السلام عليكم ورحمة الله.. أنا بصراحة مش عارف أبدأ منين؛ بس في الأول عايز أقول إن الحمد لله ربنا رزقني بقبول أو بمعنى أصح؛ لما حد بيعرفني؛ خصوصاً في أي علاقة مع أي بنت -الحمد لله- بابقى شخص محبوب. المشكلة إني مش قادر أحب خطيبتي زي هي ما بتحبني, الخطوبة تقليدية يعني عن طريق حد دلني على الناس دي، وشفت بنتهم وخطبتها وبعد مرور وقت بسيط (أقل من شهر) لقيتها مشدودة ليّ قوي بدرجة كبيرة وأنا بصراحة مش قادر أبادلها نفس كمية الحب دي.. حسيت الكلام ده أما بتبعد عني، بابقى حاسس إنه عادي مش بتوحشني؛ مع العلم إني كنت خاطب قبل كده وبرضه كان نفس الموضوع؛ مع إن الخطوبة الأولى كانت زميلتي؛ بس برضه ما كنتش بحبها وهي كانت بتحبني.
خطيبتي بتلوم عليّ كتير قوي علشان مش باكلّمها كثير، وهي عايزة تسمع صوتي على طول؛ حتى ولو كل ساعة، وأنا مش عارف أعمل كده، علشان ده ضد اللي جوايا علشان أنا بحب أعمل اللي جوايا وبس.
أرجو إنكم تشوفوا لي حل في مشكلتي دي.. وفقكم الله.
m.m
الحقيقة إنت عندك مشكلتين مش مشكلة واحدة: المشكلة الأولى: عاوز تحتفظ بخطيبتك ولا لا؟ ولو عاوز تكمّل معاها تفتكر هيكون من العدل إنك تكمل معاها بدون ما تبذل جهد حقيقي في إنك تحبها وتقرّب منها وتهتم بيها؟! ممكن ما يكونش ده جواك؛ بس أي حد عاوز شيء بيقدر يزرعه جواه؛ بس المهم يكون فعلاً عاوزه.
إنت مقتنع بخطيبتك ولا لا؟ حاسس إنها أكتر بنت مناسبة تكون مراتك وأم أولادك ولا لا؟ أسئلة ما حدش يقدر يجاوب عليها غيرك.. طيب لو إجابتك هي (لا)، يبقى لازم تبعد عنها لأنك مش هتقدر تكون سعيد معاها، وهي كمان هتكون مظلومة معاك.
أما لو إجابتك هي (أيوه) أو مش عارف خلينا ننقل على المشكلة التانية، وهي (أنت)؛ كونك محبوباً -وخاصة من الجنس الآخر- لا يجعلك غير محتاج إلى أن تحب أنت أيضاً وتهتم لأمر شخص غيرك وتبادله حباً بحب؛ لأن الحب غير المتبادل غير عادل، ومع الوقت يصبح مؤذياً لمشاعر الطرف الذي أحب وأخلص في حبه.
والحب ليس قراراً وليس سحراً يقع على المحبين؛ فأنت لن تدوس على زرار في قلبك فتحب، ولن ترى شخصاً فتحبه من أول نظرة؛ ولكنه كالنبتة يكون له بذرة وهذه البذرة هي إجاباتك على أسئلتي السابقة.. البذرة هي رغبتك الحقيقية في هذه الفتاة في قربها منك ومشاركتها كل شيء.. البذرة هي صورتها في عقلك كشريكة وأم لأولادك ووسادة لرأسك وحضن لمتاعبك، هذه هي البذرة التي لو وُجدت لأصبح مهماً جداً أن ترويها يومياً حتى تكبر.. وكيف ترويها؟ بالاهتمام والاتصال بها، بالسماع لها والحديث معها، بمشاركتها من وقت لآخر كل الأشياء الجميلة التي تحبها، وبمشاركتها في اهتماماتها. وهكذا ينمي الحب بينكما ويستمرّ لو وُجدت البذرة والاهتمام الفعلي بالإبقاء عليه حياً.
صديقي ابحث عن بذرة حبها في قلبك؛ فإن لم تجد أي رغبة في الاقتران بها فلا تفعل، أما إن وجدت هذه البذرة؛ فأرجوك لا تدعها تموت، ولا تتركها للجفاف يأكلها، فقط اهتم بها وصدقني قليل من الاهتمام وكلمة حلوة ستكون كافية لتُبقي هذا الحب حياً.