تحرك جديد في عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024    أسعار الدواجن واللحوم والخضروات والفواكه اليوم الأحد 19 مايو    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 19 مايو    بالطيران المسير.. فصائل عراقية مسلحة تعلن استهداف هدف حيوي في إيلات بإسرائيل    جانتس يطالب نتنياهو بالالتزام برؤية متفق عليها للصراع في غزة    خادم الحرمين الشريفين يجري فحوصات طبية في العيادات الملكية    شكرى يتوجه إلى أثينا فى زيارة ثنائية تستهدف متابعة وتعزيز مسار العلاقات    وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم صاروخي أوكراني استهدف شبه جزيرة القرم    عاجل.. رد فعل مفاجئ ل كهربا عقب مباراة الأهلي والترجي    وسام أبو علي: نسعى للتتويج باللقب في جولة الإياب أمام الترجي    حالة الطقس المتوقعة غدًا الإثنين 20 مايو 2024 | إنفوجراف    مصرع 6 أشخاص وإصابة 13 فى حادث تصادم أتوبيس على الطريق الدائرى بشبرا الخيمة    ماس كهربائي وراء حريق أكشاك الخضار بشبرا الخيمة    حظك اليوم وتوقعات برجك 19 مايو 2024.. مفاجأة للجوزاء ونصائح مهمة للسرطان    الفنان سامح يسري يحتفل بزفاف ابنته ليلى | صور    نهائي دوري أبطال أفريقيا| بعثة الأهلي تصل مطار القاهرة بعد التعادل مع الترجي    اليوم.. إعادة محاكمة متهم بأحداث محمد محمود الثانية    إصابات مباشرة.. حزب الله ينشر تفاصيل عملياته ضد القوات الإسرائيلية عند الحدود اللبنانية    ولي العهد السعودي يستقبل مستشار الأمن القومي الأمريكي    تعرف على سعر الدولار اليوم في البنوك    الكرملين: الإستعدادات جارية لزيارة بوتين إلى كوريا الشمالية    بأسعار مخفضة.. طرح سلع غذائية جديدة على البطاقات التموينية    ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام    8 مصادر لتمويل الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات وفقًا للقانون (تعرف عليهم)    انخفاض أسعار الفائدة في البنوك من %27 إلى 23%.. ما حقيقة الأمر؟    تعليم النواب: السنة التمهيدية تحقق حلم الطلاب.. وآليات قانونية تحكمها    خبير اقتصادي: صفقة رأس الحكمة غيرت مسار الاقتصاد المصري    حملات لإلغاء متابعة مشاهير صمتوا عن حرب غزة، أبرزهم تايلور سويفت وبيونسيه وعائلة كارداشيان    رامي جمال يتصدر تريند "يوتيوب" لهذا السبب    عاجل.. موجة كورونا صيفية تثير الذعر في العالم.. هل تصمد اللقاحات أمامها؟    القومي للبحوث يوجه 9 نصائح للحماية من الموجة الحارة.. تجنب التدخين    الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاستعراض في زفاف "صحراوي الإسماعيلية"    مدرب نهضة بركان: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    بوجه شاحب وصوت يملأه الانهيار. من كانت تقصد بسمة وهبة في البث المباشر عبر صفحتها الشخصية؟    الحكم الشرعي لتوريث شقق الإيجار القديم.. دار الإفتاء حسمت الأمر    بن حمودة: أشجع الأهلي دائما إلا ضد الترجي.. والشحات الأفضل في النادي    "التنظيم والإدارة" يكشف عدد المتقدمين لمسابقة وظائف معلم مساعد مادة    مع استمرار موجة الحر.. الصحة تنبه من مخاطر الإجهاد الحراري وتحذر هذه الفئات    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    تعزيزات عسكرية مصرية تزامنا مع اجتياح الاحتلال لمدينة رفح    رضا حجازي: التعليم قضية أمن قومي وخط الدفاع الأول عن الوطن    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    رامي ربيعة: البطولة لم تحسم بعد.. ولدينا طموح مختلف للتتويج بدوري الأبطال    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روايات " يناير" المصرية بين النبوءة والتوثيق والسيرة الذاتية
نشر في صوت البلد يوم 26 - 01 - 2017

تظهر الروايات التسعة الأبرز التي استلهمت ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في مصر خلال الأعوام الست المنقضية، تمسكها بالأمل وإيمانها بالنصر الحتمي رغم الأزمات. وبين أهم الروايات وأشهرها وهي "باب الخروج" الصادرة عام 2011 للروائي والدبلوماسي المصري عز الدين شكري فشير، إلى الأحدث وهي "حافة الكوثر" للشاعر والصحفي علي عطا الصادرة الشهر الجاري، تتفاوت النظرة بين عالمين.
