أنا طالب في كلية الحقوق في الفرقة الثانية.. وفي السنة الأولى.. تعرّفت على فتاة في قمة الأدب والتديّن، ولم أرد أن أُضيع هذه الفتاة من يدي لأني رأيت فيها خير زوجة وخير أم لأولادي. وبالفعل عبّرت لها عن إعجابي وقُمنا بإخبار الأهل ولاقى هذا قبولاً من أهلي وأهلها؛ ولكن موضوع الارتباط الرسمي معلّق على نهاية الدراسة، وكلتا العائلتين متفقتان على هذا. كانت الحياة بعد ذلك في قمة السعادة.. والمشكلة الوحيدة تنحصر في زميلة لنا تزداد جمالاً عن خطيبتي شكلاً، وهذا ما يؤرق خطيبتي.. وليس هذا فحسب؛ بل إن هذه الفتاة تحاول التقرّب لي بجميع الطرق الباطنة والظاهرة، وتحسدنا على تمسّكنا ببعضنا البعض، وهذا بسبب أنها كثيراً ما تفشل في علاقاتها الرومانسية، وترى فينا مثالاً للحب الحقيقي. هذه الفتاة لا تعنيني في شيء؛ ولكن المشكلة هي أنها تحاول التقرّب لي حتى أمام خطيبتي؛ مما يسبب لنا المشاكل؛ لدرجة أنها مؤخراً قامت بسؤال خطيبتي عن اللبس الذي أحبه كي تشتريه.. وفي الفترة الأخيرة أوشكت علاقتنا على الانتهاء بسبب هذه الفتاة، مع العلم أنني لن أجد كخطيبتي أبداً.. فأرجوكم ساعدوني. a.geep الحقيقة أنني أتعجب يا عزيزي من سلبيتكما أنت وخطيبتك؛ فما الذي يجعلكما تتركان هذه الفتاة تتوغل في حياتكما بهذا الشكل طوال هذه الفترة دون تدخّل؟ بكل أسف لا تفسير لهذا سوى أمرين: - إما أن هذه الفتاة تستحوذ على جزء حقيقي من تفكيرك حتى لو كنت تُنكر هذا أمام نفسك قبل إنكاره أمام الآخرين.. فها أنت ذا تصفها بأنها أجمل من فتاتك؛ مما يعني أنك لاحظتها وأُعجبت بجمالها وقارنت بين جمالها وجمال فتاتك.. وها أنت تتركها تتقرب لك أمام خطيبتك، وكان يمكنك دائماً أن تنهرها أو تصرّح لها بكل بساطة أن تبتعد وأن وجودها غير مرغوب فيه أمام خطيبتك أيضاً فيهدأ قلب حبيبتك، ووقتها لن تقبل هذه الفتاة أن تعود ثانية بعد أن تلقّت مثل هذه الإهانة؛ ولكنك تقبّلت تقرّبها هذا، وكأنك سعيد بأن تكون الشاب الرائع محل أنظار الفتيات اللاتي يتقاتلن من أجله. - أو أنك وخطيبتك في هذه الحالة على درجة عالية جداً من السلبية حقاً؛ فتتركون الفتاة تتعامل معكما بهذا الشكل دون أن تضعونها في حيّزها الطبيعي، وتوقفونها عند حدها. وعلى كل حال فإن كنت تريد إبعاد هذه الفتاة وتكملة حياة متميزة مع خطيبتك؛ عليك أن تُظهر لها صراحة ضيقك من تواجدها، وأن تنهرها عَلَناً وأمام خطيبتك؛ بمعنى أصح تخلَّ عن الرقّة والذوق مع فتاة كهذه وكن خشناً؛ فإن أتت لتجلس معك، اتركها بلا اعتذار، وإن أتت لتتكلم معك أخبرها أنك غير متفرغ لمثل هذه الأحاديث وأنك لا تفضل الحديث معها، وإن وقَفَت معك وخطيبتك، أخبرها بكل جرأة أن تواجدها غير مرغوب به. لا تخجل يا عزيزي؛ فإن كانت هي لا تخجل من إفساد حياتكما؛ فهل تخجل أنت من المقاتلة من أجل الحفاظ عليها. وعلى خطيبتك ألا تسمح لها بأن تتحدث معها؛ فلتبتعد عنها هي الأخرى؛ فما الذي يجعلها تجلس لتستمع لفتاة تطلب منها أن تعرف أمراً خاصاً كنوعية الثياب التي يفضلها خطيبها. اقطعا علاقتكما بهذه الفتاة علناً ودون خجل أو إحراج، وابدأ أنت بهذه الخطوة كي تُطَمئن قلب خطيبتك.. وكي تبرهن أن نفسك لن تميل لهذه الفتاة حقاً. لو عايز تفضفض لنا دووس هنا