يبدو أن المجال الفني للفنانة التشكيلية رشيدة التويجري يرتبط بالفن الشخوصي التعبيري التجريدي، ويقوم على الاختزال اللوني إلى حد ما، وعلى الرمزية والإشارة. وبذلك تشكل الفنانة رشيدة تويجري نسيجا فنيا رائقا حين تجعل مجموعة من المفردات الفنية الخفيفة تتداخل بشكل تجريدي، سواء عبر اللون أو العلامات أو الرموز لتقحمها في الشخوصات. وتظل المقاربة مغمورة بكل سياقات المادة التشكيلية المشكلة للفضاء، تتسم بوجود وشائج قائمة بين التشكيل والموضوع. ثم إن تلك المادة التي تنجزها الفنانة بحرفية وتقنيات عالية تخفي في عمقها مضامين ودلالات قوية، ترتبط بالاستدراجات اللونية التي تعضدها الخطابات المخفية وراء حجب الشخوصات، لتظل رهينة التأويلات المختلفة والقراءات المتعددة الناتجة عن تعدد الدلالات. وهذا ليس بغريب عن المبدعة رشيدة التويجري لأن البناء التشكيلي الشخوصي عموما يعتمد في جوهره على المادة المتصلة بالواقع أولا، ثم تثبتها المبدعة في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية محددة. باعتمادها تقنيات مدروسة وإضافات فنية تراعي المقاسات، وكذلك بإضافات جمالية تشكيلية ورموز وإشارات وعلامات تعبيرية أيقونية تفصح عن هواجس المبدعة، تنبثق من شعورها بطريقة فنية خارجة عن المألوف، وبسحر تشكيلي متعدد الرؤى والدلالات، وبعلامات لونية، وأشكال وطرق تعبيرية غاية في الجمال، تتوقف على مناحي متعددة القراءات. إن أعمال الفنانة التشكيلية رشيدة التويجري تتبدى فيها لمسات الواقع المضطرب، فماهية العمل الفني الشخوصي الممزوج بعلامات ورموز وأشكال مختلفة بالمادة التجريدية ينتج بعض التضارب بين قانون المنظور وبين المنطق التشكيلي للفضاء الفني، وهو ما يفصح عن درجة الإنتاج الفني والحاجة النفسية للتعبير بهذه المقاربة. كما أن البناء التشكيلي يبدو مدججا بالضربات اللونية، موازاة مع الشكل والخطوط التلقائية المعبرة، باكتساح قوي للمساحات، وهو ما ينم عن عملية الأخذ من مجال تشكيلي صرف، بإضافة تصورات واجتهادات محمودة، إضافة إلى كون جل أعمال الفنانة رشيدة تبدو أحيانا مثقلة بالإيحاءات والرمزية. إن هذا التوافر يجعل من اللوحة إطارا مرتبطا بالواقع وبطبائع تعبيرية مختلفة، وبسياقات متنوعة. وتعد الحركة من بين الأسس التي تسري أطيافها في شرايين أعمال الفنانة رشيدة تويجري، ما يجعل منها أعمالا تفاعلية بأبعاد حقيقية ملموسة من الواقع. وهذا ليس بالأمر اليسير، فعملية بناء الفضاء على أنقاض الواقع بشكل مختلف يدفع الفنانة لأن تبرز المادة التشكيلية في شكل فني باجتهاد تستطيع على إثره إشراك الحس الشعوري والعنصر البصري للقارئ، مما يكلفها الكثير من المهارة والتوظيف التقني الدقيق. وهو ما يتوفر في أعمال الفنانة رشيدة تويجري. فهي لأجل ذلك تروم تقنيات مختلفة وتوظيفات فنية وجمالية تتركز في توزيع المساحة بين الشخوصات واللون، والعلامات والرموز، والحركات والسكنات، والكتل والتركيبات، والتكوينات الهندسية، والخطوط المشتبكة على نهج الترجيع الموسيقي. ما يبقي الموضوع مرتبطا بالشكل ثم بالواقع، لتتواصل مع مادتها التشكيلية وفق رؤى تعبيرية تتخذ من التجريد قاعدة لصناعة جماليات تقوي بها الصفات الظاهرية لعالم الشكل داخل الفضاء، مع بسط نوع من الاختلاف بين مفردات المادة التشكيلية التي تولد عددا من الدلالات، وبين البؤر اللونية وصناعة المجال الجمالي. فالإيقاعات اللونية والأشكال والرموز، كلها تشكل ثقلا وكتلا وركاما أيقونيا دالا على معان ترمي إلى تأويلات معينة، وتشكل مجالا جماليا يكسب العمل الفني حيوية ورشاقة. ( القدس