أكدت هلين كلارك، مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي إن القمة العربية الاقتصادية المنعقدة بشرم الشيخ فرصة مناسبة لآستعراض التقدم المحرز منذ القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية الأولى التي عقدت بالكويت منذ سنتين. وأشارت كلارك الى أن في عالمنا نرى الناس شبابا وكبارا رجالا ونساءا يطالبون و بصوت مرتفع بوظائف أفضل وتعليم أفضل وبالحصول على فرص للإستفادة من تقدم بلدانهم و للمشاركة بشكل أكبر في هذا التقدم و في القرارت التي يكون لها تأثير على حياتهم. جاء ذلك خلال كلمة، مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي "هلين كلارك" فى القمة العربية الاقتصادية، بالنيابة عن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، ووجهت الشكر إلى الرئيس حسني مبارك والشيخ صباح الأحمد الجابر وحكومتي مصر والكويت على دعمهما المستمر، ووجهت أشكر أيضا ل عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية على دوره الذي أدى إلى انعقاد هذا الاجتماع.. وأضافت كلارك إن هذه القمة ستفتح طريقا للتعرف علي التحديات الخاصة التي تواجه التنمية في المنطقة.. وأكدت كلارك على إلتزام برنامج الأممالمتحدة الانمائي المستمر بالتنمية البشرية في الدول العربية وبالعمل بشكل وثيق مع جامعة الدول العربية. موضحاً إن التقرير العربي الثالث للأهداف التنموية للألفية و آثار الأزمة الإقتصادية العالمية على تحقيقها والذي اعده برنامج الأممالمتحدة الانمائي و جامعة الدول العربية ولجنة الأمم الأمم المتحدة الإقتصادية و الإجتماعية لغربي آسيا، يمثل وثيقة مرجعية لهذه القمة. ويشير هذا التقرير إلى أن المعدلات المرتفع للبطالة، وخاصة في صفوف الشباب والنساء، تعد ضمن أوكد تحديات التنمية في المنطقة. لافتة الى إننا بحاجة لنمو شامل وكثيف التوظيف للتخلص بشكل مستديم من الفقر وآنعدام الأمن الغذائي وكذلك لتوفير العمل اللائق و المنتج للأعداد المتزايدة من الشباب الذين يدخلون سوق الشغل. وأضافت إنه من المهم جدا إطلاق العنان للمهارات الإستثمارية والخلاقة التي عرفت بها المنطقة ، وتنويع القاعدة الإقتصادية وتوفير الأدوات و الفرص التي يحتاجها الرجال والنساء ليتمكنوا من بناء حياة أفضل لهم ولأسرهم. وأكدت إن بعض دول المنطقة ستحقق معظم أهداف التنمية للألفية في حين ستكون الدول الأقل نموا وتلك المتعافية من نزاعات بحاجة لآستكمال طريقها. فالظروف في الأراضي الفلسطينية المحتلة لا تزال صعبة جدا في ظل الإحتلال والإنقسام السياسي اللذان يعطلان التعافي و التنمية. وقالت أن تغير المناخ يمثل تحديا كبيرا آخر أمام التنمية في هذه المنطقة التي هي أكثر مناطق العالم ندرة للمياه. ويزيد من تفاقم الحالة التقلب المتزايد للمناخ من خلال الجفاف المتزايد وتدني الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي..وإن التحديات التنموية كبيرة في المنطقة ،غير أننا ، في برنامج الأممالمتحدة الانمائي، مقتنعون أنه من الممكن التغلب عليها. وأكدت كلارك لقد شهد العقد الماضي خطوات مهمة نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية. فالمنطقة تعد، و إلى حد كبير ، في المسار الصحيح لخفض نسبة الذين يعيشون في فقر مدقع بنسبة النصف. كما حققت المنطقة مكاسب في مستوى الالتحاق بالتعليم وفي معدلات تعليم الشباب البالغين. موضحة أن المنطقة حالياً لا نعتبرها على الطريق الصحيح لإنجاز أهداف التنمية للألفية المتعلقة بصحة الأمهات ووفيات