حمل المعهد العالي العربي للترجمة التابع للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومقره الجزائر، على عاتقه العديد من المهام التي أنجز منها الكثير على الرغم من محدودية إمكاناته وقدراته المادية. وتتحدث إنعام بيوض، مديرة المعهد، عن تفاصيل ظروف عمل المعهد والإنجازات العلمية التي قام بها خلال مسيرته التي جاوزت 10 سنوات بقليل. توضح بيوض أنّ المعهد يهتم بثلاثة جوانب: التدريس الأكاديمي، والبحث، وإنتاج الترجمة. وتلفت إلى أنه رغم قلة الموارد فقد تمكن من تدريب عدة مترجمين، لأنّ الساحة العربية “تفتقر إلى مترجمين لهم خلفية نظرية حول الترجمة وأساليبها”. وتتابع “كنّا ننتظر أن تتحسّن الإمكانيات، لكنّها بقيت على حالها، إن لم نقل إنها تقهقرت في بعض السنوات”. وتكشف بيوض أن المعهد يفكر بجدّية في الاستفادة من الكفاءات العلمية الموجودة في الجامعات العربية من خلال تكليفها بترجمة كتب في التخصُّصات المختلفة، مشيرة إلى أنّ عملية حسابية بسيطة تُظهر أن بالإمكان ترجمة 10 آلاف عنوان في حال وجد هذا المشروع “آذانا صاغية” لدى الجامعات التي طُرحت عليها الفكرة. وتستدرك بقولها “هذا الأمر يبدو أنّه بدأ حماسيا، لكن بمجرد الانتقال إلى شقّه المالي، شعرنا أنّ تلك الأطراف التي أبدت تفاعلا إيجابيا، فقدت حماستها، مع أنّ هذا المشروع حضاري بالدرجة الأولى، ويهدف إلى الإسهام في ترقية اللُّغة العربية”. وحول نظرتها إلى واقع الترجمة في العالم العربي عموما، وفي الجزائر خصوصا، تقول بيوض “العرب لا يشعرون بأنّ الاحتفاظ بالهوية اللغوية هو مسألة بقاء، وعندما تصبح اللُّغة لغة علم، فإنّها تُصبح لغة مُحاججة ولن تعود فقط لغة أدبيات وروحانيات. أشعر بالأسف عندما أرى طلبتنا يعجزون عن التعبير حتى عن الأفكار البسيطة التي تراودهم بلغتهم. في البداية كنت أظنُّ أنّ هذه الظاهرة جزائرية خالصة، لكنّي لاحظت في ما بعد أن القصور الغوي لدى الشباب في أغلب البلدان العربية، لأنّهم لا يتقنون اللُّغة الأجنبية ليُعبّروا بكلّ قدرة عن خلجاتهم، كما لا يتقنون اللُّغة العربية أيضا”. وتؤكد مديرة المعهد العالي العربي للترجمة في هذا السياق أنّ عدم الإيمان باللغة الأم معناه عدم الإيمان بالذات، وعندما يتعلق الأمر بالشباب، فهذا يعطيهم فكرة سيئة عن انتمائهم إلى لغتهم بالقول إنها لغة فلكلور ودين. أما في الجزائر، فترى أنهم يعيشون بقلق إزاء اللُّغة العربية لأنهم كادوا يخسرونها ذات يوم. وبشأن الآراء التي ترى أنّ اللغة العربية عاجزة عن مواكبة التطورات التقنية والعلمية المختلفة، تقول مديرة المعهد “صحيح أنّ الحديث عن عجز اللغة العربية عن مواكبة العلم أصبحنا نسمعه في كل مكان من العالم العربي، لكنّني أرى أنّ القصور يكمن في الأذهان والعقول، واللُّغة العربية بريئة منه، لأنّها ليست سوى أداة ووعاء، وعندما تتمثل هذا الوعاء، فإنك تتمثّل كل هذه الأدوات الحضارية”. وتضرب مثالا على قولها “الهاتف النقّال”، فهو اختراع غربيّ جديد، وجد العرب له العديد من