العربي ) يبدو أن المجال الفني للفنانة التشكيلية رشيدة التويجري يرتبط بالفن الشخوصي التعبيري التجريدي، ويقوم على الاختزال اللوني إلى حد ما، وعلى الرمزية والإشارة. وبذلك تشكل الفنانة رشيدة تويجري نسيجا فنيا رائقا حين تجعل مجموعة من المفردات الفنية الخفيفة تتداخل بشكل تجريدي، سواء عبر اللون أو العلامات أو الرموز لتقحمها في الشخوصات. وتظل المقاربة مغمورة بكل سياقات المادة التشكيلية المشكلة للفضاء، تتسم بوجود وشائج قائمة بين التشكيل والموضوع. ثم إن تلك المادة التي تنجزها الفنانة بحرفية وتقنيات عالية تخفي في عمقها مضامين ودلالات قوية، ترتبط بالاستدراجات اللونية التي تعضدها الخطابات المخفية وراء حجب الشخوصات، لتظل رهينة التأويلات المختلفة والقراءات المتعددة الناتجة عن تعدد الدلالات. وهذا ليس بغريب عن المبدعة رشيدة التويجري لأن البناء التشكيلي الشخوصي عموما يعتمد في جوهره على المادة المتصلة بالواقع أولا، ثم تثبتها المبدعة في الفضاء وفق خاصيات تشكيلية محددة. باعتمادها تقنيات مدروسة وإضافات فنية تراعي المقاسات، وكذلك بإضافات جمالية تشكيلية ورموز وإشارات وعلامات تعبيرية أيقونية تفصح عن هواجس المبدعة، تنبثق من شعورها بطريقة فنية خارجة عن المألوف، وبسحر تشكيلي متعدد الرؤى والدلالات، وبعلامات لونية، وأشكال وطرق تعبيرية غاية في الجمال، تتوقف على مناحي متعددة القراءات. إن أعمال الفنانة التشكيلية رشيدة التويجري تتبدى فيها لمسات الواقع المضطرب، فماهية العمل الفني الشخوصي الممزوج بعلامات ورموز وأشكال مختلفة بالمادة التجريدية ينتج بعض التضارب بين قانون المنظور وبين المنطق التشكيلي للفضاء الفني، وهو ما يفصح عن درجة الإنتاج الفني والحاجة النفسية للتعبير بهذه المقاربة. كما أن البناء التشكيلي يبدو مدججا بالضربات اللونية، موازاة مع الشكل والخطوط التلقائية المعبرة، باكتساح قوي للمساحات، وهو ما ينم عن عملية الأخذ من مجال تشكيلي صرف، بإضافة تصورات واجتهادات محمودة، إضافة إلى كون جل أعمال الفنانة رشيدة تبدو أحيانا مثقلة بالإيحاءات والرمزية. إن هذا التوافر يجعل من اللوحة إطارا مرتبطا بالواقع وبطبائع تعبيرية مختلفة، وبسياقات متنوعة. وتعد الحركة من بين الأسس التي تسري أطيافها في شرايين أعمال الفنانة رشيدة تويجري، ما يجعل منها أعمالا تفاعلية بأبعاد حقيقية ملموسة من الواقع. وهذا ليس بالأمر اليسير، فعملية بناء الفضاء على أنقاض الواقع بشكل مختلف يدفع الفنانة لأن تبرز المادة التشكيلية في شكل فني باجتهاد تستطيع على إثره إشراك الحس الشعوري والعنصر البصري للقارئ، مما يكلفها الكثير من المهارة والتوظيف التقني الدقيق. وهو ما يتوفر في أعمال الفنانة رشيدة تويجري. فهي لأجل ذلك تروم تقنيات مختلفة وتوظيفات فنية وجمالية تتركز في توزيع المساحة بين الشخوصات واللون، والعلامات والرموز، والحركات والسكنات، والكتل والتركيبات، والتكوينات الهندسية، والخطوط المشتبكة على نهج الترجيع الموسيقي. ما يبقي الموضوع مرتبطا بالشكل ثم بالواقع، لتتواصل مع مادتها التشكيلية وفق رؤى تعبيرية تتخذ من التجريد قاعدة لصناعة جماليات تقوي بها الصفات الظاهرية لعالم الشكل داخل الفضاء، مع بسط نوع من الاختلاف بين مفردات المادة التشكيلية التي تولد عددا من الدلالات، وبين البؤر اللونية وصناعة المجال الجمالي. فالإيقاعات اللونية والأشكال والرموز، كلها تشكل ثقلا وكتلا وركاما أيقونيا دالا على معان ترمي إلى تأويلات معينة، وتشكل مجالا جماليا يكسب العمل الفني حيوية ورشاقة. ( القدس العربي )