أنا فتاة أبلغ من العمر 22 عاماً، اتجوّزت من 6 شهور، زوجي يُحبني جداً؛ بس مش حاسة معاه خالص بالأمان؛ لأنه على طول بيكلّمني عن الانفصال حتى من غير مشاكل، والأزيد من ذلك إن أمه وإخواته مستكترين حبه ليّ. ومع أول مشكلة مامته طلبت منه إني يطلّقني، على الرغم من إني حامل، وكمان بتقول له طلّقها وخد الولد منها. والآن هو مديني فرصة للرد.. طبعاً مستنيين مني أقول أتطلّق، بس أنا بحبه جداً، ومصير ابني هيكون إيه؟ على فكرة حاولت الانتحار؛ بس ما عرفتش، باخاف من ربنا.. رجاء الرد ضروري. knooz
صديقتي العزيزة: رسالتكِ يا صديقتي من أغرب ما قرأت!! فعلى الرغم من أني لم أفهم كيف أن زوجكِ الشاب يُحبّك وفي نفس الوقت دائم الحديث عن الانفصال، خاصة وأنتما لم يمرّ على زواجكما فترة طويلة بل مجرد شهور، فالذي يُحب لا يرضى عمن يحب بديلاً، ولا يخطر على باله فكرة الانفصال. واعذريني أني سأقول لكِ إن زوجك هذا ضعيف الشخصية، ومتقلّب المشاعر، ويشعر في قرارة نفسه أنه تسرّع في الزواج، أو أن فكرة الزواج من أساسها كانت غير مناسبة له، هذا إلى جانب أنه ضعيف أمام أهله، وليس صاحب قرار في حياته.. ولكن ما العمل؟! بغض النظر يا صديقتي عن تلك الطريقة الغريبة التي عاملكِ بها، إلا أن مسألة الانفصال كانت ستحدث اليوم أو غداً، ولكن في كل الأحوال لا تتركي ابنك أو ابنتك مهما حصل، خصوصاً أن القانون والمجتمع معكِ يعطونكِ الحق في هذا الطفل، وكلام عائلته في أنهم سيأخذون الطفل مجرد كلام فارغ من عائلة متعجرفة. ولكن ما فهمته أن المشكلة لديكِ أنتِ أنكِ تحبينه ولا تريدين الانفصال.. أُصدّقكِ.. ولكن هل ستظلّين تحبينه طوال العمر، وهو يتحدّث عن الانفصال سواء في وجود مشاكل أو لم توجد؟!! هل ستظلين تحبينه وهو مِسَلّم أمره لأسرته يتحكّمون في حياته ويأخذون القرارات بدلاً منه؟! أكيد ستكون الإجابة المنطقية.. لا.. لا يمكن أن تستمري في حبه وهو بهذه الشخصية، سيفطر حبك له هذا إذا استمر معكِ كزوج ولم يطلقكِ قريباً بناء على رغبة أهله. ثم إن هناك نقطة غائبة.. في الحياة الزوجية طبيعي أن تحدث مشكلات، لكن الطبيعي أيضاً بالنسبة لأي زوجين أن يحاولا حلها، خاصة لو أن هناك أطفالاً، وزوجكِ الشاب يفعل العكس يتحدّث عن الانفصال وكأنه الحقيقة المؤكدة في زواجكما، فكيف يمكن أن تكون الحياة مع شخص مثل هذا؟! كما أني أريدكِ أن تكوني أصلب وأكثر قوة في مواجهته ومواجهة ما يعترض حياتك من مشاكل.. التفكير في الانتحار أو حتى الانتحار ليس حلاً بل ختام في منتهى السوء لحياتك.. انضجي يا صديقتي وتعاملي مع المشكلة بقوة وصلابة ولا تبدي ضعفاً؛ فأنتِ في مواجهة عائلة تخطط لتدمير حياتكِ الزوجية... فهل تستسلمين؟! لو كنتُ مكانكِ لن أستسلم وسأدافع عن حياتي بكل قوتي، وإذا أراد الانفصال فليكن له ما أراد، ولكن الطفل سأحتفظ به؛ لأنه حقي وحق الطفل كذلك أن يكون مع أمه وفق الشرع والقانون.. أما الانتحار فهو قرار الضعفاء واليائسين من رحمة الله ومن معونته للمظلومين. صديقتي: لا أعرف كيف وصلت الأمور بينكما الآن؟!! وما القرار الذي اتخذتيه، ولكن رأيي أن تدافعي عن كل حق ترينه لكِ، ولا تُفكّري في الانتحار، وتمسّكي بإيمانك بالله، واطلبي من الله مساعدتك والوقوف معكِ في محنتكِ، وصلّي استخارة قبل أن تتخذي أي قرار أياً كان. وتعلّمي أن تكوني قويّة ولا تستسلمي أمام أي مشكلة، ودافعي عن حقك ونفسك وحياتك أمام أي شخص يريد أن ينال منكِ ويؤذيكِ. تحياتي لك.. وأرجو أن تكتبي إلينا بآخر التطوّرات في قصتك على الأقل لنشارككِ همومكِ.