في كل مرة سوف أقدّم لك ترجمة وكلمات أغنية أجنبية من أيام شبابي (أي عندما كانت الديناصورات تجوب المستنقعات المغطاة بالسراخس). أغنية دفنت وغطّاها الصدأ فالتراب لكن يكفي أن تحملها بين أناملك لتدرك أي بريق وسحر فيها.. سمّه ما شئت.. سمّه نوعاً من ثرثرة العجائز على غرار (الغنا ده كان أيامنا إحنا).. أو سمّها رغبة في أن تشاركني هذه النشوات القديمة.. المهم أني أضمن لك الاستمتاع.. لا ينسى أي أمريكي تلك الأيام الشبيهة بالحلم التي أقيم خلالها مهرجان "وودستوك" ثلاثة أيام في الخلاء وسط الملايين من الشباب؛ بينما تؤدي أهم فرق الروك أغانيها. نذكّرك بمهرجان "وودستوك" الذي قدّمنا منه أغنية "الحرية" من قبل؛ فنقول إنه المهرجان الضخم الذي أقامه "الهيبز" في واشنطن عام 1969 في ذروة حرب فيتنام، جاءوا من كل أرجاء الولاياتالمتحدة ليُسمعوا صرخات احتجاجهم لساكن البيت الأبيض.. وقد كان عددهم كبيراً لدرجة أن عُمدة واشنطن استدعى قوات الحرس الوطني ووحدات من الجيش؛ لأنه خشي أن يفلت الوضع من يده. ثلاثة أيام في العراء تحت شمس أغسطس وأمطاره -وهذا غريب- مع أهم فِرَق الشباب.. هذا جزء مهمّ من ذكريات كل أمريكي كان في سنّ الشباب وقت هذا المهرجان. فَجْر اليوم الثالث؛ وبينما الشمس ما زالت خلف الأفق، اعتلى المسرح فريق "الهو".. "الهو" من فرق الروك الثقيلة جداً، وإن كانت شهرتهم ضعيفة في مصر باستثناء هذه الأغنية، وبدأ المطرب الواقف على المنصة في الظلام يردد بصوته الرخيم مراراً لا حصر لها: "شاهديني.. اشعري بي.. الْمَسِيني .. داويني".. ثم انفجرت الأغنية ودبّ الجنون في الجالسين.. هذه لحظة لا تُنسى، نقلها -إلى حد ما- هذا الكليب المأخوذ من الفيلم التسجيلي "وودستوك".. في مصر انبهرنا نوعاً بالأغنية؛ لكنها بالنسبة للأمريكيين فإنهم وجدوا وقتها تجربة كاملة. اشتهرت هذه الأغنية في مصر، وكانت فقرة شبه ثابتة في برنامج "العالم يغنّي" البرنامج التلفزيوني الوحيد للأغاني الغربية وقتها. الأغنية سبق غناؤها في فيلم قام فريق "الهو" بتلحين أغانيه والتمثيل فيه هو فيلم "تومي"، وهو فيلم غريب جداً؛ لكنه ساحر. طبعاً الترجمة الدقيقة لعنوان الأغنية هي "ريني.. اشعري بي"... (رَ) هي صيغة الأمر من فعل (يرى)، وهي غريبة جداً على الأذن؛ إذن بدلاً من هذا التعقيد لتكن "شاهديني".. أما عن فريق "الهو" نفسه ففريق روك بريطاني من أربعة أفراد.. أشهر أعضائه "بيت تاونزيند"، الذي يقدّم هذه الأغنية، والذي قام ببطولة فيلم "تومي"، و"كيث مون" عازف الدرام. فريق مهم جداً أضاف الكثير لموسيقى الروك، وعلى مستوى الأداء كانوا هم وفريق "رولنج ستونز" من أوائل الفرق التي أدخلت تقاليد حفلات الروك الصاخبة؛ مثل تحطيم الجيتارات وقذف دلاء الماء على الجمهور، والسباحة وسط الجماهير Crowd surfing؛ حيث يلقي المطرب بنفسه فوق الناس ليتناقلوه من فوق الرءوس. توفي عازف الدرام الأسطوري "كيث مون".. وبعد عدة ألبومات تفكك الفريق عام 1983؛ وإن كان أفراده يلتقون في مناسبات معيّنة. على كل حال اعتبر نقاد كثيرون هذه أهم فرقة روك في التاريخ، كما أنها تشكّل مع "البيتلز" و"الرولنج ستونز" مثلث الروك البريطاني الذي هزّ العالم. يمكنك سماع أغنية اليوم على هذه الوصلة: إضغط لمشاهدة الفيديو: شاهديني.. اشعري بي.. المسيني.. داويني.. شاهديني.. اشعري بي.. المسيني.. داويني.. ******************* See Me Feel Me Touch Me Heal Me See Me Feel Me Touch Me Heal Me ******************* إذ أصغي إليك أسمع الموسيقى.. إذ أتفرس فيك أشعر بالانفعال.. إذ أتبعك.. أتسلق الجبل وأظفر بالحماسة عند قدميك.. ******************* Listening to you, I get the music Gazing at you, I get the heat Following you, I climb the mountain I get excitement at your feet ******************* خلفك بالضبط.. أرى الملايين.. وفوق رأسك أرى المجد.. ومنك أظفر بآرائي.. ومنك أعرف القصة كلها.. ******************* Right behind you, I see the millions On you, I see the glory From you, I get opinion From you, I get the story ******************* إذ أصغي إليك أسمع الموسيقى.. إذ أحملق فيك أشعر بالانفعال.. إذ أتبعك.. أتسلق الجبل وأظفر بالحماسة عند قدميك.. ******************* Listening to you, I get the music Gazing at you, I get the heat Following you, I climb the mountain I get excitement at your feet *******************