ما يثير الاهتمام في مسلسل «أوتكاست» (منبوذ) الأميركي غياب مفهوم الرعب المتعارف عليه، والتركيز على تقديم حكاية درامية دسمة تعكس الصراع الأزلي بين الحقيقة والخرافة فيما يخص عالم الشياطين والأرواح الشريرة. يبقي «أوتكاست» (يعرض على قناة فوكس) لمشاهد الرعب نسبة ضعيفة وغير مجانية، على عكس مسلسلات الرعب الأخرى. المسلسل المؤلفّ من 11 حلقة، أنتجته «سينماكس» وكتبه روبرت كيركمان (كاتب مسلسل Walking Dead). يؤدّي دور البطولة الممثل باتريك فيوغيت في شخصية الشاب «كايل»، ويلعب دور البطل المضاد الممثل فيليب غلينستر في شخصية «القس أندرسون». يبدأ المسلسل في قرية نائية ومعزولة، حيث يعود الشاب «كايل» إلى منزل والدته المهجور للإقامة فيه، بعد انفصاله عن زوجته. لكنه لا يستطيع الاستمرار في عزلته بعد ظهور «القس أندرسون» طالبًا منه المساعدة في طرد الأرواح الشريرة من بعض سكان القرية. طلب القسّ هذا قائم على معرفته بقصة «كايل» منذ أن كان طفلاً. كانت طفولة «كايل» محفوفة بالمخاطر لأنه عاش مع أمه المسكونة بروح شريرة وذاق منها كل أنواع العنف الأسري. بقيت هذه الذكريات تنخر في وجدانه بعد ان أصبح شاباً وبقيت أمه في المستشفى بسبب دخولها في «الكوما». معاناة «كايل» جعلته كئيباً وفاقداً للأمل في إيجاد الأجوبة التي أتى ليبحث عنها. ورغم كل ما جرى معه لا يزال يعتقد أن أمه مصابة بالجنون ولا علاقة لها بالأرواح الشريرة. يتعاون «كايل» و«القس أندرسون» لمعالجة بعض المصابين فيبدأ باكتشاف قدرات خفية كان يمتلكها من دون أن يعرف ماهيتها. يساعده ذلك في البحث عن إجابات على الأسئلة التي تؤرقه وتمنع عنه النوم والسكينة. مأساته الوحيدة هي خسارة أقربائه، أمه وزوجته وابنته، والسبب الوحيد هو القدرات الخفية التي يعتبرها القس أرواحًا شيطانية، فيما يسميها «كايل» عدوى الجنون والطاقات السلبية. يستغلّ الشاب قدراته تلك في محاولة علاج الآخرين بعيداً من الطريقة التقليدية، ينجح «كايل» بعض المرات ويفشل مرات أخرى. لكنه لا ينجح في علاج نفسه فتزداد كآبته وتكثر انتكاساته. كل ما يحتويه المسلسل يعكس صراع الأضداد، فمن شارة البداية حيث تظهر الكوادر مقلوبة دلالة على خللٍ ما يصيب القرية وسكانها، إلى الصدامات بين البطلين حول حقيقة ما يجري والبحث عن سبل الخلاص للشخصيات المسكونة. كل التفاصيل والحوارات تنتهي إلى اجتماع الأضداد، حتى أن اجتماع «القس» مع الشاب «كايل» يرمز إلى الصراع الذي نعيشه عموماً نحن البشر بين الحقيقة والوهم. «كايل» منبوذ لأنه متمايز بطريقة تفكيره وبحثه، والحكاية تميل إلى إثبات وجهة نظره على حساب «القس أندرسون». وليست القرية النائية إلا مجازاً لعزلة البشر بشكل عام، وتجاهلنا للبحث عن الإجابات كما يفعل «كايل»، هذه القرية هي المنطقة السوداء في وجداننا، أما البطلان فهما قوتان متصارعتان في داخلنا من دون نتيجة حاسمة. حكاية بسيطة تعكس صراعاً أزلياً مترسخاً عن كيفية طرح بعض الأسئلة الوجودية والبحث عن طرق ناحجة للوصول إلى الإجابات. كل ذلك ضمن قالب درامي فيه جرعات مدروسة من إثارة الخوف والفزع من دون تشويش أو استطراد أو تهميش للمقولة الأساسية التي يريد العمل إيصالها للجمهور. بقي من المسلسل ثلاث حلقات، وأغلب الظن أن تبقى النهاية مفتوحة على أسئلة جديدة، من دون أن تتورط في تقديم خاتمة واضحة أو جواب نهائي. ما