هناك عادات وتقاليد كثيرة يتبعها البشر في حياتهم دون أن يعرفوا لها أي فائدة، يتبعونها ويعتادون على ممارستها فقط لمجرد أنهم وجدوا آباءهم وأجدادهم يفعلونها، وقد تكون هذه العادات والتقاليد مصدرا لمتاعبهم وشقائهم، إلا أنهم يصرّون على التمسك بها وتناقلها عبر الأجيال. ومن أغرب العادات والتقاليد التي قد نتعرض لها في حياتنا عادة ارتداء الرقبة النحاسية لنساء قبيلة "الكايان"، والتي يعتبرونها رمزا للعزوبية حيث ترتديها الفتاة في السادسة من عمرها ولا تخلعها إلا ليلة الزفاف! "الكايان" هي قبيلة تايلاندية تقطن الجزء الفاصل ما بين بورما وتايلاند، وتقوم نساء هذه القبيلة بارتداء الحلقات النحاسية في عنقها للتزين بها التي تجعل من شكلها أقرب إلى رقبة الزرافة، وذلك لاعتقادهم بأن هذه الحلقات هي أحد معايير جمال المرأة، وحتى يمكن تمييز نساء القبيلة بين القبائل الأخرى. وتختلف العادات والتقاليد في القبائل، وتتنوع كل قبيلة عن الأخرى بالتفنن في كيفية الاختلاف عن القبيلة الأخرى، سواء في المظهر أو الجوهر بالأعراف والعادات الغريبة أو بالشكل الخارجي الذي يدعو إلى السخرية في كثير من الأحيان. اعتادت نساء قبيلة "الكايان" على هذه العادة للتزين منذ عدة قرون، وتضع فتيات القبيلة الحلقات في الرقبة ابتداء من سن السادسة، ويقمن بإضافة الحلقات كل عام، ليصل حدودها إلى 20 حلقة من النحاس الأصفر. وتعمل هذه الحلقات النحاسية على مد رقبة النساء ببطء إلا أنها تتسبب في تحرك رقبة النساء ببطء شديد، ولا تقوم الفتاة بخلع هذه الرقبة إلا في ليلة زفافها، وتعد عملية الخلع طويلة ومعقدة، نظرا لما تحتاجه الرقبة من تنظيف طويل، إضافة إلى أنها تسبب هشاشة في عظام الترقوة وتجعل عضلات الرقبة وقتها في حالة ضمور لعدم تحريكها لفترة طويلة. ومن ناحية أخرى يفرض رجال القبيلة حاجزا أمنيا كبيرا قبل الدخول إلى المكان الذي تستوطن فيه القبيلة، حيث يقومون بتفتيش القادمين ذاتيا وأخذ البنادق منهم قبل الدخول، ويبدو الوضع خطيرا ومريبا من علامات الجد التي ترتسم على وجه الأشخاص الذين يرشدون من يريد الوصول عبر المنحنيات والممرات إلى الطريق لهذه القبيلة.
الرقبة النحاسية * دنيا الأدب اضغط على الصورة لمشاهدة الجاليري: