تخفيضات بنسبة 35%.. «الغرف التجارية» تعلن تراجع أسعار جميع السلع    محافظة الجيزة: قطع المياه 6 ساعات عن منطقة منشية البكارى مساء اليوم    معلومات عن نظام أذرخش للدفاع الجوي الإيراني.. تدمير الأهداف على ارتفاعات منخفضة    الإمارات تعرب عن قلقها البالغ من استمرار التوتر بالمنطقة وتدعو إلى وقف التصعيد    صدمة في الأهلي قبل 24 ساعة من مواجهة مازيمبي بسبب «بيان رسمي»    حبس عاطل 4 أيام لاتهامه بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله فى القاهرة    رئيس «مركزية التعليم الفني»: مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب لسوق العمل    6 معلومات عن زوجة صلاح السعدني.. اختارت العيش بعيدا عن الأضواء    «عمدة الدراما».. سر لقب اشتهر به الفنان الراحل صلاح السعدني    وكيل صحة سوهاج يتفقد مستشفى برديس ويحيل غير المنتظمين للتحقيق    413 مدرسة تعليم صناعي تقدم خدمات صيانة ومنتجات وموبيليات بأسعار تنافسية    كل ما تريد معرفته عن قانون رعاية حقوق المسنين| إنفوجراف    الخشت: تخصص الصيدلة وعلم الأدوية بجامعة القاهرة أصبح ال 64 عالميًا    دوري أبطال إفريقيا| محمد شوقي يطمئن على ترتيبات مباراة مازيمبي    أسطورة ليفربول: الاحتفاظ بصلاح سيكون صعبًا وفان دايك سيبقى    بحضور 400 طفل.. «أوقاف القليوبية» تدشن لقاء الجمعة بمسجد في بنها    بشري سارة للموظفين .. 4 أيام إجازة رسمية | اعرف موعدها    ضبط مسئول محل لبيع المأكولات لحيازته كمية كبيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر    احذر الرادار.. رصد 8500 سيارة تجاوزت السرعة خلال 24 ساعة    توريد 984 طن قمح لشون وصوامع البحيرة    «آمنة»: الانتهاء من مشروع تطوير منطقة أعلى مفيض ترعة نجع حمادي بسوهاج    إقبال جماهيري على جناح مصر في بينالي فينيسيا للفنون 2024    الأوقاف: افتتاح 8 مساجد في الجمعة الثانية من شوال.. تفاصيل    ل3 أسباب.. خطيب المسجد النبوي: الله كرم الإنسان حين خلقه في أحسن تقويم    دار الإفتاء توضح مسبعات الجمعة    احذر| ظهور هذه الأحرف "Lou bott" على شاشة عداد الكهرباء "أبو كارت"    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    1490 طنا.. وصول القافلة السادسة من مساعدات التحالف الوطني لأهالي غزة (صور)    اعتماد جداول امتحانات نهاية العام الدراسي في الوادي الجديد    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    تعرف على أبرز مخرجات لجنة الثقافة والهوية الوطنية بالحوار الوطنى    موعد ومكان عزاء الفنان صلاح السعدني    وزير التنمية المحلية يعلن بدء المرحلة الثالثة والأخيرة لإزالة التعديات على أراضي الدولة ضمن الموجة ال22    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    "رصدته كاميرات المراقبة".. ضبط عاطل سرق مبلغا ماليا من صيدلية بالقليوبية    إصابة شخصين إثر حادث تصادم 3 سيارات فى شارع التسعين بمنطقة التجمع    تشكيل فرانكفورت المتوقع لمواجهة أوجسبورج في الدوري الألماني.. موقف مرموش    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    شهدها البابا تواضروس، تفاصيل وثيقة الكنيسة للتوعية بمخاطر زواج الأقارب    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    وضع حجر أساس مشروع موقف إقليمي جديد بمدينة المنيا الجديدة    إيرادات السينما أمس.. شقو في المقدمة وأسود ملون يتذيل القائمة    مارتينيز: حصلت على بطاقة صفراء ثانية بسبب سمعتي السيئة.. ولا أفهم القواعد    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    الحكومة تنفي عودة عمل الموظفين يوم الأحد بنظام ال"أون لاين" من المنزل    رضا عبد العال يعلق على أداء عبد الله السعيد مع الزمالك    فتح ممر إنساني نهاية إبريل.. إعلام عبري: عملية رفح محسومة والسؤال عن توقيتها    تمريض القناة تناقش ابتكارات الذكاء الاصطناعي    ليفركوزن يخطط لمواصلة سلسلته الاستثنائية    غداء اليوم.. طريقة تحضير كفتة الدجاج المشوية    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    حرب السودان.. كلفة اقتصادية هائلة ومعاناة مستمرة    موعد مباراة الترجي وصن داونز بدوري أبطال أفريقيا    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملامح الدورة ال74 من مهرجان فينيسيا السينمائي
نشر في صوت البلد يوم 28 - 08 - 2017

تقام الدورة ال74 من مهرجان فينيسيا السينمائي في الفترة من ال30 من أغسطس إلى ال9 من سبتمبر القادم. ويتنافس في المسابقة الرئيسية21 فيلما من 11 دولة. وللمرة الأولى منذ سنوات، تنال السينما الأميركية حصة الأسد في المسابقة، حيث تُمثل بثمانية أفلام، معظمها من إنتاج شركات هوليوود الكبيرة.
