الإسلام دين الأمل ودين الثقة، وفي قصة رسولنا الكريم مواقف كثيرة تُؤكّد أنه كان يرتكز على ثقة عميقة بربه، ويقين دائم بأنه معه وسينصره، ونحن نحتاج في واقعنا اليوم أن نستلهم ثقة النبي صلى الله عليه وسلم بربه؛ لنتيقن أن النصر بإذن الله للإسلام، وأنه مهما طال الليل فإن نور الفجر قادم لا محالة ونصر الإسلام وسيادته على الدنيا مسألة وقت وجهد ووعد أكيد كما قال الله تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}.. عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر إلى المدينة وتبعتهم قريش بفرسانها، ورصدت مكافأة عظيمة لمن يمسك بهم، انطلق سراقة بن مالك المدلجي وظلّ يبحث عنهم حتى أدركهم وكاد يمسك بهم، فلما رآه سيدنا أبو بكر قال: أُتينا يا رسول الله، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة فغاصت قدما فرسه في الرمل، فقال سراقة: إني أراكما قد دعوتما عليّ، فادعوا لي، وأقسم أن يرد عنهم المشركين، فدعا له النبي صلى الله عليه، وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسراقة: كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه؟! فاندهش سراقة من قوله، ولكنه طلب منه أن يكتب له كتابًا بهذا، فأمر رسول الله أبا بكر أن يكتب له كتابًا، فلما فُتحت فارس والمدائن وغنم المسلمون كنوز كسرى أتى أصحاب رسول الله بها بين يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأمر عمر بأن يأتوا له بسراقة، وكان قد هرم وقتها وأصبح شيخاً كبيراً، وكان قد مضى على وعد رسول الله له أكثر من خمس عشرة سنة، فألبسه سواري كسرى وتاجه، وقال له عمر: قل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابي. [صحيح البخاري] وفي هذه القصة آيات كثيرة تدل على الثقة في الله، فبالرغم من أن نبي الله كان مهاجرًا في جنح الليل يتحسس طريقه حتى لا يكشفه أحد من قريش، فإنه كان واثقًا من أن الله سينصره ويظهر دينه على العالمين، وسيأتي اليوم الذي يهزم فيه المسلمون كسرى بن هرمز ملك الفرس، وستصبح أملاكه وتاجه غنيمة للمسلمين، فوعد وعد واثق من ربه سراقة بأن يلبسهما، وتتحققت النبوءة بعد خمس عشرة سنة.. ما أحوجنا إلى هذه الروح في حياتنا روح الثقة في الله، وأن المجد للإسلام مهما تخيل المتشائمون غير ذلك.
********************* للتعرف على مزيد من المواقف النبوية اضغط هنا "يحكى أن" *********************