استطاع الدولار الأمريكي اليوم الارتفاع مقابل الين الياباني لأعلى مستوى منذ ال 31 من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 2011، و جاء هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي بدعم من انخفاض كبير في سعر صرف الين الياباني إثر تشجيع اليابان و الصين الصرف المباشر لعملتيهما إلى جانب أن المتداولين الآن يرون في ضعف الاقتصاد الياباني سبباً قد يدفع بنك اليابان و الحكومة اليابانية في التدخّل لوقف أي ارتفاع في سعر صرف الين الياباني، و هذا ما يجعل المتداولين يبتعدون عن الين الياباني و هذا ما يفيد الدولار الأمريكي. بالنظر أيضاً إلى أسباب التفاؤل الذي يسود الأسواق المالية، نرى بأن المتداولين حالياً أكثر أملاً في أن نرى الموافقة على خطّة الإنقاذ لليونان من قبل وزراء المالية الأوروبيين يوم الاثنين المقبل، هذا و نرى تحسّن المعنويات في الأسواق المالية في ظل تأكّد المتداولين الآن بأنه لن يتم السماح لليونان بأن تقع ضحية الإفلاس. البيانات الاقتصادية الأوروبية هذا اليوم مالت للإيجابية، فقد أظهرت بيانات أسعار المنجين الألمانية ارتفاعاً أكبر من المتوقع لشهر كانون الثاني/يناير الماضي، فنرى بأن أسعار المنتجين ارتفعت ب 0.6%، كما و أن بيانات الحساب الجاري للاتحاد الأوروبي أظهرت ارتفاعاً في الفائض نحو مستوى 16.3 في القيمة الغير معدّلة موسمياً لشهر كانون الأول/ديسمبر الماضي. و مع انخفاض القلق في الأسواق المالية، و مع ضعف الدولار الذي سببه ابتعاد المتداولين عنه و الاتجاه نحو الأصول المرتفعة العائد، استطاع اليورو أن يحقق مكاسب جيدة على الدولار الأمريكي. اليورو مقابل الدولار الأمريكي استمرت الموجة الصاعدة في سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي التي بدأت يوم أمس، حيث نرى بأن سعر صرف اليورو ارتفع هذا اليوم من الأدنى عند سعر 1.3114 دولار لليورو الواحد وصولاً إلى مستوى 1.3173 دولار لليورو، و ما زالت الإيجابية قائمة على الزوج. يظهر التحليل الفني بأن الزوج حالياً في مستويات حسّاسة جداً، فالثبات فوق سعر 1.3230 قد يكون دافعاً لاستمرار الإيجابية، لكن في نفس الوقت، دون حصول هذا الاختراق تبقى احتمالية عودة الاتجاه الهابط واردة. و بذلك، نحتاج بحسب التحليل الفني لانتظار مستجدات حركة السعر لتقرير الموجة القادمة. قد يرتبط مصير اليورو في قرار يوم الاثنين القادم المنتظر، و استمرار التفاؤل في الأسواق تجاه اليونان و اعتقاد المتداولين باحتواء أزمة الديون السيادية، قد تكون أسباباً لأن نرى استمرار الاتجاه الصاعد خصوصاً مع التفاؤل الذي يسود تجاه الاقتصاد الدولي و توقعات المتداولين لأن نرى استمرار في النمو و التعافي الاقتصادي الدولي. الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي انخفاض الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية هذا اليوم، رافقه بيانات اقتصادية إيجابية غير متوقعّة من المملكة المتحدة، حيث أظهرت بيانات المملكة المتحدة اليوم ارتفاع في مبيعات التجزئة السنوية بمقدار 2.0% فيما كانت التوقعات تظهر احتمال أن نرى ارتفاع مقداره 0.5%. و في القيمة التي تستثني وقود المحركات، نرى بأن التوقعات أظهرت احتمال انكماش 0.1% لكن جاءت البيانات مشيرة إلى نمو مقداره 1.9%. ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم من الأدنى 1.5788 دولار إلى سعر 1.5861 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و الموجة الصاعدة التي حصلت على الجنيه الإسترليني هذا اليوم و يوم أمس، استطاعت تعويض كل خسائر هذا الأسبوع. لكن، على الجنيه الإسترليني أن يؤكد لنا موجته الصاعدة من خلال اختراق سعر تصحيح 61.8% التابعة للموجة الهابطة الأخيرة، و على الزوج إثبات اختراق سعر 1.5975 لتأكيد الإيجابية، لكن دون حصول ذلك، فقد تكون مؤشرات العزم سبباً لعودة الاتجاه الهابط من جديد. الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني التزام بنك الياباني في سياسات دعم الاقتصاد و تمديد خطّة برنامج شراء الأصول بواقع 10 تريليون ين، إلى جانب الاحتفاظ في أسعار الفائدة المتدنية بين 0.0% و 0.1% في بنك اليابان، أسباب تضعف الين الياباني. في المقابل، نرى بأن ضعف الدولار الأمريكي لم يشمل الين الياباني، فنرى الدولار الأمريكي يرتفع بشكل ملحوظ مقابل الين. ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني من مستوى 78.79 وصولاً إلى الأعلى له هذا اليوم عند 79.35 ين للدولار الأمريكي الواحد، و نرى بأن الإيجابية ما زالت قائمة و بوضوح لتداولات الزوج. بيانات مؤشر سعر المستهلك الأمريكي أظهرت اليوم ارتفاع مؤشر سعر المستهلك إلى 0.2% خلال شهر كانون الثاني الماضي، و رغم أن هذا يعبّر عن بعض الارتفاع، لكنه ما دون مستوى التوقعات المسبقة التي أشارت إلى احتمال ارتفاع 0.3%، و ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري السنوي من 2.3% إلى 2.3% لكن ليدل على أن مستويات التضخم ما زالت تحت السيطرة، و هذا ما قد يسمح للفيدرالي الأمريكي بدعم الاقتصاد أكثر لو احتاج ذلك، و بالتالي تزداد الثقة في الأسواق، و يزداد الإقبال على الأصول المرتفعة العائد. تدعم بيانات التضخم الأمريكي و بيانات أوروبا و توقعات المتداولين تجاه اليونان و أزمة الديون السيادية الثقة في الأسواق، و استمرار الثقة قد يسبب مزيد من الارتفاع في الأصول المرتفعة العائد مما يضر في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل العملات، لكن مقابل الين الياباني ،فقد تختلف الحكاية قليلاً، و ذلك لتفضيل المتداولين الدولار الأمريكي على الين الياباني في الوقت الراهن.