استمر ايورو في التراجع مقابل الدولار الأمريكي، مقتربًا من المستوى 1.3000، مع العلم أن تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي يمكن أن يكون بسبب ارتفاع الدولار نفسه حيث لم يشهد الصعيد الأوروبي وتحديدًا أزمة الديون أي تغييرات جديدة. جدير بالذكر ان العائدات على السندات البرتغالية الإسبانية قد ارتفعت على نحو هامشي بينما تراجعت العائدات على السندات الإيطالية. هذا وقد سجلت البيانات الأوروبية قراءات أسوأ من المتوقع الأمر الذي يحمل اليورو المزيد من الضغوط، ولكن تجدر الإشارة إلى أن التقارير الصادرة يوم أمس ليس لها التأثير الكافي على تراجع اليورو. جدير باالذكر أن مؤشر أسعار المستهلكين بمنطقة اليورو قد ارتفع بواقع 0.5% وفقًا للتوقعات في ظل ارتفاع كل من مؤشرات أسعار المستهلكين الفرنسي والألماني. وعلى الجانب الآخر، ارتفع مؤشر الإنتاج الصناعي بواقع 0.2% فحسب مقارنة بالتوقعات التي أفادت بارتفاع المؤشر بواقع 0.5%. وعلى الرغم من أن تلك التقارير أشارت إلى ارتفاع النشاط الاقتصادي إلا أنها ليست بالقوة المنتظرة الأمر الذي أدى إلى تجدد المخاوف من قبل البنك المركزي الأوروبي، بينما تتجه الأنظار خلال الساعات القليلة المقبلة إلى سويسرا، حيث يعقد البنك الوطني السويسري اجتماعًا للجنة السياسة النقدية اليوم الخميس. هذا وقد أوضح توماس جوردان محافظ البنك الوطني السويسري أن لجنة السياسة النقدية لدى البنك تلتقي فقط كل 3 أشهر حيث التقت اللجنة في آخر اجتماع لها في يوم 15 ديسمبر الماضي، ومنذ ذلك الجين لم نشهد إلى علامات بسيطة دالة على التحسن على صعيد الاقتصاد السويسري. فعلى سبيل المثال، فقد ارتفعت مبيعات التجزئة السويسرية بواقع 4.4% خلال شهر يناير على أساس سنوي مقابل القراءة المسجلة خلال شهر ديسمبر البالغة 1.7%. هذا وتشير البيانات السابقة إلى استمرار تراجع النشاط التصنيعي، ولكن مع ارتفاع مؤشر PMI من 47.3 إلى 49.0 خلال شهر فبراير. هذا وقد ارتفعت معدلات البطالة على نحو ملحوظ مقابل القراءات المسجلة خلال شهر ديسمبر الماضي، ولكن مع ارتفاع ضغوط التضخم نظرًا لارتفاع أسعار الطاقة إضافة إلى تراجع سعر صرف العملة. لذا من المتوقع أن يبقي االبنك الوطني السويسري على السياسة النقدية الحالية نظرًا لعدم وجود تحسًا ملحوظ. ومن المتوقع أن يعلن محافظ البنك الوطني أيضًا عن الإبقاء على سقف ارتفاع الفرنك السويسري مقابل اليورو عند 1.20، وبناءًا على تراجع الفرنك السويسري، فيرى المستثمرون أن ذلك ما سيحدث. وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن يتم مراجعة توقعات توقعات التضخم على ارتفاع مع فرصة ضئيلة في رفع قراءة النمو أيضًا.