أما باقي أفلام المسابقة فتمثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واليابان والصين وأستراليا وإسرائيل، من بينها ثمانية أفلام أوروبية بالإضافة إلى فيلم من كل من اليابان والصين وأستراليا، تتنافس على جائزة “الأسد الذهبي” وجوائز أخرى في الإخراج والتمثيل والسيناريو.
يبذل مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، عادة، جهدا كبيرا للحصول على أحدث الأفلام الأميركية بعد أن نجح خلال السنوات الأخيرة، في اكتساب سمعة طيبة لمهرجانه وجعله قبلة للأفلام الأميركية الجديدة، ومن جعبة المهرجان تمضي هذه الأفلام فيما بعد لكي تشق طريقها إلى السباق على جوائز الأوسكار.
من جهة أخرى باستقطاب أحدث الأفلام الأميركية يضمن باربيرا حضور أكبر عدد من نجوم السينما الأميركية، وبالتالي يضمن تسليط الأضواء على المهرجان كاحتفال سنوي بالسينما في منافسة مستمرة مع مهرجان كان الفرنسي.
يجب أن نذكر في هذا السياق أنه من معطف مهرجان فينيسيا خرج في السنوات الأخيرة عدد من الأفلام التي حصلت على عدد كبير من جوائز الأوسكار. من هذه الأفلام “جاذبية الأرض” و”بيردمان” و”بقعة ضوء” (سبوتلايت) و”سلم عبور مشرشر” (أو هاكساو ريدج) و”لا لا لاند”، وغيرها.
فيلم الافتتاح
يفتتح المهرجان بالفيلم الأميركي “التصغير” للمخرج ألكسندر باين، وهو فيلم خيالي كوميدي يقوم ببطولته مات ديمون بالاشتراك مع كريستوف فالتز وكريستين ويغ وأليك بولدوين، ويقوم ديمون فيه بدور رجل عادي من سكان مدينة أوماها (موطن المخرج نفسه) يحلم مع زوجته بتحقيق حياة أفضل.
وبسبب أزمة الكثافة السكانية التي يشهدها العالم توصل العلماء إلى اختراع جديد يجعل البشر قادرين على تقليص أحجامهم إلى أن يصبح طول الشخص الواحد لا يتجاوز بضعة سنتميترات. ويقرر الرجل وزوجته الإقبال على تجربة الاختراع الجديد تحت وطأة الارتفاع الهائل في تكاليف الحياة.
إلى جانب دوره في فيلم الافتتاح المشارك في المسابقة يقوم مات ديمون ببطولة فيلم “عنف في الضاحية” وهو من إخراج جورج كلوني عن سيناريو قديم للأخوين كوين، يروي قصة بوليسية من نوع الكوميديا السوداء. وتشارك في بطولة الفيلم جوليان مور إلى جانب أوسكار أيزاك الذي تألق في فيلم الأخوين كوين “داخل ليلوين ديفيز” (2013).
ومن الأسماء الأخرى للمخرجين الكبار يشارك في المسابقة المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي بفيلمه “الأم” وهو من نوع دراما الرعب، ومن بطولة جنيفر لورانس وخافيير بارديم. وإلى جانبه يأتي المخرج المكسيكي الكبير غليرمو ديلتورو الذي يعمل في نطاق السينما الأميركية شأن زميليه: أليخاندور غونزاليس إيناريتو (بيردمان)، وألفونسو كوارون (جاذبية الأرض).
