في مجموعته الجديدة “ هَيِج ” يرصد التشكيلي العراقي سنان حسين في غاليري “الرواق” بالعاصمة البحرينية المنامة، بحسه الفني ذاكرة إنسانية تخص ثنائية الحياة والموت في عالم مسكون بثقافة الدين وبتجليات ما بعد الحياة بكل المرويات الدينية، والأساطير الشرقية، قديمها وحديثها. يجعل الفنان سنان حسين من صورة المرأة -أحيانا- كائنا ميتا مبتهجا يقف على طربوش الرجل الشرقي، في صورة سوريالية تقدم ثورين أسطوريين (أو أيلين) في قتال دائم، يذكرنا بصراعات أنصاف الآلهة القديمة. ولعل هذا الصراع الخفي هو الذي ولّد العتبة النصية لعنوان المعرض، الذي يأتي من معنى الهيجان الداخلي العميق لدى الإنسان إثر موقف قديم. نشاهد في اشتغالات سنان الرجل المهرّج متمثلا في شخصية الفوتوغرافي، الذي يطلّ على المتلقي بصورة تذكارية معكوسة، يحوّل من خلالها دور المتلقي إلى دور الفرجة في كائنات اللوحة، ليصبح ما هو داخل اللوحة خارجها، وما هو خارجها داخلها، وكأن عوالم سنان حسين تتفرّج على المتلقين، وليس العكس. وفي أغلب الأعمال بقية وجوه وكائنات سنان مطوّقة أو مبتورة الأيادي أو بيد واحدة في حالة دهشة وتأمل بعيون مفتوحة على أقصى اتساعها، وكأنها تنتظر مخلصا يخرجها من حالة الثبات اليومي لعيونها الآملة بالنجاة من المجهول. شخصيات سنان مأزومة وميتة وباردة، وأحيانا تشعرك بأنها محايدة، وغير معنية بكل ما يجري حولها، لكنها تحاول من داخل براويزها المعلّقة على مساحات وكتل لونية أن تخبر الأحياء بشيء، أن تحدثهم عن تجاربهم ومعاناتهم وأحلامهم وقلقهم وأسئلتهم التي كانت ملكهم في يوم ما، إنها أشبه بصورة تذكارية لأناس قرروا بعد موتهم ألاّ يغادروا الحياة ليعلّقوا أنفسهم بين الحقيقة والوهم. الفنان سنان حسين متخصص في مادة البلاستيك، وقد تخرج من جامعة بغداد، وأصبح بعدها عضوا في جمعية الفنانين العراقيين وفي الاتحاد العراقي لفناني البلاستيك، لكنه في هذه التجربة لا يقدّم نفسه ضمن مشروع يحمل هذه الخامات، بل يكتفي باستخدام المساحات الكلاسيكية على ورق الكانفاس وألوان الأكرليك دون أن يركب أعماله ضمن اشتغال مفاهيمي أو نحتي. يقول عن تجربة “هيج”: لكل دلالة حالة تبدأ بها المشكلة وتخلق التساؤل والتحليل.. المنطق واللامنطق، هو إشكالية البناء المعرفي لتحليل ماهية الحدث، إنها تراكمات من حالة الضياع الروحي للمجتمع، من تفسّخ وانحلال وتحوّل من حالة الوعي المدرك إلى إيقاع صاخب. ويضيف مسترسلا: إنها تجربة لعيون محدقة نحو السماء، الرقص والغناء.. عالم يشبه الحروف المنطقية، فلكل صوت معرفة وطاقة تدرك الحقيقة، ولكل شكل دلالة ندرك بها أرواحنا متى وأين؟ إنها صورة شخصية تتبعنا أينما نذهب كي لا ننسى أشكالنا الحقيقية، ففي تعدّد الملامح يتكوّن التعبير ويظهر المنطق لإيجاد شكل مغاير يحيلنا إلى بناء مفهوم جديد بما له علاقة بفلسفة الجسد وخاصة الوجوه. في مجموعته الجديدة “ هَيِج ” يرصد التشكيلي العراقي سنان حسين في غاليري “الرواق” بالعاصمة البحرينية المنامة، بحسه الفني ذاكرة إنسانية تخص ثنائية الحياة والموت في عالم مسكون بثقافة الدين وبتجليات ما بعد الحياة بكل المرويات الدينية، والأساطير الشرقية، قديمها وحديثها. يجعل الفنان سنان حسين من صورة المرأة -أحيانا- كائنا ميتا مبتهجا يقف على طربوش الرجل الشرقي، في صورة سوريالية تقدم ثورين أسطوريين (أو أيلين) في قتال دائم، يذكرنا بصراعات أنصاف الآلهة القديمة. ولعل هذا الصراع الخفي هو الذي ولّد العتبة النصية لعنوان المعرض، الذي يأتي من معنى الهيجان الداخلي العميق لدى الإنسان إثر موقف قديم. نشاهد في اشتغالات سنان الرجل المهرّج متمثلا في شخصية الفوتوغرافي، الذي يطلّ على المتلقي بصورة تذكارية معكوسة، يحوّل من خلالها دور المتلقي إلى دور الفرجة في كائنات اللوحة، ليصبح ما هو داخل اللوحة خارجها، وما هو خارجها داخلها، وكأن عوالم سنان حسين تتفرّج على المتلقين، وليس العكس. وفي أغلب الأعمال بقية وجوه وكائنات سنان مطوّقة أو مبتورة الأيادي أو بيد واحدة في حالة دهشة وتأمل بعيون مفتوحة على أقصى اتساعها، وكأنها تنتظر مخلصا يخرجها من حالة الثبات اليومي لعيونها الآملة بالنجاة من المجهول. شخصيات سنان مأزومة وميتة وباردة، وأحيانا تشعرك بأنها محايدة، وغير معنية بكل ما يجري حولها، لكنها تحاول من داخل براويزها المعلّقة على مساحات وكتل لونية أن تخبر الأحياء بشيء، أن تحدثهم عن تجاربهم ومعاناتهم وأحلامهم وقلقهم وأسئلتهم التي كانت ملكهم في يوم ما، إنها أشبه بصورة تذكارية لأناس قرروا بعد موتهم ألاّ يغادروا الحياة ليعلّقوا أنفسهم بين الحقيقة والوهم. الفنان سنان حسين متخصص في مادة البلاستيك، وقد تخرج من جامعة بغداد، وأصبح بعدها عضوا في جمعية الفنانين العراقيين وفي الاتحاد العراقي لفناني البلاستيك، لكنه في هذه التجربة لا يقدّم نفسه ضمن مشروع يحمل هذه الخامات، بل يكتفي باستخدام المساحات الكلاسيكية على ورق الكانفاس وألوان الأكرليك دون أن يركب أعماله ضمن اشتغال مفاهيمي أو نحتي. يقول عن تجربة “هيج”: لكل دلالة حالة تبدأ بها المشكلة وتخلق التساؤل والتحليل.. المنطق واللامنطق، هو إشكالية البناء المعرفي لتحليل ماهية الحدث، إنها تراكمات من حالة الضياع الروحي للمجتمع، من تفسّخ وانحلال وتحوّل من حالة الوعي المدرك إلى إيقاع صاخب. ويضيف مسترسلا: إنها تجربة لعيون محدقة نحو السماء، الرقص والغناء.. عالم يشبه الحروف المنطقية، فلكل صوت معرفة وطاقة تدرك الحقيقة، ولكل شكل دلالة ندرك بها أرواحنا متى وأين؟ إنها صورة شخصية تتبعنا أينما نذهب كي لا ننسى أشكالنا الحقيقية، ففي تعدّد الملامح يتكوّن التعبير ويظهر المنطق لإيجاد شكل مغاير يحيلنا إلى بناء مفهوم جديد بما له علاقة بفلسفة الجسد وخاصة الوجوه.