أولاً باشكركم جداً على الموضوعات اللي إنتم بتطرحوها، أنا متابعة جيّدة للموقع وللمشاكل اللي تُعرض عليكم، وبحب إجابتكم وحلولكم بتفيدني جداً، وده اللي شجعني أكتب لكم مشكلتي. أنا حاسة إن حياتي ضايعة تماماً بمعنى الكلمة، حاسة إني عايشة بس علشان واحد سابني ومتوقعة إنه يرجع ليّ في أي وقت. الحكاية إنه كان بيحبني جداً بطريقه لفتت نظري، أنا في الأول ما كنتش بحبه؛ بس من كتر حبه ليّ واهتمامه الزايد بيّ لفت نظري وعجبني، ووافقت على الخطوبة واتخطبنا تقريباً أربع سنين، سيبنا بعض خلالها أكتر من مرة ورجعنا تاني، وحبيته أوي بشكل غير عادي، وكان بييجي معايا الجامعة واتعرف على أصحابي كلهم، وواحدة فيهم لفت نظرها وعاجبها، وبدأت تتكلم معايا على مميزاته بطريقة نرفزتني منها، وأنا تجنّبتها وبعدت عنها. بعد كده حصلت مشاكل بين العيلتين؛ خصوصاً إن مامته مش كانت بتحبني خالص لمجرد إني صديقة بنت عمه اللي هي بتكرهها، كانت ست غريبة أوي معانا؛ لدرجة إني فسخت الخطوبة بسببها. كنت وصلت لدرجة غريبة منها، هو كان عاوز يرجع ليّ كذا مرة، وأنا كنت أؤجل أو بادّلع علشان عارفة إنه كده ولا كده هيرجع لي تاني، كنت بجد مغرورة. وجه اليوم إني سمعت إنه خطبها.. خطب صاحبتي اللي حكيت لكم عنها، ومرت الأيام واتجوزها. حياتي متدمرة تماماً، بنت عمه صاحبتي وباشوفها دايماً، وفي كل مناسبة عندها بالاقيه قدامي، وكل ما أنساه أرجع أفتكره تاني، ونظراته ليّ بتحسسني إنه لسه بيحبني زي زمان؛ خصوصاً إني عرفت إنه اتجوزها تحت ضغط جامد من مامته. أنا لسه شايفاه إمبارح وأنا في المستشفى عند بنت عمه بازورها، كنت هاتجنن عليه، ورجعت البيت منهارة، كان واحشني أوي، مش متخيلة حياتي من غيره، هاموت من غيره، بجد مش حاسة إني عايشة. هتقولوا لي انسيه.. فعلاً الكلمة دي صعبة عليّ أوي، مش قادرة، بجد أنا باكتب الرسالة ودموعي نازلة مني مش قادرة أوقّفها، نفسي أكلمه.. أسمع صوته بس وأقفل. أنا تعبانة أوي، بجد نفسي في حلّ غير كلمة انسيه. reyrey
هل تدركين ما أول انطباع أخذته عن أسباب دموعك بمجرد أن انتهيت من السطر الأخير من رسالتك؟ إن تلك الدموع التي سالت على الورق هو غضب مدفون منذ وقت طويل من ذلك الشاب الذي اعتقدتِ أنه يحبك ولا يستطيع أن يستغني عنك، والذي تزوّج إحدى صديقاتك، وتركك أنت للحزن ولوم النفس على إضاعته بعد خطوبة استمرت أربع سنوات. ببساطة، قد يكون اعتقادي خاطئاً، وأنك بالفعل تحبينه؛ خصوصاً وأن أربع سنوات خطوبة ليست بالقليلة؛ ولكن دعيني أسألك سؤالاً: هل لو كانت علاقتكما قد انتهت فقط ولم يتزوج صديقتك.. هل كنت ستغضبين بنفس الدرجة؟ بكل صراحة يا صديقتي، بعد أن قرأت رسالتك، كان أمامي العديد من علامات الاستفهام.. أولها: لماذا تعتقدين أنه تزوّج صديقتك رغماً عنه وليس بإرادته؟ لماذا كنت تؤجلين رجوعك له، وبقيتِ في المقابل تؤجلين بحجة أنه يحبّك وسيعود؟ ولم تفكرين أنه سيفهم هذا على أنه دليل رفضك له واستخفافك به وعدم تقديرك لعلاقتكما؟ لا أحاول أن أعيد ما قلتِه؛ ولكني أحاول فقط أن أتفهّمك وأن أضع نفسي مكانك.. وفي الحقيقة عندما وضعت نفسي مكانك وجدت أنه بكل المقاييس لم أكن سأتصرف بأي من تصرفاتك تجاه هذا الشاب. أتعرفين يا صديقتي ما هي مشكلتك: إنها الغرور والتعالي، والنتيجة كانت فسخ خطوبتك وزواج خطيبك من صديقتك التي بالطبع رأى فيها صفات أفضل بكثير مما تتحلّين به أنت؛ بدليل أنه ظلّ أربع سنوات مرتبطاً بك، ولم تتزوجا؛ في حين أنه تزوّج بصديقتك في وقت أقل من هذا بكثير. صديقتي: بكل المقاييس ما حدث كان درساً لا يُنسى في حياتك؛ عليك أن تراجعي نفسك بعده في جلسة صدق مع النفس، تسردين فيها بكل أمانة كل عيوبك التي ظهرت في علاقتك بهذا الشاب على مدار أربعة أعوام، وفي المقابل تناقشين مع نفسك صفات صديقتك التي تزوجت خطيبك. وابعدي عن تفكيرك أنه تزوج بها رغماً عنه، وأن والدته أجبرته؛ فهذا الكلام لن يفيدك.. أنت في حاجة الآن إلى الحقيقة مهما كانت مؤلمة؛ ولكنها هي التي ستنقذك من محنتك، إذا واجهتِ نفسك بها. أما بالنسبة لمشكلتك الثانية أنك مازال بداخلك حنين إليه؛ فهذه مسألة راجعة إليك أنت، وحلّها أيضاً في يدك أنت، وأول تلك الحلول أن تبتعدي عن تلك الأماكن التي يتواجد فيها؛ فوجودك باستمرار في أماكن تواجده؛ سيجعل من إنهاء أزمتك أمراً غاية في الصعوبة، ولا أقول لك ابتعدي عن قريبتك؛ ولكن احرصي على ألا تريه حتى لا يتجدد الماضي في كل مرة. كما أنك بحاجة أن تغيّري تلك الفكرة المسيطرة عليك، وهي أنه مازال يحبك؛ فلو كانت فكرتك صحيحة؛ لما اختار أن يرتبط طوال حياته بأخرى إذا كان يحبك أنت؛ فالذي يحب لا يرضى عمن يحبّ بديلاً؛ بل يحارب من أجله ويفضّل البقاء بجواره أبد الدهر، وليس في أول مشكلة أو حتى المشكلة المائة يتركه ليرتبط بأخرى. صديقتي: كل ما أريد من ردي على رسالتك ألا تنسي أنه ليس في إمكانا أن نمنع الأزمات أو المشاكل أو الفشل؛ ولكن بوسعنا أن نحوّل الفشل إلى نجاح، والدرس القاسي إلى تجربة تضاف إلى تجاربنا في الحياة، والتي من شأنها أن تقوّينا، وتجعلنا أصلب وأكثر قدرة على مواجهة أكبر الأزمات دون أن نُهدم من الداخل ونصبح خواء. كما أريد منك أن تري الواقع كما هو، لا أن تلوي عنق الحقيقة لتتفق مع ما تريدين أن تقنعي به نفسك، كما أرجوك أن تراجعي نقاط ضعفك وعيوبك بصدق، واعملي على إصلاحها؛ لتحصلي على ارتباط ناجح لا ترتكبين فيه أخطاء الماضي. ولك مني كل التحية.