فيلم ديلتورو يشارك للمرة الأولى في المهرجان بعنوان “شكل الماء”، وهو من بطولة الممثلة البريطانية سالي هوكنز (الحاصلة على الأوسكار عن دورها في “خالية البال” لمايك لي- 2008).
ويروي الفيلم قصة تدور في أوائل الستينات من القرن العشرين داخل معمل للأبحاث البحرية حيث يحتفظون هناك بكائن أسطوري كان يعتبر معبودا في وادي الأمازون لإجراء التجارب عليه. تتعاطف مع هذا الرجل-الإله العاملة التي تقوم بتنظيف المعمل وتسعى لإطلاق سراحه. وتقول المعلومات القليلة المتوفرة عن الفيلم إن جانبا كبيرا منه صوّر تحت الماء وإن دور هوكنز صامت.
المخرج وكاتب السيناريو الأميركي بول شرايدر يشارك بفيلم من إخراجه هو “أصلح أولا” يقوم فيه الممثل إيثان هوك بدور قس كان يعمل سابقا في الجيش الأميركي، يشعر حاليا بالحزن الشديد لموت ابنه ويرتبط بعلاقة ملتبسة مع امرأة من رعايا كنيسته هي “ماري” زوجة أحد النشطاء المدافعين عن نقاء البيئة.
في المسابقة ثلاثة من الأفلام الإيطالية أولها فيلم ناطق بالإنكليزية هو “الباحث عن المتعة” للمخرج باولو فيرزي وبطولة هيلين ميرين ودونالد سوذرلاند. والثاني فيلم “عائلة” لسبستيانو ريزيو، وأخيرا “الحب ومالفيتا” لمانيتو بروز.
المخرج البريطاني أندرو هاغ الذي أدهشنا قبل عامين بفيلمه البديع “45 عاما” يشارك في المسابقة بفيلم جديد “من الإنتاج الأميركي” هو “استند على بيت” الذي يصور رحلة يقوم بها شاب مراهق في الخامسة عشرة من عمره يرغب في الوصول إلى قريبته الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة ويقطع رحلة الألف ميل من أوريغون إلى وياومنغ بصحبة حصان سباق عجوز.
ويشارك المخرج البريطاني مارتن ماكدوناه بفيلم أميركي آخر هو “ثلاث لوحات خارج غيبنغ، ميسوري”، إلى جانب الفيلم التسجيلي الأميركي الطويل “مكتبة نيويورك العامة” للمخرج فردريك وايزمان (87 عاما).
كشيش ودويري
من فرنسا يشارك المخرج التونسي الأصل عبداللطيف كشيش بفيلمه الجديد "المكتوب مكتوب" الذي كان متنازعا عليه طويلا بين أطراف الإنتاج المختلفة، بعد أن قيل إن كشيش خالف التعاقد، وبدلا من تصوير فيلم واحد صور فيلمين قام بدمجهما معا في فيلم واحد طويل.
ويشارك المخرج اللبناني زياد دويري بفيلمه الجديد “الإهانة” من الإنتاج الفرنسي للمرة الأولى في مسابقة فينيسيا. وكان دويري قد أثار قبل خمس سنوات موجة من الانتقادات عندما أقدم على تصوير فيلمه “الصدمة” في إسرائيل.
أما الفيلم الجديد فيدور في بيروت ويصور كيف تنشب مشاجرة بين العامل اللبناني المسيحي توني والعامل الفلسطيني ياسر أثناء اشتراكهما في تجديد منزل، يحتد ياسر على توني وهو ما يعتبره الأخير بمثابة إهانة فيشكو الأمر للشرطة ثم يصل الأمر إلى القضاء مع تداعيات معقدة ومتشابكة تسلط الأضواء على العلاقة المتوترة بين الموارنة اللبنانيين والفلسطينيين.
ويعود المخرج الإسرائيلي شموئيل ماعوز إلى المسابقة بفيلم “فوكستروت” الذي يصور مأساة أسرة إسرائيلية تعلم أنها فقدت ابنها الجندي في الجيش وكيف تتغير حياتها. وجدير بالذكر أن المخرج ماعوز هو أول إسرائيلي يحصل على جائزة “الأسد الذهبي” عام 2009 عن فيلمه “لبنان”. ويشارك كوريدا هيروكازو، أحد أشهر مخرجي اليابان، بفيلم “الجريمة الثالثة” في المسابقة، كما تشارك الصينية فيفيان كي (فحم أسود وثلج رقيق) بفيلم “الملائكة ترتدي الأبيض” من الإنتاج المشترك مع فرنسا.
