ذكرت منظمة "فريدم هاوس" الأمريكية مؤخرا أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الأقل حرية على وجه الأرض، بينما اعتبرت أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يتمتع مواطنوها بالحرية في المنطقة بأسرها. وهذه المنظمة هي منظمة أمريكية حقوقية غير حكومية، تقول إنها تسعى لتوسيع رقعة الحرية في العالم، وتصدر خريطة حريات سنوية للعالم توضح فيها أي الدول تتمتع بالحرية، وأيها تتمتع بحرية جزئية، وأيها لا تحظى بأية حرية على الإطلاق. مصر لا تتمتع بأدنى قدر من الحرية وفي خريطة الحرية التي تصدرها المنظمة سنويا ظهرت كل من مصر وليبيا والجزائر والسعودية والعراق وسوريا وإيران واليمن على قائمة الدول التي لا تتمتع بأدنى قدر من الحرية على الإطلاق، وتنعدم فيها الحريات المدنية والسياسية للمواطنين، كما أن انتهاكات حقوق الإنسان فيها تتم بشكل مستمر، وأحيانا بمنهجية طبقا لإرادة الحكومات. وفي الوقت نفسه وصفت المنظمة إسرائيل بأنها الدولة الوحيدة التي يتمتع أفرادها بالحرية "المطلقة" في الشرق الأوسط، كما ذكرت أن الإسرائيليين يحصلون على حقوقهم السياسية وحرياتهم المدنية بالكامل، ولديهم إعلام مستقل، ويتمتعون بمناخ سياسي صحي. إقرار شهود عيان من إسرائيل بأنها "عنصرية" والطريف في ذلك أنه رغم ما ذكرته مؤسسة "فريدم هاوس" بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي (إسرائيل) هي "واحة الحرية" في الشرق الأوسط، فإن "شولميت ألوني" وزيرة التعليم الإسرائيلية السابقة، تؤكد على العنصرية الإسرائيلية المتفاقمة ضد العرب وضد بعض أفراد الطوائف اليهودية؛ إذ قالت إن إسرائيل ليست دولة ديمقراطية، ما دامت تُعرّف ذاتها بأنها دولة يهودية، كما أكدت على أن "العنصرية الإسرائيلية المتفاقمة تتغذى من التفسيرات الدينية، ومن تحريض أوساط المتدينين المتشددين والمستوطنين المعارضين لمساواة المواطنين بالعرب"، قائلة: "إن "العنصرية المتفشية بإسرائيل تعود جذورها لتقاليد حياة اليهود الذين واجهوا اضطهادا ونمت لديهم كراهية كبيرة للآخر إلى حد تشريع سرقته والسطو على حقوقه وبلورة مواقف جهنمية تجاهه، وأن الجيش يسهم في تنمية العنصرية". وذكر رئيس الكنيست السابق، أبراهام بورج، أن هناك عدة أسباب لتفشي العنصرية في إسرائيل، من أهمها الخوف التقليدي لدى اليهود بسبب ملاحقاتهم تاريخياً، كما أشار إلى أن "الصمت المخجل" للقيادات الإسرائيلية ساعد على تفشي العنصرية ضد العرب. مسيرات عنصرية لبعض الجماعات اليهودية المتطرفة مسيرات يهودية عنصرية بالقدس وما يؤكد صحة كلامهما وعدم صدق تقرير "فريدم هاوس" عمليا، هو تنظيم الجماعات اليهودية المتطرفة، لمسيرات عنصرية صاخبة امتدت من منطقة "باب الأسباط" أحد بوابات القدس القديمة، وحتى منطقة "باب المغاربة" رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية وردّدوا شعارات عدائية ضد الفلسطينيين. أزمة الأشكناز والسفارديم وإذا تغاضينا عما تمارسه "واحة الحرية" -حسب "فريدم هاوس"- من عنصرية ضد الفلسطينيين، وإذا أردنا أن نبرهن على عنصرية إسرائيل، فعلينا أن نتطرق لأزمة الصراع بين اليهود الغربيين المتدينين الذين تنحدر أصولهم من روسيا ووسط وشرق أوروبا وخصوصا ألمانيا (الأشكناز) من جهة، واليهود المتزمّتين الشرقيين وهم أساساً يهود إسبانيا والبرتغال الذين هاجروا لشمال إفريقيا (السفارديم) من جهة أخرى، حيث شكلت الاحتجاجات التي شهدتها مدينة القدس التي أعقبت قرار محكمة العدل العليا في إسرائيل بالسماح لتلميذات متدينات من أصول شرقية (سفارديم) للدراسة في مدرسة دينية إشكنازية يهودية غربية في مستوطنة "عمانويل" بالقدس موجة من المظاهرات التي تحمل أبعادا طائفية وثقافية واجتماعية. وحاول العشرات من اليهود الأشكناز سدّ أحد الطرق الرئيسية في مدينة القدس، وألقوا الحجارة باتجاه رجال الشرطة، احتجاجا على حكم المحكمة العليا بحبس 68 من أولياء أمور منهم لرفضهم إفساح المجال لطالبات من اليهود السفارديم بدخول المدارس التي تتعلم فيها بناتهم، حسب ما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية. وأضافت الصحيفة أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من التفرقة العنصرية، حيث يُحرَم عرب 48 من حقوق يتمع بها اليهود، كما أن اليهود ذوي الأصول الغربية يمارسون تمييزا عنصريا ضد اليهود ذوي الأصول الشرقية. وللدلالة على التمييز الحاصل ضد اليهود السفارديم، تؤكد الدراسات الإسرائيلية أن نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة بين الطلاب من أصول شرقية تصل إلى 51%، وتعد هذه النسبة أقل ب22% من نسبة الطلاب اليهود من أصول غربية (الأشكناز) والبالغة 73%. وتشير النتائج نفسها إلى أن الطلاب الذين ولد آباؤهم في إسرائيل يتواجدون في أعلى قائمة الحاصلين على شهادة الثانوية، وتبلغ نسبتهم 80%، في مقابل ذلك لا تتعدى نسبة الحاصلين على شهادة الثانوية بين الشباب اليهود الشرقيين الذين وُلدوا خارج إسرائيل 46%. بعد كل هذا تصنّف إسرائيل على أنها واحة الحرية في الشرق الأوسط!!