لا بد للمرء أن يتوقّف بين الحين والآخر أمام بعض ما يُنشر من خلال وسائل الإعلام المختلفة، مرة من أجل الضحك والتسلية، وثانية لرؤية كيف تُخلط الأوراق بحرفية، وأخرى للتعرّف على الطريقة المثلى للضحك على الدقون، وبين الحالات الثلاث تمرّ بمتعة عقلية من نوع فريد وعجيب -كمتعة الكتابة على زجاج السيارات المكتسية بالندى- في زمن أصبح فيه كل شيء يُباع ويُشترى، ولا لاعبي كرة القدم. فكعادته للبحث عن الشهرة، أقام المحامي الشهير "نبيه الوحش"، يوم السبت الموافق ال19 من يونيو 2010، دعوى قضائية مستعجلة أمام القضاء الإداري بمجلس الدولة، مطالباً فيها بإسقاط الجنسية المصرية عن لاعب النادي الأهلي الشهير عماد متعب، متّهماً إياه بالتطبيع الرياضي مع إسرائيل؛ وذلك بعد موافقة اللاعب على الانتقال لنادي ستاندرليج البلجيكي الذي يضم بين صفوفه لاعباً إسرائيلياً، مما يعدّ اختراقاً لقرارات الجمعية العمومية لاتحاد المهن الرياضية، وضرباً بعرض الحائط لمشاعر الجماهير التي جعلت منه نجماً. ولم يكتفِ المحامي بساحات القضاء؛ بل طالب بإسقاط الجنسية عن "متعب" في خطاب إنذار أرسل به إلى وزارة الداخلية المصرية، متهماً إياه بخرق القوانين من أجل تحقيق مصالح شخصية على حساب سُمعة بلد بأكملها، وعلى حساب جماهير أعطوه الثقة. الجدير بالذكر أن "الوحش" قد تقدّم من أيام قليلة ببلاغ ضد الفنانة اللبنانية نيكول سابا لمنعها من الغناء في مصر؛ وذلك بعد أن قامت بالغناء لطلبة إحدى المدارس بفستان شبه عارٍ؛ حيث أكّد "الوحش" في البلاغ أن "سابا" ارتدت فستاناً شبه عارٍ يكشف تفاصيل جسمها خلال حفل تخرّج إحدى المدارس، وهو ما يتنافى مع القيم التي تبثّها وزارة التربية والتعليم، وطالب بإلغاء مثل هذه الحفلات بالمدارس الخاصة لما تنتج عنه من إثارة غرائز للطلبة المراهقين. وكانت "نيكول" قد شاركت في حفل تخرّج مدرسة "طيبة" الدولية الذي أقيم مؤخراً في فندق "موفنبيك" الهرم، وقامت إدارة المدرسة بتكريمها بجانب عدد آخر من الفنانين ولاعبي الكرة، ويأتي في مقدّمتهم محمد زيدان، والذي يتردد وجود مشروع خطبة بينه وبين "نيكول". من جهتها أكّدت نيكول سابا أنها لا تعرف شيئاً عن هذا البلاغ؛ مشيرة إلى أنها من الطبيعي أن ترتدي فستان "سواريه" في الحفل، وخاصة أنه كان داخل أحد الفنادق وليس داخل المدرسة. وقبلها بيوم واحد أرسل نفس المحامي -الوحش- إنذاراً رسمياً على يد مُحضر للبابا شنودة الثالث -بطريرك الأقباط الأرثوذكس- يُطالبه فيه بتنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا، الذي يُلزمه بالتصريح للمطلقين بالزواج مرة أخرى، وإلا سيقع تحت طائلة القانون، ومواجهة جريمة الامتناع عن تنفيذ حكم قضائي. وقال "الوحش" في الإنذار الذي أودعه في دائرة قسم الكاتدرائية الأرثوذكسية بالعباسية: "إنه ينبّه على قداسة البابا شنودة الثالث بشخصه وصفته سرعة تنفيذ الأحكام الصادرة من المحكمة الإدارية العليا في نهاية شهر مايو الماضي، وجميع الأحكام الصادرة قبل ذلك، وتسمح بالزواج الثاني للمطلَّقين الأرثوذكس، وذلك خلال 8 أيام من تاريخ وصول هذا الإنذار، طبقاً لما يوجبه نص المادة 123 من قانون العقوبات والمادة 72 من الدستور". وأشار "الوحش" في إنذاره إلى أنه لا يجوز القول بأن هذا الموضوع متعلّق بأمر ديني؛ لأن أحكام المحكمة الإدارية العليا واجبة النفاذ حتى ولو تعلّقت بالتشريعات الدينية، وكذلك لا يجوز الاستناد إلى أنه (المنذر) ليس له صفة أو مصلحة؛ لأن هذا النزاع لا يمسّ فقط التشريع الديني؛ وإنما يخضع في المقام الأول للنظام العام في الدولة. ومنذ عامين تقريباً تقدّم نفس المحامي ببلاغ مماثل، ضد الراقصة دينا؛ وذلك بعد أن قامت بإحياء حفل تخرّج أقامته مدرسة ثانوية خاصة للبنين بالقاهرة تخضع لإشراف وزارة التربية والتعليم، ورقصت فيه دينا ببدلة ساخنة أمام الطلبة، وقد برر ذلك الأستاذ "سمير طاحون" -مشرف النشاط بالمدرسة- بأن ذلك ينمّي قدرات الطلاب الإبداعية، بالطبع يقصد قدراتهم الفلسفية؛ حيث إن دينا تخصص فلسفة. سيدي وحش الوحوش لم أرَك ترفع قضية على وزير أو مسئول، رغم أن المشاكل في مصرنا الحبيبة كما يقول المثل الدارج "على قفا من يشيل"؛ عندك مثلاً الموظفون المؤقتون بمركز البحوث الزراعية، والذين لم يتقاضوا رواتبهم -والتي تتراوح من 40 جنيهاً إلى 150 جنيهاً مصرياً- منذ أكثر من أربع سنوات ميلادية متصلة.. أعتقد هؤلاء وأشباههم -وهم كثيرون جداً- أَوْلى برفع القضايا؛ خاصة بعد أن أصبحت أُغنية "الورقة والقلم" التي قدَّمتها "ريهام عبد الحكيم" ضمن أحداث فيلم "عسل إسود" -ومهبب- والتي تقول فيها: "بتسرقك وتسلّفك.. ظالماك وبرضه بتنصفك.. إزاي في حضنك ملمومين؟ وأنت على حالك كده؟" نشيدهم الوطني والقومي، مش كده ولّا إيه؟! على رأي عمّنا فؤاد المهندس.