الواقع الافتراضي
للمرة الأولى في تاريخ مهرجانات السينما ينظم مهرجان فينيسيا مسابقة خاصة لأفلام الواقع الافتراضي أي الأفلام التي تصنع بواسطة برامج الكومبيوتر، ويشارك فيها 22 فيلما.
وشكلت لجنة تحكيم خاصة برئاسة المخرج جون لاندز لمنح جائزة أحسن فيلم من هذا النوع الجديد. وتشارك في المسابقة الفنانة الأميركية لوري أندرسون بفيلم من أفلام الفيديو-ميوزيك، كما يعرض خارج المسابقة فيلم ثلاثي الأبعاد من إخراج جون لاندز وهو شريط موسيقي يتخذ طابع أفلام الرعب، صوّره لاندز لمايكل جاكسون (1982) إلى جانب فيلم تسجيلي عن تجربة تصوير هذا الفيلم.
خارج المسابقة
خارج المسابقة يعرض المهرجان عددا كبيرا من الأفلام الجديدة الهامة منها فيلم المخرج البريطاني ستيفن فريرز “فيكتوريا وعبدول” عن علاقة الصداقة التي كانت تجمع بين الملكة فيكتوريا ورجل هندي مسلم يدعى عبدالله أو “عبدول” جاء من الهند لحضور العيد الخمسين لجلوس فيكتوريا على العرش، وخلال الحفل نشأت بينهما صداقة استمرت طويلا وسط دهشة رجال البلاط. تقوم ببطولة الفيلم جودي دنش التي تألقت من قبل في فيلم “فيلومينا” الذي شارك به فريرز في مسابقة المهرجان نفسه عام 2013.
ويعود المخرج الأميركي المخضرم وليم فريدكين الذي اشتهر بفيلم “طارد الأرواح الشريرة” (1973) بفيلم تسجيلي طويل عن عملية “حقيقية” لطرد الشيطان من الجسد كما صوّرها في فيلمه الذي يحمل عنوان “الشيطان والأب أمورس”، والأب أمورس هذا هو أشهر من يمارسون طرد الأرواح الشريرة في الولايات المتحدة. وهناك فيلم تسجيلي آخر للممثل مايكل كين يستعرض من خلاله ذكرياته عن فترة الستينات من القرن الماضي مع تعليق بصوته.
ويعرض فيلم المخرج والممثل الجزائري الشاب رشيد هامي “ميلودي” خارج المسابقة، إلى جانب أول فيلم درامي من نوع الدوكيو-دراما للمخرج الأميركي الكبير إيرول موريس المعروف بأسلوبه الخاص في الأفلام الوثائقية المثيرة للجدل. والفيلم الجديد بعنوان “دودة الخشب”. ويبلغ عدد الأفلام الروائية خارج المسابقة 13 فيلما والتسجيلية 7 أفلام.
أما القسم الذي يوازي المسابقة الرسمية “أوريزونتي”، أو “آفاق”، فيتضمن هذا العام 36 فيلما منها 19 فيلما طويلا و17 فيلما قصيرا ومتوسط الطول. ومن الأفلام الطويلة الفيلم الوثائقي الجديد “نيكو 1988” للمخرجة الإيطالية سوزانا نيتشيللي، و”مارفين” للمخرجة آن فونتين بطولة إيزابيل أوبير.
ومقابل فيلمين من إسرائيل في هذه المسابقة الخاصة، يشارك فيلمان من إيران هما “اختفاء” لعلي أصغري (بتمويل قطري)، و”لا تاريخ، لا توقيع” لفاحيد جليلفاند، وفيلم “المباركون” الفرنسي للمخرجة الجزائرية صوفيا جما.
ومن أهم أفلام تظاهرة "أيام فينيسيا" الموازية الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي الكبير إيرمانو أولمي وهو من النوع التسجيلي القصير (35 دقيقة) ويحمل عنوان "أترى.. أنا واحد منكم". وتضم "مسابقة أيام فينيسيا" 12 فيلما (و8 أفلام خارج المسابقة) من بينها فيلم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي "فوليوبوليس".
