أوضح الدكتور أبو العلا أمين رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية الشهير بمرصد حلوان مفهوم الزلزال بإنه عبارة عن اهتزاز حاد للطبقة العليا للكرة الأرضية نتيجة الطاقة المخزونة فى باطن الأرض وتفجر الصخور فى باطنها لتعرضها لعملية تمدد، وتسببها فى إحداث حركة مُفاجئة للمناطق الضعيفة من القشرة الأرضية تسمى الفوالق أو الشقوق الكبيرة. فالهزات الأرضية التى يشهدها العالم بين الحين والأخر أو ما يطلق علية الزلازل تثير إهتمام العلماء للبحث عن أسبابها وإمكانية التنبؤ بها لتفادى المخاطر الناجمة عنها أو على الأقل تقليص حجم الخسائر. فمنذ أن حدث زلزال أكتوبر 1992 فى مصر والذى تسبب فى خسائر جسيمة وحالة من الهلع والخوف، أصبحت هذة الظاهرة مثار اهتمام الناس، والتى كانت مجرد متابعة لأخبارها فى وسائل الإعلام فقط حينما تحدث فى دول أخرى، بل ان تكرار حدوث زلازل أخرى وإن كانت بدرجات أقل وخسائر أقل اعطى احساسا بان الهزات الارضية أصبحت واقعا يعيشه المصريين. والزلازل ليست ظاهرة غريبة على مصر، فمنطقة البحر الأحمر تعرضت عدة مرات لزلازل مؤثرة فى المائة سنة الماضية، أما أقوى زلزال تعرضت له مصر فكان فى عام 1303م فى عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون ضرب شرق البحر المتوسط ودمر حصون الإسكندرية وأسوارها وفنارها ، حيث أشُيع حول دخول مصر فى حزام الزلازل. و بالنسبة لمسببات الزلازل فهناك عوامل عديدة منها التفاوت فى الكثافات النوعية للصخور المُكونة للقشرة الأرضية، واختلاف مجموع أوزان الأعمدة الصخرية للقارات والمحيطات والجبال بالإضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يجعل القشرة الأرضية غير ثابتة وفى حالة حركة دائمة مما يؤدى إلى حدوث بعض الظواهر الطبيعية ومنها الزلزال. وبخلاف الأنشطة البشرية من تفجيرات نووية واستخراج النفط من آباره بباطن الأرض، وكذلك بناء سدود المياه فوق مناطق زلزالية ، توصل العلماء إلى بعض النظريات التى تفسر حدوث ظاهرة الزلازل، فهناك نظرية يُطلق عليها "الإنجراف القارى" وبحسب تلك النظرية كانت القارات الخمس تشكل مجموعة واحدة متكاملة تعرف باسم اليابسة، وبسبب عدة عوامل بدأت القارات بالانفصال فى شكل كتل من القشرة الأرضية، وبعد تطور وتقدم الابحاث العلمية ظهرت نظرية أخرى يُطلق عليها "الصفائح" أو " الألواح التكتونية"، وملخصها أن القشرة الأرضية ليست مُتصلة، بل مُقسمة بشبكة من الصدوع إلى عدد من الألواح أو الصفائح التى تتحرك بصورة دائمة، كل صفيحة على حدة تسبح فوق صخور شبه منصهرة وبفعل عمليات الإجهاد العنيف المفاجئ يحدث التصدع مُسببا لما يُعرف بالزلزال، وتنشأ الزلازل فى نقطة ما داخل الأرض تدعى" البؤرة" تتحرك منها الموجات الزلزالية إلى الخارج. وحول نشاط الزلزال فى مصر قال الدكتور أبو العلا أمين إنه نشاط من النوع المتوسط وليس من النوع العالى، وقارة أفريقيا بصفة عامة لا يوجد بها نشاط زلزالى ملحوظ. يُعرف الجيولجيون ثلاثة أنواع عامة من الزلازل هى: الزلازل التكتونية والزلازل البركانية و الزلازل المُنتجة صناعياً. و بالرغم من الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن الزلازل بخلاف حالة الفزع التى تسيطر على الناس إلا أنه لا يعلم الكثير منا أن للزلازل فوائد كثيرة فلولا هذه الهزات الأرضية التى تحدث لإنفجرت الأرض كقنبلة نووية هائلة فهى بمثابة نوع من أنواع تنفيس الطاقة الزائدة فى داخل القشرة الأرضية وتخليص الأرض من الحرارة والضغط الزائدين بالإضافة إلى أن العلماء يعتبرون أن الزلازل تحافظ على سمك الأرض وجاذبيتها ويساعد على تجديد شباب القشرة الأرضية. أيضاً أكد الدكتور أبو العلا أن العملية كلها تنحصر فى محاولة تخفيف الخسائر الناجمة عن الزلزال وليس منعها لأنه لا يمكن التوقع بحدوث الزلزال بإستثناء حالة واحدة حدثت وعن طريق المُصادفة فى الصين عام 1975 وكان قبل حدوث الزلزال بساعات قليلة