المقابلات في العربية منها “الخليوي”، و”النقال”، و”المحمول”، ذلك أنّ اختراع المصطلح، كما ترى بيوض، هو تمثُّل للعلم، إذ تؤكد أنه ليس هناك ما يمنع أن نستعير من اللغات الأخرى، ونحن نرى أن القرآن، وهو الكتاب السماويّ المعجز، استعار من الفارسية وغيرها من اللُّغات عددا من الكلمات، فكلمة “الصراط” مثلا فارسية الأصل. وعن دور المعهد في الاهتمام بالتعريف بالتراث العربي والإسلامي، تقول إنعام بيوض “يحتلّ موضوع التراث أولوية على سلم اهتماماتنا، مثلما دأبنا على العمل من أجل تحسين صورة الشخصية العربية والإسلامية لدى الآخر، على الرغم من أنّ هناك مؤسسات عربية أخرى تقوم بهذه الوظيفة مثل الأليسكو والأسيسكو، ولهذا أنجزنا كتابا بعنوان ‘نور على نور' حول القيم الإنسانية الموجودة في القرآن الكريم مع ترجمة معاني تلك القيم إلى خمس لغات عالمية”. وتلفت بيوض إلى أن المعهد افتتح هذا العام قسما للدكتوراه يضم 23 طالبا ينتمون لعدد من الدول العربية، ويأتي هذا الإنجاز تتويجا لمسيرة المعهد الذي استطاع منذ افتتاح أبوابه تخريج 350 طالبا وطالبة حاملين شهادة الماجستير في الترجمة. وتأمل بيوض أن تتركّز مجهودات المعهد اليوم على الترجمة وإنتاجها، لأنّها “السبيل الوحيد لإثراء المكتبة العربية. ومن جهة أخرى يعكف المعهد على دراسة مشروع ترجمة للأطفال، في ظل حقيقة أنّ الأطفال ما بين سن ال9 وال15 سنة، لا يجدون ما يناسبهم من كتب باللُّغة العربية، وهذا ما يُؤدي إلى عزوفهم عن القراءة”. حمل المعهد العالي العربي للترجمة التابع للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومقره الجزائر، على عاتقه العديد من المهام التي أنجز منها الكثير على الرغم من محدودية إمكاناته وقدراته المادية. وتتحدث إنعام بيوض، مديرة المعهد، عن تفاصيل ظروف عمل المعهد والإنجازات العلمية التي قام بها خلال مسيرته التي جاوزت 10 سنوات بقليل. توضح بيوض أنّ المعهد يهتم بثلاثة جوانب: التدريس الأكاديمي، والبحث، وإنتاج الترجمة. وتلفت إلى أنه رغم قلة الموارد فقد تمكن من تدريب عدة مترجمين، لأنّ الساحة العربية “تفتقر إلى مترجمين لهم خلفية نظرية حول الترجمة وأساليبها”. وتتابع “كنّا ننتظر أن تتحسّن الإمكانيات، لكنّها بقيت على حالها، إن لم نقل إنها تقهقرت في بعض السنوات”. وتكشف بيوض أن المعهد يفكر بجدّية في الاستفادة من الكفاءات العلمية الموجودة في الجامعات العربية من خلال تكليفها بترجمة كتب في التخصُّصات المختلفة، مشيرة إلى أنّ عملية حسابية بسيطة تُظهر أن بالإمكان ترجمة 10 آلاف عنوان في حال وجد هذا المشروع “آذانا صاغية” لدى الجامعات التي طُرحت عليها الفكرة. وتستدرك بقولها “هذا الأمر يبدو أنّه بدأ حماسيا، لكن بمجرد الانتقال إلى شقّه المالي، شعرنا أنّ تلك الأطراف التي أبدت تفاعلا إيجابيا، فقدت حماستها، مع أنّ هذا المشروع حضاري بالدرجة الأولى، ويهدف إلى الإسهام في ترقية اللُّغة العربية”. وحول نظرتها إلى واقع الترجمة في العالم العربي عموما، وفي الجزائر