الدورة الجديدة حافلة بكل أنواع الأفلام وتبدو مختلفة في كثير من ملامحها عن دورة العام الماضي. ونتوقع أن تكون حافلة بالإثارة والمتعة.
تقام الدورة ال74 من مهرجان فينيسيا السينمائي في الفترة من ال30 من أغسطس إلى ال9 من سبتمبر القادم. ويتنافس في المسابقة الرئيسية21 فيلما من 11 دولة. وللمرة الأولى منذ سنوات، تنال السينما الأميركية حصة الأسد في المسابقة، حيث تُمثل بثمانية أفلام، معظمها من إنتاج شركات هوليوود الكبيرة.
أما باقي أفلام المسابقة فتمثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واليابان والصين وأستراليا وإسرائيل، من بينها ثمانية أفلام أوروبية بالإضافة إلى فيلم من كل من اليابان والصين وأستراليا، تتنافس على جائزة “الأسد الذهبي” وجوائز أخرى في الإخراج والتمثيل والسيناريو.
يبذل مدير المهرجان ألبرتو باربيرا، عادة، جهدا كبيرا للحصول على أحدث الأفلام الأميركية بعد أن نجح خلال السنوات الأخيرة، في اكتساب سمعة طيبة لمهرجانه وجعله قبلة للأفلام الأميركية الجديدة، ومن جعبة المهرجان تمضي هذه الأفلام فيما بعد لكي تشق طريقها إلى السباق على جوائز الأوسكار.
من جهة أخرى باستقطاب أحدث الأفلام الأميركية يضمن باربيرا حضور أكبر عدد من نجوم السينما الأميركية، وبالتالي يضمن تسليط الأضواء على المهرجان كاحتفال سنوي بالسينما في منافسة مستمرة مع مهرجان كان الفرنسي.
يجب أن نذكر في هذا السياق أنه من معطف مهرجان فينيسيا خرج في السنوات الأخيرة عدد من الأفلام التي حصلت على عدد كبير من جوائز الأوسكار. من هذه الأفلام “جاذبية الأرض” و”بيردمان” و”بقعة ضوء” (سبوتلايت) و”سلم عبور مشرشر” (أو هاكساو ريدج) و”لا لا لاند”، وغيرها.
فيلم الافتتاح
يفتتح المهرجان بالفيلم الأميركي “التصغير” للمخرج ألكسندر باين، وهو فيلم خيالي كوميدي يقوم ببطولته مات ديمون بالاشتراك مع كريستوف فالتز وكريستين ويغ وأليك بولدوين، ويقوم ديمون فيه بدور رجل عادي من سكان مدينة أوماها (موطن المخرج نفسه) يحلم مع زوجته بتحقيق حياة أفضل.
وبسبب أزمة الكثافة السكانية التي يشهدها العالم توصل العلماء إلى اختراع جديد يجعل البشر قادرين على تقليص أحجامهم إلى أن يصبح طول الشخص الواحد لا يتجاوز بضعة سنتميترات. ويقرر الرجل وزوجته الإقبال على تجربة الاختراع الجديد تحت وطأة الارتفاع الهائل في تكاليف الحياة.
إلى جانب دوره في فيلم الافتتاح المشارك في المسابقة يقوم مات ديمون ببطولة فيلم “عنف في الضاحية” وهو من إخراج جورج كلوني عن سيناريو قديم للأخوين كوين، يروي قصة بوليسية من نوع الكوميديا السوداء. وتشارك في بطولة الفيلم جوليان مور إلى جانب أوسكار أيزاك الذي تألق في فيلم الأخوين كوين “داخل ليلوين ديفيز” (2013).
ومن الأسماء الأخرى للمخرجين الكبار يشارك في المسابقة المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي بفيلمه “الأم” وهو من نوع دراما الرعب، ومن بطولة جنيفر لورانس وخافيير بارديم. وإلى جانبه يأتي المخرج المكسيكي الكبير غليرمو ديلتورو الذي يعمل في نطاق السينما الأميركية شأن زميليه: أليخاندور غونزاليس إيناريتو (بيردمان)، وألفونسو كوارون (جاذبية الأرض).
فيلم ديلتورو يشارك للمرة الأولى في المهرجان بعنوان “شكل الماء”، وهو من بطولة الممثلة البريطانية سالي هوكنز (الحاصلة على الأوسكار عن دورها في “خالية البال” لمايك لي- 2008).
