السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. عندي 34 سنة، ومتزوج وعندي بنتين.. أنا مشكلتي إني بعد الزواج ربنا كرمني والمدام حملت بعد شهر من الجواز وكان جوازي هو الشهر. المشكلة مش في الخلفة.. أولادي دول ضيّ عينيّ.. المشكلة إن أصبح ما فيش اهتمام بيّ من ساعة الخلفة، وأصبحت أنا آخر اهتماماتها وما فيش حب.. أنا باتكلّم عن الحب والعاطفة والإحساس الجميل اللي بيكون بين الطرفين مش عن العلاقة الزوجية.. الإحساس أهم حاجة، وعلى فكرة أنا بحبها أوي، وحاولت كذا مرة أتكلم معاها؛ بس ما فيش فايدة فيها. أنا بادوّر على الحب فيها؛ بس مش لاقيه، وكل لما أتكلم معاها تتعدل معايا؛ بس مش باحس بكده؛ لأنها بتعمل كده بناء على طلبي وأنا عارف إنها بتحبني؛ بس أنا آخر اهتماماتها. المهم من مدة كبيرة اتعرفت على بنت كويسة أوي وحبيتها أوي وهي كمان حبيتي أوي أوي، ولقيت فيها كل اللي أنا عاوزه، وهي عارفة إني متجوز وعندي أولاد. المشكلة إني عاوز أتجوّزها؛ بس مش هاقدر أضحّي بأم البنات وفي نفس الوقت مش قادر أستغنى عن اللي بحبها. بصراحة كده أنا بحبهم هم الاثنين ومش هاقدر أستغنى عنهم؛ بس لو اتجوزتها هيحصل انفصال بيني وبين أم البنات وأنا مش عاوز كده، وفي نفس الوقت أنا عاوز أتجوز اللي بحبها وحاسس إن فيها كل اللي باتمناه وما تقوليش إن ست البيت عليها مسئولية كبيرة، ولازم تستحمل.. يعني أفهم إن بعد الخلفة ما يكونش فيه حب ومشاعر وأحاسيس حلوة بين المتجوزين.. وما تقولش إن ممكن البنت التانية تعمل كده لا مش هتعمل كده؛ لأنها برضه حساسة وعاطفية كده زيي وعارفة مشكلتي مع زوجتي. أنا عارف إن الرسالة طويلة؛ بس أعمل إيه؟ أنا بصراحة كنت محتاج أفضفض ومحتاج أعرف الرد والسلام عليكم. bnhwe اعذرني يا عزيزي لو أخبرتك بكل صراحة أنك تبحث عن حجة لتبرّر بها ما يحدث، ولا تطلب مني ألا أخبرك بكون زوجتك يقع عليها مسئولية البيت؛ لأنها كذلك. زوجتك لم تنجب هذان الطفلان وحدها، ولا معنى لأن تتحمل مسئوليتهما وحدها؛ بكل أسف فهذه مشكلة كبيرة في الرجل الشرقي عامة وليست خاصة بك؛ فالرجل يتزوج من فتاة جميلة ومحبة ورومانسية، ثم تبدأ أزمات الحمل والولادة لديها، فيضجّ الرجل من زوجته التي لم تعد مراعية لذاتها ولم تعد بذات الرومانسية، غير مقدّر لما تشعر به زوجته من آلام، وما تتحمله من ثقل وإرهاق وَصَفه الله بأنه "وهن على وهن".. ثم تنجب الزوجة؛ فلا تقلّ مشاكلها بل تزيد؛ فتبدأ في تحمّل السهر المتزايد ومشاكل الأطفال واحتياجات المنزل واحتياجات زوجها، ثم تكون مُطالبة بعد كل ذلك أن تبقى نفس الفتاة الرومانسية التي تزوّجها الزوج، وحتى عندما تنصاع لطلبه وتحاول التوفيق وإرضاء الزوج، وأن تكون رومانسية معه لبعض الوقت، تُتّهم بأن ذلك ليس طبيعياً وأن فعلها هذا لمجرد الطلب. عزيزي هذه قمة الأنانية من جهتك؛ فزوجتك لم تُكابر حتى عندما طالبْتها بأن تحسّن من أسلوبها، وأن تعطيك رومانسيتك المفقودة؛ بل بذلت ما بوسعها لتعتدل كما وصفتها، ولكنك لا ترضى. أنت تريد الفتاة المحبة التي كانت قبل الزواج، كان عليك إذن أن تظلّ في مرحلة الخطوبة الوردية؛ فما تقوله الآن لا يدلّ سوى على كونك غير أهل لتحمّل المسئولية؛ فما تريده من الارتباط هو الفترة الحلوة فقط دون أعبائه ومسئولياته. اعذرني لو قسوت عليك قليلاً يا عزيزي؛ ولكنك تهدم أسرة كاملة وتُفسد حياة زوجة كل ذنبها أنها تعتني بأسرتها وتحبّ زوجها تبعاً لما قلته أنت بذاتك؛ بل وتشتت حياة طفلين صغيرين ليس لهما أي ذنب. والآن حلك للأمور أن تتجه لأخرى، بدعوى أنها رومانسية وتفهمك و..و..و.., وتصادر على ردّي مسبقاً بأن تخبرني ألا أقول لك أنها ستتحول مثل زوجتك بعد الزواج وتنفي حدوث ذلك. أبَشّرك يا عزيزي أن نفيك هذا لا أساس له من الصحة؛ فحبيبتك هذه بمجرد أن تتحمل مسئولية أطفال ومنزل، لن تكون (سوبر مان)؛ بل ستنشغل عنك أيضاً وبنقص ساعات النوم والمجهود، ومسئوليات البيت ستأخذ من رومانسيتها شيئاً فشيئاً.. فماذا ستفعل وقتها؟ ستتزوج من الثالثة؟؟! إلا لو كنت تنوي أن تتزوج فتاتك لمجرد التمتع؛ فلا تُنجبا أطفالاً أو تعيشان حياة بها مسئوليات طبيعية؛ فتعيشان سوياً من أجل الحب والرومانسية والتمتع بالحياة، وهو شيء لو كنت أنت تقبله لأنك بالفعل أب ولديك أبناؤك؛ فلن تقبله حبيبتك، وستريد في وقت ما أن تشعر بالأمومة، وأن تحمل بين يديها طفلاً يخصها. والمشكلة الأكبر أنك تريد كل شيء، تريد (أم العيال) كي يستقيم البيت ويُربّى الأطفال ولا يؤنبك ضميرك بأنك تخلّيت عن شريكة حياتك أو كما يقول المثل الشعبي (أخذتها لحم ورميتها عظم)، وتريد الفتاة الجديدة المنطلقة التي ستعطيك الحب والرومانسية كما تعتقد.. وترفض أن تتنازل عن أياً منهما. لا يا عزيزي.. الحياة لا تُعطي كل شيء؛ خاصة عندما يكون ما يُطلب منها ليس من حق الطالب، ولذلك فعليك أن تختار إما الحياة الأسرية وتنشئة أطفال صالحين، وتحمّل المسئولية كأي رجل متزوج ولديه أبناء ورومانسية ليست مفقودة؛ ولكنها محدودة لظروف الحياة. أو زوجة جديدة وحياة تعتقد أنت أنها ستتمتع بالرومانسية الدائمة، وهو ما أؤكد لك أنه لن يحدث؛ فستأخذ من هذه الحياة فترة انطلاق وحب.. ثم ستبدأ مشاكل وأعباء الحياة الطبيعية.. ووقتها ستكون قد خسرت كل شيء.