الفن والثقافة هما محوران أساسيان في حضارة الشعوب وتقدم الأمم.. والاهنمام بالفن والثقافة هو العامل الأول في نهضة الشعوب.. فتقدم أي دولة يقاس بفنها.. وبعد أن كانت مصر هي المقصد الأول للفنانين والمطربين، أصبحت تعاني من جفاف فني بسبب ما يواجهه المطربين المصريين من مشكلة تنظيم المهرجانات الغنائية في مصر خلال الأعوام الأخيرة، مما جعلهم يتجهون إلي شركات الإنتاج العربية والحفلات التي يقيمها العرب. وباستطلاع آراء بعض النجوم المصريين والعرب حول قضية عدم الاهتمام بإقامة الحفلات في مصر.. يري "محمد منير" أن مصر تعاني من مشكلات فنية عديدة خاصة في تنظيم الحفلات والمهرجانات، ومصر دولة عظيمة ورائدة في كل المجالات وتهتم بالفن والفنانين ويوجد بها مختلف الفنون ولا ينقصها سوي التنظيم الجيد للحفلات. وأضاف أنه طالب أكثر من مرة بضرورة إعداد مسارح مؤهلة لاستقبال أكبر عدد من الجماهير، لنمنع ما يحدث من مزاحمات ومضايقات وهو أمر مهين ومهزلة للفن والفنانين.. وفي المقابل إذا نظرنا إلي الحفلات التي تقام خارج مصر نجدها مختلفة تماما، ابتداء من التقنية في الصوت ثم الإضاءة وأماكن الاستراحة للمطربين أو أعضاء الفرقة، بجانب كم الحفلات التي يتم تنظيمها بشكل جيد. وأكد منير أنه يتمني أن تدعم الدولة الفنون الرفيعة بصفة عامة والغناء بصفة خاصة. ومن وجهة نظر شيرين عبد الوهاب، فهي تري أنه لا يوجد وعي في مصر بالاهتمام بالحفلات وتنظيمها واختيار أماكن المسرح علي الرغم من وجود أماكن عديدة في مصر تصلح لذلك منها، دار الأوبرا المصرية، قاعة المؤتمرات، ولكن القائمين علي الحفلات دائما ما يختارون أماكن سيئة وذلك لتقليل التكاليف علي راعي الحفل، مما يؤثر سلبا في تقنيات الإضاءة والصوت ويظهر المسرح في شكل رديء. وأضاف مصطفي قمر أن السبب الأول في هذه القضية يرجع إلي هيمنة شركات الإنتاج علي المهرحانات داخل وخارج مصر، وهو ما أبعد الكثير من المطربين عن المشاركه فيها ذلك لأن شركات الإنتاج تستعين فقط بمطربيها وتتحكم وتفرض وجهة نظرها علي المستمعين. لذلك أصبحت المهرجانات سيئة ولا تجذب اليها المطربين، فقد كانت آخر مشاركاتي من خلال مهرجان قرطاج منذ سنوات بعيدة. وأكدت سميره سعيد أن الحل الوحيد لكل أزمات الغناء يتمثل في تنظيم حفلات ومهرجانات للفنانين تليق بهم وبفنهم العربي، ولن يتحقق ذلك إلا إذا أحسنا تنظيم تلك الحفلات بدلا من تقديمها علي هذا الشكل غير لائق الذي يسيء للفن والفنان. وتري لطيفة أن الساحة الغنائية في مصر تتعرض لظلم شديد بشهادة كل الفنانين، فقد اصبح النشاط الفني قليلا جدا فنري عمالقة الغناء في مصر بلا حفلات مثل عمرو دياب ومحمد منير لا يقيمان الا حفلا واحدا في العام وبالتأكيد هذا لا يكفي نجمين كبيرين مثلهما، ففي تونس مثلا يقام أكثر من مهرجان في العام الواحد.. مؤكدة أن مصر هي مصنع نجومية كل فنان، فمن لم ينجح مع الجمهور المصري لا يعتبر نجما عربيا. وأكدت لطيفة أن وزير الإعلام قد وعد بفتح قنوات وآفاق جديدة تعيد للساحة الغنائية المصرية مكانتها.