ويروي الفيلم قصة تدور في أوائل الستينات من القرن العشرين داخل معمل للأبحاث البحرية حيث يحتفظون هناك بكائن أسطوري كان يعتبر معبودا في وادي الأمازون لإجراء التجارب عليه. تتعاطف مع هذا الرجل-الإله العاملة التي تقوم بتنظيف المعمل وتسعى لإطلاق سراحه. وتقول المعلومات القليلة المتوفرة عن الفيلم إن جانبا كبيرا منه صوّر تحت الماء وإن دور هوكنز صامت.
المخرج وكاتب السيناريو الأميركي بول شرايدر يشارك بفيلم من إخراجه هو “أصلح أولا” يقوم فيه الممثل إيثان هوك بدور قس كان يعمل سابقا في الجيش الأميركي، يشعر حاليا بالحزن الشديد لموت ابنه ويرتبط بعلاقة ملتبسة مع امرأة من رعايا كنيسته هي “ماري” زوجة أحد النشطاء المدافعين عن نقاء البيئة.
في المسابقة ثلاثة من الأفلام الإيطالية أولها فيلم ناطق بالإنكليزية هو “الباحث عن المتعة” للمخرج باولو فيرزي وبطولة هيلين ميرين ودونالد سوذرلاند. والثاني فيلم “عائلة” لسبستيانو ريزيو، وأخيرا “الحب ومالفيتا” لمانيتو بروز.
المخرج البريطاني أندرو هاغ الذي أدهشنا قبل عامين بفيلمه البديع “45 عاما” يشارك في المسابقة بفيلم جديد “من الإنتاج الأميركي” هو “استند على بيت” الذي يصور رحلة يقوم بها شاب مراهق في الخامسة عشرة من عمره يرغب في الوصول إلى قريبته الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة ويقطع رحلة الألف ميل من أوريغون إلى وياومنغ بصحبة حصان سباق عجوز.
ويشارك المخرج البريطاني مارتن ماكدوناه بفيلم أميركي آخر هو “ثلاث لوحات خارج غيبنغ، ميسوري”، إلى جانب الفيلم التسجيلي الأميركي الطويل “مكتبة نيويورك العامة” للمخرج فردريك وايزمان (87 عاما).
كشيش ودويري
من فرنسا يشارك المخرج التونسي الأصل عبداللطيف كشيش بفيلمه الجديد "المكتوب مكتوب" الذي كان متنازعا عليه طويلا بين أطراف الإنتاج المختلفة، بعد أن قيل إن كشيش خالف التعاقد، وبدلا من تصوير فيلم واحد صور فيلمين قام بدمجهما معا في فيلم واحد طويل.
ويشارك المخرج اللبناني زياد دويري بفيلمه الجديد “الإهانة” من الإنتاج الفرنسي للمرة الأولى في مسابقة فينيسيا. وكان دويري قد أثار قبل خمس سنوات موجة من الانتقادات عندما أقدم على تصوير فيلمه “الصدمة” في إسرائيل.
أما الفيلم الجديد فيدور في بيروت ويصور كيف تنشب مشاجرة بين العامل اللبناني المسيحي توني والعامل الفلسطيني ياسر أثناء اشتراكهما في تجديد منزل، يحتد ياسر على توني وهو ما يعتبره الأخير بمثابة إهانة فيشكو الأمر للشرطة ثم يصل الأمر إلى القضاء مع تداعيات معقدة ومتشابكة تسلط الأضواء على العلاقة المتوترة بين الموارنة اللبنانيين والفلسطينيين.
ويعود المخرج الإسرائيلي شموئيل ماعوز إلى المسابقة بفيلم “فوكستروت” الذي يصور مأساة أسرة إسرائيلية تعلم أنها فقدت ابنها الجندي في الجيش وكيف تتغير حياتها. وجدير بالذكر أن المخرج ماعوز هو أول إسرائيلي يحصل على جائزة “الأسد الذهبي” عام 2009 عن فيلمه “لبنان”. ويشارك كوريدا هيروكازو، أحد أشهر مخرجي اليابان، بفيلم “الجريمة الثالثة” في المسابقة، كما تشارك الصينية فيفيان كي (فحم أسود وثلج رقيق) بفيلم “الملائكة ترتدي الأبيض” من الإنتاج المشترك مع فرنسا.
