أسماء مصطفى في عهد الإسكندر الأكبر احتضنت مصر، تحديدا مدينة الإسكندرية، المكتبة الأضخم في العالم في عصرها. شيّدت مكتبة الإسكندرية العظمى في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، احتوت المكتبة عددا هائلا من الكتب والمخطوطات بلغ ال700,000 مجلّد وظلت هي المنارة المعرفية الأهم والأكبر في العالم لسنوات، إلى أن تم حرقها عام 48 قبل الميلاد.. في قصة الحرق تفاصيل كثيرة لا يتسع المجال لذكرها الآن، لكن سنتابع تاريخ المكتبة منذ نشأتها حتى حرقها ثم إعادة بعثها في العصر الحديث في مقال آخر. منذ إحراق مكتبة الإسكندرية العظمى لم تسطع مكتبة أخرى في العالم بحجمها وأهميتها إلا في العصر الحديث، حيث تنتشر الآن المكتبات حول العالم التي تضم الكثير من أمهات الكتب والمخطوطات القديمة والحديثة والدوريات العلمية، وتعد مكتبة الكونجرس الأمريكية هي المكتبة الأكبر عالميا الآن.. مكتبة الكونجرس "المكتبة الأكبر، والأكثر تكلفة، وأمانا في العالم"، تلك هي العبارة المنقوشة على جدران قبة مبنى توماس جيفرسون، وهو المبنى الرئيسي لمكتبة الكونجرس. أسست المكتبة في عام 1800، في فترة حكم الرئيس الثالث للولايات المتحدة، توماس جيفرسون، تبلغ مساحتها 39 هكتارا، وطول رفوفها 856 كيلومترا، تضم المكتبة 130 مليون مادة مختلفة، منها 29 مليون كتاب، ومواد مطبوعة ب460 لغة، وأكثر من 58 مليون وثيقة. تُعَد المكتبة أكبر مرجع في العالم للمواد القانونية، والخرائط، والأفلام، وحتى المعزوفات الموسيقية. ظلت المكتبة ملحقة بمبنى الكونجرس منذ إنشائها ثم تم التوسع تدريجيا وإنشاء مبانٍ أخرى ملحقة بالمبنى الرئيسي، إلى أن أحرقه الإنجليز عام 1814، وفقدت المكتبة الكثير من مقتنياتها فعوّضتها الحكومة البريطانية عام 1815 بشراء مبنى توماس جيفرسون، في عام 1851 تعرّضت المكتبة لحريق آخر ضخم، قيل آنذاك إن السبب عطل في إحدى المداخن، فعرض توماس والتر على الكونجرس الأمريكي خطة لإعادة بناء المكتبة بمواد غير قابلة للاشتعال، وتم افتتاح المكتبة من جديد عام 1853. ظلت المكتبة في التوسع بشكل سريع وكبير، وكان ذلك عن طريق شراء الأراضي المجاورة للمكتبة وتوسعة المباني، ثم بمرور الوقت تم إضافة مبانٍ أخرى ملحقة بالمبنى الرئيسي للمكتبة، كمبنى جيفرسون، الذي افتتح عام 1897 وكان يطلق عليه مكتبة الكونجرس، ثم تقرر تغيير اسمه لمكتبة جيفرسون عام 1976. مبنى آدامز الذي تم افتتاحه عام 1938 ولكن لم يستقر اسمه الحالي إلا عام ،1980 تيمنا بالرئيس الثاني للولايات المتحدة جون آدامز. مبنى ماديسون.. استمرت المكتبة في النمو بشكل سريع حتى اضطرت إدراة المكتبة لتقديم دراسة للكونجرس الأمريكي تطلب فيه إنشاء مبنى جديد، تم افتتاحه عام 1981 بحضرة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان. سُمي المبنى باسم جيمس ماديسون، وهو الرئيس الرابع لأمريكا، ويعد الأب الشرعي للدستور الأمريكي. إلى أن استقرت المكتبة اليوم على شكلها الحالي بمبانيها الأربعة، وتظل هي المكتبة الأكبر في العالم حتى بعد إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية، جدير بالذكر أن ثمة تعاونا مشتركا بين مكتبة الكونجرس ومكتبة الإسكندرية، خصوصا في مجال المكتبات الإلكترونية أو المكتبات الرقمية، حيث تمد مكتبة الكونجرس نظيرتها مكتبة الإسكندرية بالوثائق والكتب، حتى تتم إضافتها في المكتبة الرقمية الضخمة التى ترعاها مكتبة الإسكندرية. إلى هنا نكون قد تحدثنا بإيجاز غير مُخلّ عن أهم معالم مكتبة الكونجرس، أكبر مكتبات العالم، وسنواليكم بالحديث باستفاضة أكثر عن مكتبة الكونجرس وأهم وأكبر مكتبات العالم.