من الأولى المتضمنة نبوءات لأحداث مستقبلية تحقق قسم كبير منها، المرتدية ثوب الجدية والواقعية القاسية، إلى الثانية المعتمدة على قص تاريخ يشبه السيرة الذاتية لصحفي مختص بالشأن الثقافي عايش الثورة وأحداثها حتى قادته للحلول نزيلا في مصحة "الكوثر" للمرضى النفسيين ومدمني المخدرات من الرجال والنساء.
الروائي عز الدين شكري فشير الذي اعتبرته نسبة كبيرة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي " نوستراداموس الثورة" (في إشارة إلى المنجم الفرنسي الشهير ميشيل دي نوسترادام 1503 - 1566)، تتلخص روايته "باب الخروج" فى رسالة يكتبها أب لابنه المقيم فى إنكلترا، بعد أن هرب مع والدته وأخوته أثناء أحداث الثورة المصرية الثانية، غير السلمية هذه المرة، ورفض الأب الهرب معهم لأنه كان يعمل بمؤسسة الرئاسة كسكرتير للمعلومات، أى أن وضعه كان يجعله يعلم كل صغيرة وأغلب ما يتاح من المعلومات الكبيرة.
يرسل الأب رسالته ليعطي ابنه خلفية خبرية عما يحدث فى كواليس الحياة المصرية، فيخلص إلى سيناريو بسيط قد يكون فى أغلبه قريب من الواقع المصري اليوم، وهو أنه "إذا احتلت إسرائيل شرق سيناء بعد أن ضاقت ذرعا بفشل الجيش المصري في التعامل مع الجهاديين، الذين تعاونهم فصائل فلسطينية تهرب إليهم السلاح لتوجيهه ضد الجيش المصري وقوات الحدود الإسرائيلية، وضاق الشعب بالحكومات المتتالية التي لم تنهض بالبلد بل وسمحت بعودة رموز النظام القديم لمراكز السلطة، وسادت الفوضى وتشكلت قوات شرطة شعبية من الأولتراس والإخوان والسلفيين، وقامت ثورة ثانية بعد ثورة يناير 2011، وتم التخلص من المؤسسة الرئاسية المنتخبة بعد فشلها فى كافة مهامها، وزاد الاستقطاب السياسي والشعب هو الذي يدفع ثمن عدم تعاون الفصائل السياسية واهتمام كل منهم فقط بإفشال الحكومة التي لا يشارك في تشكيلها، وحتى يتم التعتيم على تدني الوضع الداخلي، تم دفع مصر، بمعرفة ساستها المتواطئين، إلى شن حرب ضد إسرائيل حتى لا يعلو صوت على صوت المعركة".
نظرة نحو القادم
أما "حافة الكوثر" لعلي عطا فتستخدم لغة شعرية والراوي الرئيسي فيها الصحفي الثقافي حسين عبدالحميد، يخاطب صديقه المغترب في منفاه الاضطراري، الطاهر يعقوب، حاكيا جزءا من سيرته وما شهدته من هموم وآمال وآلام وشخوص وذكريات.
تدور الرواية زمنيا في ماضي الراوي وطفولته وحتى قيام ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وما تلاها من أحداث حتى العام 2015 تقريبا، ومكانيا بين مهد الطفولة في المنصورة بدلتا النيل شمالا حتى الحاضر في العاصمة المصرية وحيها الواقع في الجنوب، المعادي، الذي يضم مصحة "الكوثر" البعيد واقعها تماما عن معنى اسمها المشير إلى النعيم.
