أقيمت صلاة الجنازة على الفقيد كمال الشاذلى – أقدم برلماني في مصر - المشرف على المجالس القومية المتخصصة، وعضو مجلس الشعب عن دائرة الباجور بمحافظة المنوفية وقد تقدم الرئيس حسنى مبارك مشيعى الجنازة التي كانت بعد صلاة الظهراليوم الثلاثاء بمسجد رابعة العدوية بمدينة نصر.وقد صافح الرئيس مبارك أسرة الفقيد وفى مقدمتهم نجلاه محمد ومعتز وقدم لهما واجب العزاء. وقد شارك فى الجنازة كبار رجال الدولة، وفى مقدمتهم رؤساء مجالس الوزراء والشعب والشورى وشيخ الأزهر وعدد كبير من الوزراء والمحافظين والشخصيات السياسية والبرلمانية من الأحزاب المختلفة، إضافة إلى السيد جمال مبارك، الأمين العام المساعد، أمين السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى. ونعى الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء السيد كمال الشاذلى، قائلا: "رحمة الله عليه.. كان من رجال مصر المخلصين، والبرلمانيين الذين نشهد لهم بالكفاءة"". ونعى الدكتور فتحى سرور رئيس مجلس الشعب فقيد مصر السيد كمال الشاذلى، قائلا: "فقدت الأمة سياسيا بارعا ساهم فى الحياة الحزبية والسياسية مساهمة كبيرة". وأضاف: ان "فقدانه خسارة كبرى للحزب، ولمصر كلها، ونحن نعترف جميعاً بمهارته وقدراته الكبرى"، وشدَّد: "رحم الله الفقيد وألهم أسرته الصبر". ونعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر السيد كمال الشاذلى قائلا: "إننا ننعى إلى الشعب المصرى كمال الشاذلى، الذى كانت بينى وبينه صداقة عميقة". وأضاف: "رحمه الله وغفر له، فهو توفى يوم العيد وهى إشارة إلى أنه إن شاء الله من المقبولين عند الله والمغفور لهم ومن أهل جنته". وكان الشاذلي قد أمضي فترة طويلة للعلاج في الولاياتالمتحدة . وعاد منذ أسابيع ، وتقدم للترشيح للإنتخابات علي مقعده الذي إحتله 40 عاما . كان كمال الشاذلي وزير الدولة لشؤون مجلسي الشعب والشورى حتى يوليو 2004، حيث سحب منه مجلس الشورى ليتولى شؤونه مفيد شهاب، وترافق هذا الاتجاه مع محاولات تيار التحديث في الحزب الوطني لإزاحة بعض الرموز من طريقه أو تقليل صلاحياتها. واستمر الشاذلي في وجوده الفاعل داخل الحكومة والحزب. ففي الأولى ألقيت على كاهله مهمة تقديم مبررات أو تصورات إزاء دورها أمام نواب الشعب واستثمر علاقاته الجيدة مع غالبيتهم في تحقيق هذا الهدف. وفي الثانية حافظ على مركزيته في الحزب وقاوم مساعي الحد من نفوذه، مستفيدا من دفاعه الكبير عن توجهات الحزب وخياراته في مجال الإصلاح، ومستندا على علاقته القريبة من الرئيس مبارك وإيمانه المطلق برغبته في التغيير التدريجي وتهيئة المناخ لإصلاحات أكبر في المستقبل. وقال صراحة إن الحزب الوطني "يشرفه ترشيح مبارك لفترة خامسة". ومع أن هذه الجملة كانت ولاتزال على لسان كافة أعضاء نادي "الحرس القديم" إلا أنها فهمت لدى البعض باعتبارها محاولة لتهميش دور تيار التحديث الراغب في الدفع بجمال مبارك للسلطة. ومهما كانت القراءة السياسية لهذه النوعية من الصياغات، فإنها تكشف عن رغبة دفينة ضد التغيير وقدرة على المواءمة مع المستجدات بلا تحرك حقيقي. فالشاذلي أيد تعديل المادة (76) من الدستور بعد إعلان الرئيس مبارك ذلك، ورد على المتشككين في الداخل والخارج بأن هذه المبادرة قرار مصري مائة بالمائة، وأنه لا دخل لأي جهة في هذه المبادرة. وهو الذى رفض دوما أي مساس بالدستور الحالي وقدم خطة الحزب الوطني لعام 2005 دون إشارة لأي تعديلات دستورية. بل عاد مزايدا على البعض في أحد لقاءاته الصحفية وقال إن الرئيس مبارك كاشفه برغبته في هذا التعديل قبل نحو عام من الإعلان عنه. الأمر الذي أثار تساؤلات وتكهنات متعددة نحو جوهر مواقفه ورؤاه للإصلاح السياسي بشكل عام. وكان في البداية من الرافضين للاعتراف بحق الأحزاب في مناقشة التفاصيل أو الإجراءات الدستورية المصاحبة لإقرار مبدأ انتخاب رئيس الجمهورية بين أكثر من مرشح، لأنها في نظره من اختصاص اللجنة التشريعية في مجلس الشعب. ثم قبل على مضض بالدخول في حوارات مباشرة مع قوى معارضة وشخصيات مستقلة للتباحث حول آليات خروج هذا التعديل بصورة متوازنة.