الواقع الافتراضي
للمرة الأولى في تاريخ مهرجانات السينما ينظم مهرجان فينيسيا مسابقة خاصة لأفلام الواقع الافتراضي أي الأفلام التي تصنع بواسطة برامج الكومبيوتر، ويشارك فيها 22 فيلما.
وشكلت لجنة تحكيم خاصة برئاسة المخرج جون لاندز لمنح جائزة أحسن فيلم من هذا النوع الجديد. وتشارك في المسابقة الفنانة الأميركية لوري أندرسون بفيلم من أفلام الفيديو-ميوزيك، كما يعرض خارج المسابقة فيلم ثلاثي الأبعاد من إخراج جون لاندز وهو شريط موسيقي يتخذ طابع أفلام الرعب، صوّره لاندز لمايكل جاكسون (1982) إلى جانب فيلم تسجيلي عن تجربة تصوير هذا الفيلم.
خارج المسابقة
خارج المسابقة يعرض المهرجان عددا كبيرا من الأفلام الجديدة الهامة منها فيلم المخرج البريطاني ستيفن فريرز “فيكتوريا وعبدول” عن علاقة الصداقة التي كانت تجمع بين الملكة فيكتوريا ورجل هندي مسلم يدعى عبدالله أو “عبدول” جاء من الهند لحضور العيد الخمسين لجلوس فيكتوريا على العرش، وخلال الحفل نشأت بينهما صداقة استمرت طويلا وسط دهشة رجال البلاط. تقوم ببطولة الفيلم جودي دنش التي تألقت من قبل في فيلم “فيلومينا” الذي شارك به فريرز في مسابقة المهرجان نفسه عام 2013.
ويعود المخرج الأميركي المخضرم وليم فريدكين الذي اشتهر بفيلم “طارد الأرواح الشريرة” (1973) بفيلم تسجيلي طويل عن عملية “حقيقية” لطرد الشيطان من الجسد كما صوّرها في فيلمه الذي يحمل عنوان “الشيطان والأب أمورس”، والأب أمورس هذا هو أشهر من يمارسون طرد الأرواح الشريرة في الولايات المتحدة. وهناك فيلم تسجيلي آخر للممثل مايكل كين يستعرض من خلاله ذكرياته عن فترة الستينات من القرن الماضي مع تعليق بصوته.
ويعرض فيلم المخرج والممثل الجزائري الشاب رشيد هامي “ميلودي” خارج المسابقة، إلى جانب أول فيلم درامي من نوع الدوكيو-دراما للمخرج الأميركي الكبير إيرول موريس المعروف بأسلوبه الخاص في الأفلام الوثائقية المثيرة للجدل. والفيلم الجديد بعنوان “دودة الخشب”. ويبلغ عدد الأفلام الروائية خارج المسابقة 13 فيلما والتسجيلية 7 أفلام.
أما القسم الذي يوازي المسابقة الرسمية “أوريزونتي”، أو “آفاق”، فيتضمن هذا العام 36 فيلما منها 19 فيلما طويلا و17 فيلما قصيرا ومتوسط الطول. ومن الأفلام الطويلة الفيلم الوثائقي الجديد “نيكو 1988” للمخرجة الإيطالية سوزانا نيتشيللي، و”مارفين” للمخرجة آن فونتين بطولة إيزابيل أوبير.
ومقابل فيلمين من إسرائيل في هذه المسابقة الخاصة، يشارك فيلمان من إيران هما “اختفاء” لعلي أصغري (بتمويل قطري)، و”لا تاريخ، لا توقيع” لفاحيد جليلفاند، وفيلم “المباركون” الفرنسي للمخرجة الجزائرية صوفيا جما.
ومن أهم أفلام تظاهرة "أيام فينيسيا" الموازية الفيلم الجديد للمخرج الإيطالي الكبير إيرمانو أولمي وهو من النوع التسجيلي القصير (35 دقيقة) ويحمل عنوان "أترى.. أنا واحد منكم". وتضم "مسابقة أيام فينيسيا" 12 فيلما (و8 أفلام خارج المسابقة) من بينها فيلم المخرج المغربي فوزي بن سعيدي "فوليوبوليس".
الدورة الجديدة حافلة بكل أنواع الأفلام وتبدو مختلفة في كثير من ملامحها عن دورة العام الماضي. ونتوقع أن تكون حافلة بالإثارة والمتعة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.