لا تزال مشاهد الإغراء في السينما المصرية ذات سحر خاص، استطاعت ملكاته من النجمات اللاتي قدمن هذه الأدوار من احتلال مكانة مميزة لدي الجمهور، خاصة أن مفهوم الإغراء حاليا قد تطور بتطور تقنيات السينما واستغله البعض كعناصر للدعاية للأفلام بشكل خلط الأمور وجعل هناك مجالا للعديد من المسميات التي تتردد منها السينما النظيفة وغيرها، ليخلق بدوره فريقين من الفنانات ممن لا يرين أي مانع في تقديم مثل هذه الأدوار وأخريات يقدمنها بشروط وفريق ثالث يرفض هذا المسمي ويدعو للسينما النظيفة ولكن في ظل هذه الآراء التي تختلف بالتأكيد وفقا لطبيعة الأدوار التي أدتها الفنانات في بدايتهن نرصد حال الإغراء في السينما المصرية. الكثير من الفنانات بدأن حياتهن الفنية من خلال بعض الأدوار الثانوية المتواضعة والتي كن لا يشعرن بأية تحفظات عليها من مشاهد تحتوي علي قبلات وإغراء حتي وإن كانت صامتة، ثم سرعان ما تسند إليها أدوار تزيد مساحتها في تجسيدها عن الأول لتصل في النهاية لمرحلة البطولة المطلقة في أدوار الإغراء أيضا التي أصبحت حاليا بوابة لكثير من الوجوه الشابة في السينما ليصبحن نجمات بعدها، وبعد أن تصل مرحلة تألقها إلي أوجها تبدأ هذه الفنانة في الاعتزال مبدية أحيانا ندمها عما قدمته في بداية مشوارها الفني. وأبرز هؤلاء الفنانات "وفاء عامر" والتي بدأت حياتها الفنية من خلال أدوار الإغراء في أدوارها من خلال فيلم "ديسكو.. ديسكو" و"الواد محروس بتاع الوزير" و"رحلة مشبوهة" وغيرها، فالبرغم من أن مثل هذه الأدوار كانت السبب في شهرتها إلا أنها أعلنت تمردها علي هذه الأدوار خاصة بعد تحقيقها النجاح من خلال مسلسل "الملك فاروق" والذي تقمصت خلاله دور "الملكة نازلي" والذي استطاعت من خلاله أن تنقل مشوارها الفني بعدها إلي مساحة الأدوار الاجتماعية رافضة الإغراء تماما حيث قدمت بعدها أدواراً اجتماعية في "شط اسكندرية" "الدالي" بأجزائه الثلاثة و"عفريت القرش" وغيرها وبالرغم من أنها لم تستطع أن تحقق أي نجاح ملحوظ حاليا من خلال نمطية هذه الأدوار بعد أن تركت الإغراء ليبقي الأمر ليس لتحقيق الشهرة أو الصعود وإنما له حسابات أخري خاصة بعد عدم نجاحها في فيلم "حين ميسرة" بالرغم من الضجة الي أثارها الفيلم حيث تمحور دورها الثانوي بعيداً عن أعين الناس. وتصور "وفاء عامر" حاليا فيلم "كف القمر" مع المخرج خالد يوسف وتجسد من خلاله شخصية أم لخمسة رجال خالد الصاوي وجدي فواز وحسن الرداد وهيثم زكي والأردني ياسر المصري. أما الفنانة عبير صبري والتي قدمت العديد من الأدوار الساخنة علي مدي مشوارها السينمائي الذي لم تستطع أن تحقق خلاله شهرة سوي تلك الي أثارتها بعد ارتدائها الحجاب ثم خلعه مرة أخري لتعود من خلال فيلمين "صياد اليمام" و"عصافير النيل" والغريب أن دورها في الفيلمين بهما كم كبير من الإغراء. أما الوتيرة المتصاعدة لأفلام الإغراء فتتعالي من فيلم لآخر تجسده فنانات مثل غادة عبد الرازق وسمية الخشاب وعلا غانم حيث أصبح هذا الثلاثي من أهم مقدمات أدوار الإغراء في السينما حاليا بل تعداه الأمر لأن تقدم كل منها أدوار الشذوذ الجنسي أيضا. واختلفت مساحات الأدوار الساخنة بين كل منهن وإن اجتمعت غادة وسمية من خلال أفلام مثل "الريس عمر حرب" و"حين ميسرة" لتستمر غادة في تقديم هذه الأدوار من خلال "كف القمر" بالرغم من بعدها عنها في "دكان شحاتة" لتترك المنافسة مع "هيفاء وهبي". بينما تعود سمية الخشاب بعد فترة غياب علي إثر القطيعة بينها وبين خالد يوسف من خلال فيلم "شارع الهرم" الذي تستعد لتصويره مع المطرب سعد الصغير وتجسد من خلاله شخصية راقصة في شارع الهرم والذي يكشف خفايا ما يحدث في كباريهات شارع الهرم وبالتأكيد سيكشف أيضا عن خبايا أخري تقدمها سمية. أما علا غانم فقد استثمر المخرجون اتقانها لتقديم هذه الأدوار في السينما من خلال مسلسل "العار" الذي قدمته هذا العام في رمضان مع مصطفي شعبان واستسلمت خلاله علا لرغبة المنتجين والمخرجين في حصرها في هذه النوعية مع العلم بأن بداياتها الفنية اختلفت كثيرا وتتفق معها في ذلك أيضا سمية الخشاب.