وجه عدد من خبراء السياحة اتهامات للوزارة، بأنها تهمل استغلال الأعمال السينمائية والتليفزيونية في التنشيط السياحي، وأنها تضع العقبات أمام صناع السينما، وتعوق تصوير كثير من الأعمال الفنية لإبراز الجمال المصري، كذلك اغفالها لدور الفن وما يمكن أن يأتي به من عائد علي السياحة، فالأفلام والمسلسلات الآن تذاع علي فضائيات منتشرة عالمياً، مشيرين في ذلك إلي تجربة تركيا في هذا المضمار، والتي استطاعت خلال عام 2008 رفع أعداد السائحين الوافدين إليها إلي 20 مليون سائح، لافتين إلي أن الأعمال الدرامية التركية أمثال مسلسلات "نور" و"سنوات الضياع" كان لها أثر واضح للترويج للأماكن السياحية هناك. وأكدوا أن الوضع الحالي يدفع صناع السينما للتصوير في مدينة الإنتاج أو الاستعانة بديكورات بسيطة، مما يجعل الصورة في النهاية مشوهة، ويسقط معالمنا السياحية والأثرية من هذه الأعمال، ولذلك فهم يطالبون بتخفيض الرسوم وتسهيل الإجراءات لمصلحة الطرفين. وفي السياق ذاته كشف تقرير حديث صادر عن هيئة تنشيط السياحة أن حجم ما يتم انفاقه علي ميزانية الدعاية السياحية لمصر بلغ 58 مليون دولار، تنقسم الي 40 مليون دولار للدعاية في الصحافة والاعلام و 10 ملايين دولار لوكالات السفر ومنظمي الرحلات و 8 ملايين دولار للمشاركة في المعارض والمؤتمرات السياحية حول العالم والتي تصل الي 80 معرضا ومؤتمرا علي مدار العام. واكد التقرير ان كل دولار يتم انفاقه في الترويج السياحي يأتي بعائد يصل الي 178 دولارا ممثلا في العائدات السياحية الخاصة بالانفاق والدخل. في البداية يؤكد د. أشرف زكي رئيس نقابة المهن التمثيلية ان المبالغة في الاجراءات والمغالاة في الرسوم تضطر صناع السينما في احيان كثيرة للاستعانة بديكورات بسيطة لا تعبر عن الشكل الحقيقي للمكان مما يؤدي في النهاية الي تشويه الصورة. واضاف ان السينما المصرية كانت سفيرا للدول العربية والسفير اليوم لا ينقل صورة حقيقية مما اثر في الريادة المصرية واقتصادها حتي دبلجة الافلام والمسلسلات لم تعد باللهجة المصرية وصناعة السينما كانت بعد صناعة القطن في مصر تدر العملات الصعبة.. مؤكدا ضرورة تسهيل المهمة لاننا نملك العديد من الاماكن التي نفخر بها في مصر ولكننا للاسف لا نستطيع التصوير فيها بسبب التصاريح والمطالبة باموال كثيرة لا نستطيع دفعها. كما اعرب منيب الشافعي، رئيس غرفة صناعة السينما، عن استعداده للتعاون مع القطاع السياحي لابراز الصورة الجمالية لمصر. مشيرا الي العديد من المعوقات التي يتعرض لها صناع الافلام عند التصوير في المناطق الاثرية والسياحية وفي المطارات من حيث تعقيد الاجراءات والمغالاة في الرسوم المفروضة. لافتاً الي انه تم الاتفاق مبدئيا علي تشكيل لجنة تضم في عضويتها ممثلين من القطاع السياحي وقطاع السينما وقطاع الطيران، علي ان تجتمع بصفة دورية للعمل علي ازالة المعوقات التي تواجه صناعة السينما المصرية. ومن ناحيته قال هشام زعزوع مساعد اول وزير السياحة وعضو مجلس ادارة الاتحاد المصري للغرف السياحية: انه يجب علي تلك اللجنة عمل حصر بكل المعوقات والمشكلات الحالية وطرح الحلول لها وتقديم التوصيات للجهات المعنية. ومن جانبه اكد احمد النحاس رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، علي اهمية التنسيق والترتيب مع الجهات المعنية بفترة كافية عند اعداد اي عمل فني يتطلب التصوير في أماكن خارجية وهذا من شأنه ان يحد من هذه المشاكل التي تعترض صناع الفيلم. كما اشار الي اهمية توعية اصحاب الفنادق والمنشآت السياحية بميزة ظهور المكان او المقصد السياحي الذي يتم التصوير فيه فهو خير دعاية عن المكان وايضا يحقق منفعة للطرفين. واشار الخبير السياحي عادل عبد الرازق، الي ان الفن له دور كبير في دعم السياحة سواء كان بشكل مباشر او غير مباشر وان ذلك يرتبط مباشرة بالحالة الاقتصادية حيث ان كل مليون سائح يفدون الي مصر يوفرون 200 الف فرصة عمل.. لافتا الي اهمية استثمار الاماكن السياحية في مصر في الاعمال التليفزيونية والسينمائية مع تقديم جميع التسهيلات اللازمة من قبل المنتجعات والفنادق والقري السياحية والاماكن الاثرية وذلك باسعار مخفضة. واضاف عبد الرازق ان هذا التعاون له اهمية كبيرة بالنسبة للاقتصاد المصري وسيعمل علي زيادة السياحة الوافدة خاصة ان الاعمال التي سيتم تصويرها في المناطق السياحية والاثرية يتم تسويقها للعرض علي اغلب القنوات التليفزيونية او دور عرض بالدول العربية والاجنبية فضلا عن دخولها مجال المنافسة مع المسلسلات الاجنبية التي تستثمر امكانيات بلادها وعرض مقوماتها السياحية، في اشارة الي مسلسل "نور" التركي وسنوات الضياع وغيرهما من المسلسلات التركية التي لاقت نجاحا كبيرا في البلاد العربية وكانت احد الاسباب الرئيسية في زيادة السياحة الوافدة في تركيا خاصة من الدول العربية. وأوضح ان لجنة العلاقات الحكومية والشئون البرلمانية بالاتحاد خلال جولتها الاخيرة لتركيا اكتشفت ان الفن قد تم تسخيره لخدمة السياحة هناك كما أن مصر تمتلك الكثير من المقومات السياحية المتميزة. وكذلك اشار الي ان مصر لها الريادة في مجال الفن في الوطن لعربي ويجب ان يكون هناك عمل جماعي بما يضمن استغلال السينما لخدمة السياحة المصرية وتخفيض الكثير من الأعباء التي تستمر مع مراحل الانتاج الفني. لافتاً إلي ضرورة أن يمنح المجلس العالي للآثار اصحاب الفنادق والقري السياحية تخفيضات كبيرة تضمن التسويق والترويج لها بشكل جيد. من جانبه، اعترف هشام مصطفي خليل، وكيل لجنة السياحة والثقافة والإعلام بمجلس الشعب، بأن صناعة السينما تواجه العديد من القيود والعقبات أثناء التصوير في الأماكن السياحية، وأكد أنه علي الدولة أن تدعم هذه الصناعة المهمة وتعمل علي تذليل العقبات المادية والروتينية، لأن هذا في النهاية يصب في صالح مصر.