دخل البطل المصحة المخصصة للمرضى النفسيين ومدمني المخدرات 3 مرات في 4 سنوات لمدة 31 يوماً من شتاء 2012 إلى ربيع وبداية صيف 2015.
وتبرز الرواية أحداث الثورة وما تلاها والانتخابات الرئاسية في 2012 بين أحمد شفيق، آخر رئيس حكومة في عهد مبارك، ومرشح الإخوان المسلمين الذي فاز لاحقا محمد مرسي، وتوضح انحياز الراوي لمرسي وندمه على المشاركة في كل الانتخابات التي أدت إلى وأد الثورة.
وتتميز أيضا في سلسلة روايات الثورة، "قطط العام الفائت" للقاص المصري الشهير إبراهيم عبدالمجيد، الذي تؤكد روايته على تحين الفرصة لتحقيق النصر للثورة والثوار.
ويحمل لجوء عبدالمجيد الى الفانتازيا دلالة خاصة إذ لم يكن في رواياته السبعة السابقة ما ينم عن ميل الي هذا النوع من الكتابة، التي تلجأ للهروب من التشابه الحرفي مع الواقع تجنبا للصدام.
ويحكي عبدالمجيد في روايته عن "بلد يسمى لاوند قامت به ثورة في اليوم نفسه التي حدثت فيه الثورة في مصرايم.. هنا ما جرى في لاوند، وأي تشابه مع الواقع غير مقصود"، وبعد التنويه الذي يضعه الراوي في البداية ، يبدأ في طرح أحداثه الفانتازية من خلال شخصية الحاكم أمير باشا أبو العساكر، الذي يتمتع بقدرات سحرية خارقة.
ويُفاجأ الحاكم بثورة الشباب ضده، وتجمعهم في الميدان، وبعد انهيار وزارة الأمن والأمان، يتدخل السر عسكر ناظر الحربية، ومساعده مدير المحن والأزمات "مُز"، الذي يتمتع هو الآخر بقدرات خارقة، حيث تخرج من أصابعه الثعابين الفتاكة، ويتفتق ذهنه عن إلقاء غاز من السماء على الثوار الموجودين في الميدان.
ثم يواجه الحاكم قائلا "ستترك البلاد سيدي الحاكم وسنديرها نحن، هذا هو الضمان الوحيد لحياتك. ما دمنا معك لن يطولك أذى. إذا لم توافقنا ستكون أغضبت الله الذي سخط الثوار وسيعيدهم"، وبعد أن يوافق على ترك الحكم، يتذكر فجأة قدراته الخارقة، و يبدأ بإلقاء السر عسكر شخصيًّا إلى الماضي.
وينجح الحاكم في إلقاء آلاف الثوار في الميدان إلى العام الفائت، حيث الأجواء الغامضة، فالأمطار تهطل، والثعالب تتربص بالشباب المخدرين لكنها لا تجرؤ على الاقتراب منهم، حتى تتدخل سعاد حسني، فنانة مصرية محبوبة راحلة، لتبدأ في ايقاظ الشباب، وتنجح في إنقاذهم جميعًا، وتكثر التساؤلات بين الشباب والفتيات بعد أن يفيقوا من غفوتهم: قالت فتاة "كما أتوا بنا هنا سنعود. ليس مهمًّا أن نعرف كيف أتوا بنا هنا. المهم أننا صحونا من النوم وحتى يعود الثوار إلى بيوتهم في أمان"، لتقوم شبيهة سعاد حسني التي تتمتع بقدرات سحرية، بتحويلهم إلى قطط، وكذلك تحول الشباب المعتقلين، والمتظاهرين.
ويرتبك النظام الحاكم الذي لا يعرف كيف يطارد الشباب الذين يتحولون فجأة إلى قطط، وتستمر اللعبة الفانتازية بين الحاكم المستبد الذي يسخر كل إمكانياته وقدراته من أجل محاربة الشباب وعدم إتاحة الفرصة لهم ليكرروا الثورة حين يحل موعدها بعد مرور العام؛ وبين الشباب الذين يخططون لإعادة الثورة مرة أخرى بمجرد الوصول إلى العام الذي أصبح فائتًا، وينتظرون لحظة الوصول إليه للقيام بالثورة مرة أخرى.
وبخلاف روايات فشير وعطا وعبدالمجيد صدرت عدة روايات تستلهم الحدث الأهم في تاريخ مصر الحديث وتعد واحدة من أهم آثار الثورة والتي لم يستطع أعداؤها محوها أو وأدها وهي "شمس منتصف الليل" وتعد أول رواية عن ثورة 25 يناير صدرت في 23 مارس/آذار 2011 للكاتبة أسماء الطناني، وحصلت على عدة جوائز وتكريمات، ورواية "فستان فرح" 2012 للكاتبة رباب كساب وتنقل واقع المجتمع المصري من خلال قصص لعدد من الشخصيات، يتم ربطها بالثورة.
ورواية "ليلة التحرير" 2012 للكاتب محمد العون الذي يرصد الانتهاكات التي حدثت من قبل قوات الشرطة ضد المعتصمين بالميدان.
أما رواية "أجندة سيد الأهل" الصادرة عام 2011 للأديب أحمد صبري، فتبدأ بشكل مثير، حيث تدور أحداثها حول مجموعة من البلطجية في أحد أقسام الشرطة بالقاهرة، يسعون للهرب من السجن، وتتاح لهم الفرصة يوم 27 يناير/كانون الثاني 2011.
وتدور رواية "منتصر" الصادرة عام 2015 للكاتب محمد زهران، حول عامل النظافة بمحطة مترو السادات ويوثق الكاتب من خلاله أحداث الثورة.
فيما تسرد رواية "سقوط الصمت" الصادرة عام 2014، للباحث المصري عمار علي حسن بشكل ملحمي التفاصيل الإنسانية في ثورة 25 يناير بلغة شاعرية وتجعل البطولة فيها "جماعية" مثلما كانت في الواقع، وتخوض رحلة زمنية تسبق انطلاق الثورة وتتجاوز ما يجري حاليا إلى توقع ما سيحدث ربما في المستقبل.
تظهر الروايات التسعة الأبرز التي استلهمت ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في مصر خلال الأعوام الست المنقضية، تمسكها بالأمل وإيمانها بالنصر الحتمي رغم الأزمات. وبين أهم الروايات وأشهرها وهي "باب الخروج" الصادرة عام 2011 للروائي والدبلوماسي المصري عز الدين شكري فشير، إلى الأحدث وهي "حافة الكوثر" للشاعر والصحفي علي عطا الصادرة الشهر الجاري، تتفاوت النظرة بين عالمين.
من الأولى المتضمنة نبوءات لأحداث مستقبلية تحقق قسم كبير منها، المرتدية ثوب الجدية والواقعية القاسية، إلى الثانية المعتمدة على قص تاريخ يشبه السيرة الذاتية لصحفي مختص بالشأن الثقافي عايش الثورة وأحداثها حتى قادته للحلول نزيلا في مصحة "الكوثر" للمرضى النفسيين ومدمني المخدرات من الرجال والنساء.
الروائي عز الدين شكري فشير الذي اعتبرته نسبة كبيرة من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي " نوستراداموس الثورة" (في إشارة إلى المنجم الفرنسي الشهير ميشيل دي نوسترادام 1503 - 1566)، تتلخص روايته "باب الخروج" فى رسالة يكتبها أب لابنه المقيم فى إنكلترا، بعد أن هرب مع والدته وأخوته أثناء أحداث الثورة المصرية الثانية، غير السلمية هذه المرة، ورفض الأب الهرب معهم لأنه كان يعمل بمؤسسة الرئاسة كسكرتير للمعلومات، أى أن وضعه كان يجعله يعلم كل صغيرة وأغلب ما يتاح من المعلومات الكبيرة.
