أولا باشكر كل اللي في الموقع على مجهودهم الرائع واهتمامهم بينا في كل الأقسام. ثانيا أنا مشكلتي إن أنا كنت مخطوبة من سنتين وخطيبي باعني من غير أي سبب وبعدين اكتشفت إني مش أول واحدة يعمل معاها كده، وكانت صدمة جامدة أوي عليّ، ولحد النهارده باظهر قدام الناس قوية ونسيته بس الحقيقة إني مش ناسياه خالص، أنا لسه بحبه بشدة بالرغم من إني من بعد الانفصال لدلوقتي حوالي سنة ونصف ما شفتهوش خالص بس لسه إحساس الحب صاحي جوايا، والمصيبة إنه بيزيد، وده مخليني بارفض بشدة أرتبط بأي حد علشان ما اظلمش حد معايا زي ما بنشوف واحدة بتنسى بواحد، وواحد بينسى بواحدة، وبينسوا إنهم بيتعاملوا مع بشر، وإنهم اتجرحوا وبكل سهولة يجرحوا.. أنا مش عارفة أعمل إيه.. أستمر على الرفض ده؟ وأنسى إزاي؟ وخايفة أوافق على أي حد يتقدم لي، وبعد الجواز اكتشف إني لسه بحب اللي كان خطيبي وأنا باكره الخيانة أوي، ووقتها مش عارفة إيه اللي ممكن أعمله وخايفة أفضل أرفض وألاقي السنين عدت بيّ وما احسش بيها مع العلم إني بعد صدمتي في خطيبي أخدت قرار إني أنزل أكمل دراستي، وفعلا قدمت جامعة مفتوحة وأنا دلوقتي في سنة أولى يعني لسه قدامي وقت الدراسة ده أقدر أرفض فيه، بس جوايا خوف مش قادرة أوصفه.. يا ريت تحسوا بيّ.. آسفة إني طوّلت وأتمنى الرد قريباً.. وشكرا ليكم pure
عندما تكون الأحاسيس بكراً فإنها تكون قوية عنيفة صادقة أيا كانت هذه المشاعر، وتحت أي مسمى صداقة كانت أو حبا، لهذا فإنه يكون من الصعب على أحدنا نسيان أول كلمة حب سمعها وارتجف لها كيانه كله، وأول دقة قلب تهتف بالحب وأول همسة رقيقة باسم الحب. لهذا فالصدمة تكون قوية عندما نفتح عيوننا، فنجد أننا وحدنا نعود من حيث بدأنا، وأن ما جرينا وراءه ليس إلا السراب والوهم والدموع ملء المآقي والجرح النافذ بالقلب. وبالرغم من شدة الألم ومرارة الجرح فلا بد وأن ننهض، ولا بد وأن نعاود التواصل مرة أخرى مع مفردات حياتنا بإرادة وقوة. لا بد وأن نمسح دموعنا بأيدينا دون أن ننتظر من يمسحها، وأن نداوي الجرح ونضمّده دون انتظار لقادم يمدّ يده لنا ليداوي جرح غيره "فما حكّ جلدك مثل ظفرك". صديقتي: "ما يحسش بالنار إلا اللي ماسكها" مثل حقيقي، ولم يأتِ من فراغ؛ فالنصيحة سهلة لمن هو خارج البرواز، لكننا هنا نحاول أن ندخل معك إلى هذه النار التي تعيشينها لنمد أيدينا ونخرجك منها. إن ما حدث لك ليس سهلا؛ فالخيانة أصعب ما يمكن أن يتعرض له إنسان، وجرح المشاعر لا يندمل بسهولة ولكنك لا يجب أن تستسلمي لهذه المشاعر التي دمّرت حياتك في الماضي وهاهي تفعل بالحاضر، وتحصرك داخل التجربة حتى لا تخرجي إلى النور الذي سوف يبدّد هذا اليأس الذي تغلّفين به حياتك. إن المشاعر التي ما زلت تشعرين بها تجاه خطيبك السابق ليست إلا وهماً كبيراً يصوّره لك قلبك الرقيق الذي يرفض الاعتراف بالخيانة. ولكنك لا بد وأن تعيشي الواقع وتتعاملي مع الناس على أنهم بشر، وليسوا ملائكة، وأن منهم الصادق والخائن، وأنها ليست نهاية الحياة أن صادفت الخائن أولا؛ فالطريق ما زال ممتداً أمامك وغداً ستقابلين من يعيد إليك الثقة في الحب، وفيما تربيت عليه من مبادئ وقيم. صديقتي: خطوة جميلة أن حاولت شغل نفسك بمواصلة الدراسة والخروج إلى الدنيا التي عزلت نفسك عنها مع الماضي، فهذا وحده كفيل بأن يساعدك على النسيان والتخلص من تلك الذكريات المؤلمة وأن يعيد إليك الثقة بنفسك.
فخطيبك لم يكن يستحق مشاعرك لهذا حاولي أن تنسيه، ليس بغيره ولكن بتحديد هدفك من الحياة والسعي لتحقيقه؛ فالنجاح في أي مجال آخر سوف يعينك على النسيان، فلا تجعلي من الماضي حاجزاً منيعاً يحول بينك وبين التواصل مع الحاضر، واتركي الأيام هي من تداوي جراحك فهي خير علاج وخير وسيلة للنسيان.