الأطفال على الرغم من أن تقدما مهما تم تحقيقة في هذا المجال أيضا. وعن النساء فى المنطقة العربية، أكدت أن العديد من النساء في المنطقة لا تتمتعن دوما بنفس الوضع والحقوق الإجتماعية والإقتصادية والسياسية التي يتمتع بها الرجال فإننا نرى اليوم إصلاحات أكثر تنهض بالمساواة بين الجنسين في قوانين العائلة و الأحوال الشخصية و مشاركة أكبر للمرأة في الحياة العامة وتقدما في تعليم الفتيات. وقالت: لقد حان الوقت اليوم لتوسيع نطاق مبادرات التنمية الناجحة بشكل يجعلها تصل إلى أولئك الذين يوجدون في آخر الطريق والذين لم ينتفعوا بعد من التقدم الذي تحرزه بلدانهم..وفي هذه الفترة التي تفصلنا عن موعد 2015 المحدد لبلوغ أهداف التنمية للألفية نحن بحاجة ، على المستوى العالمي والإقليمي والقطري ، إلى قيادة قوية و إلى تصميم على معالجة مشكل الفقر و للنهوض بسياسات و شراكات من أجل الإدماج الإقتصادي و الإجتماعي ينتفع منها الجميع. وأكدت إن مشاركة منتديات الشباب و المجتمع المدني والقطاع الخاص في إعداد هذه القمة يعد من الأهمية بمكان. ومن موقع تجربتي السابقة و الطويلة في القيادة الحكومية فإنني أعرف جيدا أننا بحاجة لنتطلع إلى أبعد من مستشارينا القر يبين و أن نتواصل مع كل المهارات في مجتمعنا حتى نتقدم بشكل مستديم. إنه أيضا من الأهمية بمكان أن يزداد التعاون الإقليمي والإندماج العربي. فالعديد من القضايا التي تواجهها المنطقة من الهجرة إلى إدارة الموارد المائية تدعو لحلول عابرة للحدود.. وأمام منظمتكم الاقليمية دور حيوي تلعبه في جمع الطاقات لإيجاد الحلول. وهي ستجد الدعم القوي من برنامج الأممالمتحدة الانمائي للقيام بذلك. لقد غطى تعاوننا مع جامعة الدول العربية جملة من أولويات التنمية تتجاوز أهداف التنمية للألفية وتشمل الجهود من أجل تحسين إدارة المياه، ومعالجة التغير المناخي و النهوض بحقوق أولئك الذي يعيشون بمرض نقص المناعة المكتسبة ومكافحة الفساد من خلال الشبكة العربية للنزاهة ومكافحة الفساد إضافة إلى دعم التجارة. وقالت : قد أعددنا معا لهذه القمة كما تم في القمة السابقة بالكويت وثائق لإعلام أصحاب القرار بشأن التحديات التنموية الكبرى للمنطقة. ونحن نعمل الآن معا لتحسين التحاليل التي قمنا بها و المؤشرات التنموية للمنطقة لتعزيز قاعدة الأدلة لبرامجنا. كما يدعم برنامج الأممالمتحدة الانمائي إقامة مركز للجامعة العربية لتحسين قدرتها في مجال الوقاية من الأزمات و الحد منها والإستجابة لها. وأوضحت إن مكتبنا الإقليمي للمنطقة العربية وكذلك كل مكاتبنا القطرية تحلل التحديات التنموية الخاصة بها، و تحدد القضايا التي تعوق التنمية البشرية وتجد الحلول العملية. وتوفر لنا الشبكة العالمية للمكاتب الإقليمية لبرناج الأممالمتحدة الانمائي إضاءات قيمة بشأن نجاحات تجارب التنمية في العالم وكيف يمكن تطويعها للإستفادة منها حسب خصوصيات السياقات القطرية لتسريع التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية للألفية وغيرها من أهداف التنمية المتفق عليها دوليا. وأختتمت كلارك حديثها بتأكيدها إن هذه القمة يمكن أن تمثل منعطفا في المعركة ضد الفقر و اللامساواة في المنطقة. و ما سيقره القادة هنا يمكن أن يرشد و يقود السياسات التي تؤدي إلى عدالة أكبر و لتوفير الفرص للجميع في المنطقة. وإننا في برنامج الأممالمتحدة الانمائي نتطلع لمواصلة مرافقتنا للمنطقة في مسيرتها التنموية و مساعدتها على تحقيق طموحات هذه القمة من أجل تنمية بشرية مستدامة للجميع.