يثير الاهتمام في مسلسل «أوتكاست» (منبوذ) الأميركي غياب مفهوم الرعب المتعارف عليه، والتركيز على تقديم حكاية درامية دسمة تعكس الصراع الأزلي بين الحقيقة والخرافة فيما يخص عالم الشياطين والأرواح الشريرة. يبقي «أوتكاست» (يعرض على قناة فوكس) لمشاهد الرعب نسبة ضعيفة وغير مجانية، على عكس مسلسلات الرعب الأخرى. المسلسل المؤلفّ من 11 حلقة، أنتجته «سينماكس» وكتبه روبرت كيركمان (كاتب مسلسل Walking Dead). يؤدّي دور البطولة الممثل باتريك فيوغيت في شخصية الشاب «كايل»، ويلعب دور البطل المضاد الممثل فيليب غلينستر في شخصية «القس أندرسون». يبدأ المسلسل في قرية نائية ومعزولة، حيث يعود الشاب «كايل» إلى منزل والدته المهجور للإقامة فيه، بعد انفصاله عن زوجته. لكنه لا يستطيع الاستمرار في عزلته بعد ظهور «القس أندرسون» طالبًا منه المساعدة في طرد الأرواح الشريرة من بعض سكان القرية. طلب القسّ هذا قائم على معرفته بقصة «كايل» منذ أن كان طفلاً. كانت طفولة «كايل» محفوفة بالمخاطر لأنه عاش مع أمه المسكونة بروح شريرة وذاق منها كل أنواع العنف الأسري. بقيت هذه الذكريات تنخر في وجدانه بعد ان أصبح شاباً وبقيت أمه في المستشفى بسبب دخولها في «الكوما». معاناة «كايل» جعلته كئيباً وفاقداً للأمل في إيجاد الأجوبة التي أتى ليبحث عنها. ورغم كل ما جرى معه لا يزال يعتقد أن أمه مصابة بالجنون ولا علاقة لها بالأرواح الشريرة. يتعاون «كايل» و«القس أندرسون» لمعالجة بعض المصابين فيبدأ باكتشاف قدرات خفية كان يمتلكها من دون أن يعرف ماهيتها. يساعده ذلك في البحث عن إجابات على الأسئلة التي تؤرقه وتمنع عنه النوم والسكينة. مأساته الوحيدة هي خسارة أقربائه، أمه وزوجته وابنته، والسبب الوحيد هو القدرات الخفية التي يعتبرها القس أرواحًا شيطانية، فيما يسميها «كايل» عدوى الجنون والطاقات السلبية. يستغلّ الشاب قدراته تلك في محاولة علاج الآخرين بعيداً من الطريقة التقليدية، ينجح «كايل» بعض المرات ويفشل مرات أخرى. لكنه لا ينجح في علاج نفسه فتزداد كآبته وتكثر انتكاساته. كل ما يحتويه المسلسل يعكس صراع الأضداد، فمن شارة البداية حيث تظهر الكوادر مقلوبة دلالة على خللٍ ما يصيب القرية وسكانها، إلى الصدامات بين البطلين حول حقيقة ما يجري والبحث عن سبل الخلاص للشخصيات المسكونة. كل التفاصيل والحوارات تنتهي إلى اجتماع الأضداد، حتى أن اجتماع «القس» مع الشاب «كايل» يرمز إلى الصراع الذي نعيشه عموماً نحن البشر بين الحقيقة والوهم. «كايل» منبوذ لأنه متمايز بطريقة تفكيره وبحثه، والحكاية تميل إلى إثبات وجهة نظره على حساب «القس أندرسون». وليست القرية النائية إلا مجازاً لعزلة البشر بشكل عام، وتجاهلنا للبحث عن الإجابات كما يفعل «كايل»، هذه القرية هي المنطقة السوداء في وجداننا، أما البطلان فهما قوتان متصارعتان في داخلنا من دون نتيجة حاسمة. حكاية بسيطة تعكس صراعاً أزلياً مترسخاً عن كيفية طرح بعض الأسئلة الوجودية والبحث عن طرق ناحجة للوصول إلى الإجابات. كل ذلك ضمن قالب درامي فيه جرعات مدروسة من إثارة الخوف والفزع من دون تشويش أو استطراد أو تهميش للمقولة الأساسية التي يريد العمل إيصالها للجمهور. بقي من المسلسل ثلاث حلقات، وأغلب الظن أن تبقى النهاية مفتوحة على أسئلة جديدة، من دون أن تتورط في تقديم خاتمة واضحة أو جواب نهائي.