهم وثقافتهم- في تقديم أناشيد في مدح الرسول من التراث الخاص بها؛ أولاها كانت الفرقة المصرية التي حرص أفرادها على ارتداء زي العباءة المصرية، وتبعتها الفرقة السورية بزيّها المميز، وأعقبتها الفرقة الهندية التي حرص أفرادها الذين تشرّبت بشرتهم بسمرة مميزة على استخدام آلات عزف هندية قديمة؛ أضفت طابعاً خاصاً على موسيقاهم ،فضلاً عن أصواتهم التي صدحت عالياً في أرجاء ساحة القبة لتطرب جميع الحضور، وتذكّرهم بأنغام الأغاني الهندية التي غابت عنهم، وبعد ذلك أدّت عضوات فرقة البوسنة أنشودة تميّزت بالطابع الأوبرالي في العزف والغناء إلى حد كبير. أما الفنان "إنتصار" مشرف ومخرج العرض فلم يكن يقود العازفين والمؤدين بحركات يده وتعبيرات وجهه وحسب، بل كان مشاركاً بالعزف على دف، تراه يتفاعل بجسده ووجدانه مع أنغام الآلات وأصوات المطربين. في الختام قام طفل صغير من أعضاء فرقة "بيت الفنون للتراث" السورية بأداء رقصة "التنورة" على خلفية موسيقية تجلّت فيها الأنغام الصوفية مع عزف للعود والناي، مما لاقى إعجاب الحاضرين بشدة، وانتهت فقرة الختام بتصفيق حار بعد أن استمتع الحضور بأمسية رمضانية على أنغام مدح المحبوب. تقع "قبة الغوري" على رأس تقاطع شارع الغورية بشارع الأزهر أحلم برؤية "فاروق حسني" لأشكره بنفسي تحدّثنا مع بعض أفراد الجماهير الذين اكتظت بهم الساحة حتى أن كثيراً منهم اضطر للوقوف أو لم يتمكن من الدخول لعدم وفرة أماكن الجلوس. وعندما سألنا إحدى الواقفات بالخارج (مدرسة مواد اجتماعية) عن سر اهتمامها بحضور مهرجان "سماع" الدولي للإنشاد والموسيقى الصوفية، ذكرت أنها علمت بالمهرجان من خلال الأوبرا، وأضافت أنها تحلم برؤية الوزير الفنان فاروق حسني للتعبير عن شكرها وتحيته على ما أتاحه للمصريين من حضور مجاني لمختلف الأنشطة الثقافية والفنية في الهيئات التابعة لوزارة الثقافة. وأوضحت: كنت أعمل مدرّسة مواد اجتماعية، وبعد أن أكرمني الله وانتهيت من تزويج بناتي، تفرغت للذهاب الأنشطة الثقافية والفنية؛ ورغم أن دراستي لا ترتبط بالموسيقى أو الأنشطة الفنية؛ فإنني أملك أذناً موسيقية، وأحرص على الذهاب للأوبرا والاستماع للموسيقى والذهاب للمراكز الثقافية مثل بيت السحيمي وقصر الأمير طاز وقبة الغوري. تعد هذه فرصة لننظف آذاننا ونغسل أعيننا مما تقدمه قنوات الأغاني، التي وصل بها أمر لعرض أغنيات غير لائقة، لا تتناسب وقداسة الشهر الكريم. تقع "قبة الغوري" وهي الكتلة المعمارية المتمثلة في القبة الضريحية والسبيل والكتاب والخانقاه والمنزل والمقعد على رأس تقاطع شارع الغورية شارع المعز لدين الله بشارع الأزهر في حي الغورية ومن الطبيعي أن الغوري أنشأ مجموعته على أنقاض بيوت قد هدمت برضا أهلها أو دون رضاهم. شاهد جزءاً من الغناء الجماعي في فقرة الافتتاح إضغط لمشاهدة الفيديو: