أصبحت القرارات المسببة لاهدار المال العام عبر القيادات المحلية مستمرة ودون سقف.. حيث انها باتت تفرض نفسها علي المسئولين في المحافظات كافة، والتي نذكر منها علي سبيل المثال محافظة القليوبية التي تشهد خلال الاوقات الحالية نزيفًا هائلًا يقدر بمئات الملايين من الجنيهات، نتيجة غياب الكفاءات التي يعتمد عليها في اتخاذ القرار.. والدليل علي هذا الاهدار انشاء اكثر من مستشفي وللاسف توقف العمل بها قبل اكتمال عمليات البناء بشهور قليلة والسبب الاخطاء الفنية وغياب الدراسات والابحاث التي تؤكد صلاحية القرار لانشاء مبانٍ لم يستفد منها احد.. وحول هذه المشكلة كان لنا هذا التحقيق. يقول عبد الرحمن علي عبد الكريم محامٍ من ابو زعبل: انني وضعت يدي علي قطعة ارض بمنطقة العكرشة وهي منطقة صناعية وتقدمت بطلب لشرائها طبقا لقرار رئيس الوزراء رقم 2041 لسنة 2008 وقمت ببناء مبني علي تلك القطعة تمهيدا لاقامة مشروع صناعي مثلي مثل غيري بتلك المنطقة ولكني فوجئت بقيام المسئولية بالوحدة المحلية بمدينة الخانكة بازالة المبني لاقامة وحدة صحية وتمت الازالة في اسرع ما يمكن وتم انشاء الوحدة الصحية دون دراسة ودون موافقة وزارة البيئة والتي قامت لجنة منها بالوقوف علي الوضع واعدت تقريرا رفضت فيه رفضا باتا تشغيل بالوحدة الصحية نظرا لاقامتها في بؤرة تلوث. واشار حمدي بنداري عضو مجلس محلي قرية ابو زعبل، الي ان المكان الذي تم تخصيصه من قبل الوحدة الصحية جاء بقرار غير صائب لان المنطقة ملوثة للبيئة لوجود مسابك رصاص بها ومصانع ملوثة وقربها من محطة الجبل الاصفر للصرف الصحي. واضاف كمال سعيد عضو المجلس، بان منطقة العكرشة هي منطقة صناعية عشوائية ولم يتم تطويرها وان اتاحة اية مشروعات خدمية بها لا تصلح، ومن ناحية اخري ارسلت وزارة البيئة تقريرا الي المسئولين بالمحافظة تحذر من تشغيل الوحدة الصحية في هذه المنطقة كما رفضت ايضا اقامة نقطة مطافئ بتلك المنطقة نظرا لحجم التلوث الناجم عن المصانع والمسابك في تلك المنطقة. وصورة اخري من صور اهدار المال العام، حين تم انشاء مستشفي تابعة للهيئة القومية لسكك حديد مصر بمنطقة ابو زعبل ايضا امام المدفن الصحي بجوار ارض الثروة المعدنية وتكلفت اكثر من 30 مليون جنيه وتم اغلاقها ايضا بسبب التلوث، ويقول مصلح عودة رئيس المجلس الشعبي المحلي لقرية عرب العليقات: ان الهيئة انشأت مستشفي تكلف اكثر من 30 مليون جنيه علي مساحة ست آلاف متر مربع ولم تفتتح حتي الآن لوجود مسابك الرصاص القاتلة بجوارها ووجود المدفن الصحي في مواجهة المستشفي اضافة الي وجود روائح كريهة مشبعة بالشبه وهي اجواء لا تساعد علي شفاء المرضي ولكن تزيد من معاناتهم.. واضاف ان المرضي في اشد الاحتياج الي العلاج ولكن لم توافق البيئة علي افتتاح المستشفي نظرا لحجم التلوث الناجم عن تلك المنطقة المقام فيها المستشفي ويبحث المسئولون عن طرق لانقاذ المستشفي الذي تكلف ملايين الجنيهات واصبح مغلقا وان ذلك يعد اهدارا للمال العام.. ونتساءل: اين المسئولون حينما تم تخصيص تلك المنطقة؟ وفي بنها ما زال مستشفي التأمين الصحي الجديد شاهدا علي اهدار المال العام منذ سنوات وشاهدا علي معاناة المرضي علي مستوي المحافظة، وتقول زينب غنام عضو مجلس محلي محافظة القليوبية: ان مستشفي التأمين الصحي الجديد ببنها بدأ العمل به منذ عدة سنوات ولكن منذ خمس سنوات توقف العمل به فجأة دون سابق انذار وذلك بسبب خلافات مع المقاولين ووجود مخالفات فنية ومنذ ذلك الحين وتقلص دور مستشفي التأمين الصحي ببنها حيث لا تسع المستشفي الحالي لاكثر من 50 مريضا وخمس حالات عناية مركزة رغم اعداد المرضي المترددين علي المستشفي وهذا العذاب يعاني منه قطاع كبير من المشتركين في التأمين الصحي، فإلي متي تستمر هذه المعاناة؟.. واضافت عضو المجلس بان ذلك يعد اهدارا للمال العام.