سمعنا كثيرا عن اختفاء السفن والطائرات في منطقة بالمحيط الأطلسي تعرف ب"مثلث برمودا"، ولكننا لم نعرف حتى الآن سبب حدوث هذه الظاهرة. يقع مثلث برمودا في المحيط الأطلسي في المنطقة بين برمودا وبورتوريكو وفلوريدا، وهو مثلث متساوي الأضلاع، يصل طول الضلع الواحد فيه إلى 1500 كيلومترا، وتبلغ مساحته ما يقرب من مليون كم2. والحقيقة أن سبب تسمية مثلث برمودا بهذا الاسم لا يرجع لكونه مثلث الشكل فقط وإنما يرجع تاريخ هذا الاسم لعام 1945م، حيث اختفت مجموعة من الطائرات كانت تحلق فوق هذا الجزء من المحيط، وكانت تحلق في السماء على شكل مثلث. ونظرا للحوادث الغريبة التي حدثت في مثلث برمودا من ابتلاع البحر لكل ما يمر فوقه أطلق عليه عدة أسماء، مثل "مثلث الشيطان" و"مثلث الرعب" و"مقبرة الأطلنطي". وكان مثلث برمودا المتهم الأول للعديد من الحوادث، كان أولها اختفاء سفينة "باتريوت" عام 1812م، والتي كانت تحمل "ثيودوسيا بور ألستون" ابنة نائب رئيس الولاياتالمتحدة السابق آرون بور. وفي عام 1861م اختفت السفينة "أمازون" أو "ماري سيليست"، إلا أنها وجدت بعد ذلك بأيام قرب ساحل البرتغال عند مضيق جبل طارق، ووجد بالسفينة ماء وأطعمة تكفي لمدة ستة أشهر إلا أنه لم يعثر على الركاب حتى الآن! وتوالى بعد ذلك اختفاء عدد من السفن الآخرى مثل سفينة "إلين أوستين" عام 1881م، وقارب "كارول دييرنغ" الذي اختفى في 28 يناير 1921م، وعثر عليه بعد ثلاثة أيام مهجور أيضا من الركاب! ويعتبر اختفاء الرحلة 19 هو أول اختفاء للطائرات في مثلث الشيطان في ديسمبر عام 1945م، وكانت الرحلة مكونة من خمس طائرات حربية تشمل 5 طيارين و8 مساعدين. وتعددت التفسيرات العلمية لهذه الظاهرة، فالبض يعتقد أن هناك طبقة من ثلج الميثان تكسو قاع البحر في منطقة برمودا، وهي تتسبب في حالة من عدم الاستقرار في البحر، موضحين أن خليط الميثان والهواء يُؤدي إلى حدوث انفجارات قد تعرض السفن والطائرات المارة بهذه المنطقة للاحتراق أو الغرق. ويعتقد البعض أيضا أن الزلازل هي المسئول الأول عما يحدث في مثلث برمودا، فعند حدوث هزات أرضية في قاع المحيط تتولد موجات عنيفة ومفاجئة تؤدي إلى غرق السفن، كما أن تلك الهزات تؤدي إلى حدوث خلل في توازن الطائرات المحلقة فوق المنطقة مما يؤدي إلى سقوطها. وأشار آخرون إلى وجود طاقة غريبة من القوة المغناطيسية تؤدي إلى عدم ثبات البوصلة وفقدان الطريق، في حين اتهم آخرون القراصنة بالسبب في اختفاء السفن والطائرات في تلك المنطقة. البعض الآخر اعتبر أن هذه الحوادث تحدث من قبيل الصدفة، ولا علاقة لمثلث برمودا بهذه الحوادث، موضحين أن المناطق التي يوجد بها عواصف إستوائية تقع بها حوادث أكثر من ذلك، مؤكدين زيف مقبرة الأطلنطي!. وقد أوضح العلماء أن وقوع هذه الحوادث مرتبط بمواسم معينة أطلقوا عليها "مواسم الاختفاءات"، مثل الفترة التي تسبق بداية السنة الميلادية الجديدة أو الفترة التي تقع بعدها.