يرسل الأب رسالته ليعطي ابنه خلفية خبرية عما يحدث فى كواليس الحياة المصرية، فيخلص إلى سيناريو بسيط قد يكون فى أغلبه قريب من الواقع المصري اليوم، وهو أنه "إذا احتلت إسرائيل شرق سيناء بعد أن ضاقت ذرعا بفشل الجيش المصري في التعامل مع الجهاديين، الذين تعاونهم فصائل فلسطينية تهرب إليهم السلاح لتوجيهه ضد الجيش المصري وقوات الحدود الإسرائيلية، وضاق الشعب بالحكومات المتتالية التي لم تنهض بالبلد بل وسمحت بعودة رموز النظام القديم لمراكز السلطة، وسادت الفوضى وتشكلت قوات شرطة شعبية من الأولتراس والإخوان والسلفيين، وقامت ثورة ثانية بعد ثورة يناير 2011، وتم التخلص من المؤسسة الرئاسية المنتخبة بعد فشلها فى كافة مهامها، وزاد الاستقطاب السياسي والشعب هو الذي يدفع ثمن عدم تعاون الفصائل السياسية واهتمام كل منهم فقط بإفشال الحكومة التي لا يشارك في تشكيلها، وحتى يتم التعتيم على تدني الوضع الداخلي، تم دفع مصر، بمعرفة ساستها المتواطئين، إلى شن حرب ضد إسرائيل حتى لا يعلو صوت على صوت المعركة".
نظرة نحو القادم
أما "حافة الكوثر" لعلي عطا فتستخدم لغة شعرية والراوي الرئيسي فيها الصحفي الثقافي حسين عبدالحميد، يخاطب صديقه المغترب في منفاه الاضطراري، الطاهر يعقوب، حاكيا جزءا من سيرته وما شهدته من هموم وآمال وآلام وشخوص وذكريات.
تدور الرواية زمنيا في ماضي الراوي وطفولته وحتى قيام ثورة يناير/كانون الثاني 2011 وما تلاها من أحداث حتى العام 2015 تقريبا، ومكانيا بين مهد الطفولة في المنصورة بدلتا النيل شمالا حتى الحاضر في العاصمة المصرية وحيها الواقع في الجنوب، المعادي، الذي يضم مصحة "الكوثر" البعيد واقعها تماما عن معنى اسمها المشير إلى النعيم.
دخل البطل المصحة المخصصة للمرضى النفسيين ومدمني المخدرات 3 مرات في 4 سنوات لمدة 31 يوماً من شتاء 2012 إلى ربيع وبداية صيف 2015.
وتبرز الرواية أحداث الثورة وما تلاها والانتخابات الرئاسية في 2012 بين أحمد شفيق، آخر رئيس حكومة في عهد مبارك، ومرشح الإخوان المسلمين الذي فاز لاحقا محمد مرسي، وتوضح انحياز الراوي لمرسي وندمه على المشاركة في كل الانتخابات التي أدت إلى وأد الثورة.
وتتميز أيضا في سلسلة روايات الثورة، "قطط العام الفائت" للقاص المصري الشهير إبراهيم عبدالمجيد، الذي تؤكد روايته على تحين الفرصة لتحقيق النصر للثورة والثوار.
ويحمل لجوء عبدالمجيد الى الفانتازيا دلالة خاصة إذ لم يكن في رواياته السبعة السابقة ما ينم عن ميل الي هذا النوع من الكتابة، التي تلجأ للهروب من التشابه الحرفي مع الواقع تجنبا للصدام.
ويحكي عبدالمجيد في روايته عن "بلد يسمى لاوند قامت به ثورة في اليوم نفسه التي حدثت فيه الثورة في مصرايم.. هنا ما جرى في لاوند، وأي تشابه مع الواقع غير مقصود"، وبعد التنويه الذي يضعه الراوي في البداية ، يبدأ في طرح أحداثه الفانتازية من خلال شخصية الحاكم أمير باشا أبو العساكر، الذي يتمتع بقدرات سحرية خارقة.
ويُفاجأ الحاكم بثورة الشباب ضده، وتجمعهم في الميدان، وبعد انهيار وزارة الأمن والأمان، يتدخل السر عسكر ناظر الحربية، ومساعده مدير المحن والأزمات "مُز"، الذي يتمتع هو الآخر بقدرات خارقة، حيث تخرج من أصابعه الثعابين الفتاكة، ويتفتق ذهنه عن إلقاء غاز من السماء على الثوار الموجودين في الميدان.
ثم يواجه الحاكم قائلا "ستترك البلاد سيدي الحاكم وسنديرها نحن، هذا هو الضمان الوحيد لحياتك. ما دمنا معك لن يطولك أذى. إذا لم توافقنا ستكون أغضبت الله الذي سخط الثوار وسيعيدهم"، وبعد أن يوافق على ترك الحكم، يتذكر فجأة قدراته الخارقة، و يبدأ بإلقاء السر عسكر شخصيًّا إلى الماضي.
وينجح الحاكم في إلقاء آلاف الثوار في الميدان إلى العام الفائت، حيث الأجواء الغامضة، فالأمطار تهطل، والثعالب تتربص بالشباب المخدرين لكنها لا تجرؤ على الاقتراب منهم، حتى تتدخل سعاد حسني، فنانة مصرية محبوبة راحلة، لتبدأ في ايقاظ الشباب، وتنجح في إنقاذهم جميعًا، وتكثر التساؤلات بين الشباب والفتيات بعد أن يفيقوا من غفوتهم: قالت فتاة "كما أتوا بنا هنا سنعود. ليس مهمًّا أن نعرف كيف أتوا بنا هنا. المهم أننا صحونا من النوم وحتى يعود الثوار إلى بيوتهم في أمان"، لتقوم شبيهة سعاد حسني التي تتمتع بقدرات سحرية، بتحويلهم إلى قطط، وكذلك تحول الشباب المعتقلين، والمتظاهرين.
ويرتبك النظام الحاكم الذي لا يعرف كيف يطارد الشباب الذين يتحولون فجأة إلى قطط، وتستمر اللعبة الفانتازية بين الحاكم المستبد الذي يسخر كل إمكانياته وقدراته من أجل محاربة الشباب وعدم إتاحة الفرصة لهم ليكرروا الثورة حين يحل موعدها بعد مرور العام؛ وبين الشباب الذين يخططون لإعادة الثورة مرة أخرى بمجرد الوصول إلى العام الذي أصبح فائتًا، وينتظرون لحظة الوصول إليه للقيام بالثورة مرة أخرى.
وبخلاف روايات فشير وعطا وعبدالمجيد صدرت عدة روايات تستلهم الحدث الأهم في تاريخ مصر الحديث وتعد واحدة من أهم آثار الثورة والتي لم يستطع أعداؤها محوها أو وأدها وهي "شمس منتصف الليل" وتعد أول رواية عن ثورة 25 يناير صدرت في 23 مارس/آذار 2011 للكاتبة أسماء الطناني، وحصلت على عدة جوائز وتكريمات، ورواية "فستان فرح" 2012 للكاتبة رباب كساب وتنقل واقع المجتمع المصري من خلال قصص لعدد من الشخصيات، يتم ربطها بالثورة.
ورواية "ليلة التحرير" 2012 للكاتب محمد العون الذي يرصد الانتهاكات التي حدثت من قبل قوات الشرطة ضد المعتصمين بالميدان.
أما رواية "أجندة سيد الأهل" الصادرة عام 2011 للأديب أحمد صبري، فتبدأ بشكل مثير، حيث تدور أحداثها حول مجموعة من البلطجية في أحد أقسام الشرطة بالقاهرة، يسعون للهرب من السجن، وتتاح لهم الفرصة يوم 27 يناير/كانون الثاني 2011.
وتدور رواية "منتصر" الصادرة عام 2015 للكاتب محمد زهران، حول عامل النظافة بمحطة مترو السادات ويوثق الكاتب من خلاله أحداث الثورة.
فيما تسرد رواية "سقوط الصمت" الصادرة عام 2014، للباحث المصري عمار علي حسن بشكل ملحمي التفاصيل الإنسانية في ثورة 25 يناير بلغة شاعرية وتجعل البطولة فيها "جماعية" مثلما كانت في الواقع، وتخوض رحلة زمنية تسبق انطلاق الثورة وتتجاوز ما يجري حاليا إلى توقع ما سيحدث ربما في المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.