السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، بداية أحب أشكر كل القائمين على موقع "بص وطل" عموما، وكل القائمين على باب "فضفض لنا" خصوصا، لأنه يساعد الكثير في حل مشكلاته، وأنا من ضمن الكثير الذين يساعدهم، ومشكلتي كالآتي: أنا أصغر إخواتي، ومشكلتي هي إخواتي، لإنهم بيعملوا مشاكل كتير مع أمي وبيضايقوها، وأنا شخصية حساسة، وكل ما تحدث مشكلة أنهار وأبكي، إلى أن قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي بسبب مشكلة أخيرة حدثت في بيتي. وهذه المشكلة هي إن خالي توفاه الله منذ فترة، وكانت أمي حزينة ومنهارة عندما علمت بالخبر، ووقف كل إخواتي مع أمي ولكن أختي الكبرى المتزوجة عملت مشكلة، لإننا مقاطعين زوجها من سنتين، والمشكلة إن زوج أختي الكبرى جاء إلى العزاء وقام بتعزية أمي، وأمي تقبلت منه العزاء ولكنها نسيت تسأله عن أحواله، على حسب قوله، وهو أقام الدنيا ولم يقعدها، وتشاجر مع أختي وكلم أخي، وأشعل الدنيا، خصوصا أن أمي سيدة بسيطة، ولا تفهم في الاجتماعيات، والكل يعلم هذا. طبعا أختي لم تسكت، وكلمت أختي الثانية سلافة، وهي لا تحب أمي، وطبعا سلافة استغلت هذه المشكلة، واتكلمت مع أمي بطريقة سيئة جدا، وتطاولت عليّ أنا وإخواتي، وتعاملت مع أمي بأسلوب جعلنا نخرج عن شعورنا وتشاجرنا كلنا مع بعض، ووصل الأمر إلى أن إخواتي ضربوا بعض، ومنهم من ترك البيت فجرا، وأنا انهرت تماما وكنت أبكي بلا توقف، كل هذا وأختي الكبيرة نائمة هي وزوجها في بيتهم ولا يهمهم شيئا. أمي خرجت عن شعورها، وكلمت أختي الكبرى ولامتها على ما فعلته، وقالت لها إنها كان ممكن تيجي لها وتقول لها اللي حصل، وكانت هي أنهت الموضوع بدل ما تعمل مشكلة، وأنا كنت منهارة ولقيت نفسي باخذ سماعة التليفون من أمي وكلمت أختي وأنّبتها وانفعلت عليها. المهم إن أختي حكت اللي حصل لبنتها، وقالت لها عني كلام، وفوجئت إن بنتها ترسل لي رسائل سب وكراهية، وأمي كلمت أختي مرة أخرى وقالت لها اللي عملته بنتها، وأختي أجبرت بنتها تكلمني في التليفون وتعتذر لي، وقبلت اعتذارها. المهم بعد هدوء الأمور أدركت إني غلطت في أختي وقررت أعتذر لها، وحاولت أكلمها على الموبايل قفلت الهاتف في وجهي، فأرسلت لها رسالة بإني عاوزة أتكلم معاها، وكلمتها مرة أخرى ولكنها رفضت، وأرسلت لي رسالة مع إحدى أخواتي وقالت إنها لن تقبل مني اعتذارا إلا إذا اعتذرت لها وجها لوجه. ولكني أرى أن هذا فيه عدم تسامح، كما إني أرى قبلت اعتذار بنتها بكل ترحاب وبصدر واسع، ولم أشترط أن تعتذر لي بطريقة معينة مثلما تفعل معي، وأنا لا أريد أن أعتذر إلا بنفس الطريقة اللي غلطت بيها، وهي إني أكلمها على التليفون. وعلى الرغم أن من حولي يؤيدون موقفي، ولكن أخي الأكبر يريدني أن أعتذر لأختي وجها لوجه، وإلا سيأخذ مني هو كمان موقف، وأنا أرفض هذه الطريقة وهذا الأسلوب، فماذا أفعل؟ لأنني لا أستطيع أن أفعل شيئا وأنا غير مقتنعة به.
somaya
عزيزتي.. قال الله تعالى في كتابه العزيز.. {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}، وقال: {فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، وقال: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}، وقال: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. عزيزتي.. هل يوجد بعد هذا قول؟! اقرئي هذه الآيات جيدا وافهمي معناها، وسوف تعرفي أن العفو والصفح هما أفضل شيء ممكن أن تفعليه في هذه المشكلة. أولا من ستعفين عنهم وتصفحين هم أخواتك وأولاد أخواتك، أي أنهم صلة رحمك، فبالعفو والصفح عنهم سوف تأخذين ثوابين، ثواب العفو والصفح، وثواب صلة الرحم. هل تعلمين عزيزتي ماذا تعني صلة الرحم؟ إن صلة الرحم ليست بصلة من يصلك منهم، فالواصل ليس بالمكافئ، ولكنها بصلة من قطعك، وإن كانت أختك الكبرى قد أصرت على أن تعتذري لها وجها لوجه، فليس في هذا ما يسيء إليك، بل على العكس فسوف تكونين عند الله أنت الأفضل. لي صديقة عندما يحدث بينها وبين أي شخص كان مشكلة، تأخذ هدية وتذهب إليه، وعندما تضع الهدية بين يديه يشعر بالكسوف ويمر الأمر عاديا جدا، بل ترجع هي وهي في حالة نفسية رائعة ويصفى ما بينها وبين هذا الشخص، وتقول كما قال الله {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}. لمَ لا تفعلين أنت هكذا وتصبحين أنت الأفضل، وبهذا التصرف أعتقد أنك سوف تأخذين عليه ثوابا رائعا، لأنه سوف يجعل جميع أفراد العائلة يتصالحون ويكون الفضل لك بفضل الله، خذي هدية بسيطة واذهبي بها إلى أختك واعتذري لها، وإن شاء الله سوف تصفي نفسك لشعورك بأنك فعلت شيئا يرضي الله، وسوف يذهب كل ما في النفوس بإذن الله، فلا تترددي عزيزتي، وفقك الله لما فيه الخير.