خصوصا، تقول بيوض “العرب لا يشعرون بأنّ الاحتفاظ بالهوية اللغوية هو مسألة بقاء، وعندما تصبح اللُّغة لغة علم، فإنّها تُصبح لغة مُحاججة ولن تعود فقط لغة أدبيات وروحانيات. أشعر بالأسف عندما أرى طلبتنا يعجزون عن التعبير حتى عن الأفكار البسيطة التي تراودهم بلغتهم. في البداية كنت أظنُّ أنّ هذه الظاهرة جزائرية خالصة، لكنّي لاحظت في ما بعد أن القصور الغوي لدى الشباب في أغلب البلدان العربية، لأنّهم لا يتقنون اللُّغة الأجنبية ليُعبّروا بكلّ قدرة عن خلجاتهم، كما لا يتقنون اللُّغة العربية أيضا”. وتؤكد مديرة المعهد العالي العربي للترجمة في هذا السياق أنّ عدم الإيمان باللغة الأم معناه عدم الإيمان بالذات، وعندما يتعلق الأمر بالشباب، فهذا يعطيهم فكرة سيئة عن انتمائهم إلى لغتهم بالقول إنها لغة فلكلور ودين. أما في الجزائر، فترى أنهم يعيشون بقلق إزاء اللُّغة العربية لأنهم كادوا يخسرونها ذات يوم. وبشأن الآراء التي ترى أنّ اللغة العربية عاجزة عن مواكبة التطورات التقنية والعلمية المختلفة، تقول مديرة المعهد “صحيح أنّ الحديث عن عجز اللغة العربية عن مواكبة العلم أصبحنا نسمعه في كل مكان من العالم العربي، لكنّني أرى أنّ القصور يكمن في الأذهان والعقول، واللُّغة العربية بريئة منه، لأنّها ليست سوى أداة ووعاء، وعندما تتمثل هذا الوعاء، فإنك تتمثّل كل هذه الأدوات الحضارية”. وتضرب مثالا على قولها “الهاتف النقّال”، فهو اختراع غربيّ جديد، وجد العرب له العديد من المقابلات في العربية منها “الخليوي”، و”النقال”، و”المحمول”، ذلك أنّ اختراع المصطلح، كما ترى بيوض، هو تمثُّل للعلم، إذ تؤكد أنه ليس هناك ما يمنع أن نستعير من اللغات الأخرى، ونحن نرى أن القرآن، وهو الكتاب السماويّ المعجز، استعار من الفارسية وغيرها من اللُّغات عددا من الكلمات، فكلمة “الصراط” مثلا فارسية الأصل. وعن دور المعهد في الاهتمام بالتعريف بالتراث العربي والإسلامي، تقول إنعام بيوض “يحتلّ موضوع التراث أولوية على سلم اهتماماتنا، مثلما دأبنا على العمل من أجل تحسين صورة الشخصية العربية والإسلامية لدى الآخر، على الرغم من أنّ هناك مؤسسات عربية أخرى تقوم بهذه الوظيفة مثل الأليسكو والأسيسكو، ولهذا أنجزنا كتابا بعنوان ‘نور على نور' حول القيم الإنسانية الموجودة في القرآن الكريم مع ترجمة معاني تلك القيم إلى خمس لغات عالمية”. وتلفت بيوض إلى أن المعهد افتتح هذا العام قسما للدكتوراه يضم 23 طالبا ينتمون لعدد من الدول العربية، ويأتي هذا الإنجاز تتويجا لمسيرة المعهد الذي استطاع منذ افتتاح أبوابه تخريج 350 طالبا وطالبة حاملين شهادة الماجستير في الترجمة. وتأمل بيوض أن تتركّز مجهودات المعهد اليوم على الترجمة وإنتاجها، لأنّها “السبيل الوحيد لإثراء المكتبة العربية. ومن جهة أخرى يعكف المعهد على دراسة مشروع ترجمة للأطفال، في ظل حقيقة أنّ الأطفال ما بين سن ال9 وال15 سنة، لا يجدون ما يناسبهم من كتب باللُّغة العربية، وهذا ما يُؤدي إلى عزوفهم عن القراءة”.