تمكن علماء في الصين من تطوير شريحة كمبيوتر تضاهي في عملها المخ البشري، كما انها قادرة على معالجة المعلومات الغامضة والمعقدة. والشريحة الجديدة تسمى "داروين" وهي بلاستيكية وسوداء اللون ويقل حجمها عن حجم "الدايم" وهو عملة معدنية من فئة 10 سنتات أميركية مزودة بعدد 2048 خلية عصبية و4 ملايين نقطة تشابك عصبي وهما المكونان الأساسيان للمخ البشري. وتم تطوير "داروين" وفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عبر مجموعة من الباحثين من جامعات "في شرق الصين. وتنافس الشريحة الجديدة الحاملة لبصمة صينية مجموعة من الشرائح تعمل غوغل الاميركية على تصنيعها. وأعلن عملاق الانترنت الاميركي في مجال المعلوماتية أنها يعمل على تصنيع شرائح لأجهزة كمبيوتر فائقة السرعة كجزء من استراتيجيته للتوصل إلى آلات قادرة على التفكير مثل البشر في المستقبل. وأشار مدير الهندسة في المجموعة هارتموت نيفن إلى أن غوغل ضمت الباحث المعروف جون مارتينيس وفريقه في جامعة كاليفورنيا سانتا باربرا إلى الاختصاصيين في فريق الذكاء الاصطناعي التابع للمجموعة. وتستطيع الشريحة الجديدة "داروين" القيام بمهام الذكاء الصناعي بنفس طريقة شبكة الأعصاب الموجودة في المخ البشري حيث تتواصل الأعصاب مع بعضها البعض من خلال نقاط التشابك العصبي. وسيصبح بإمكان الشريحة الجديدة ان تعالج المعلومات الغامضة والمعقدة التي تفشل شرائح الكمبيوتر التقليدية في معالجتها مثل التعرف على الأرقام التي يكتبها أشخاص مختلفون والتمييز بين الصور المختلفة وتحريك الرموز على شاشة الكمبيوتر باستخدام إشارات من مخ المستخدم. وتوقع المئات من أشهر خبراء التكنولوجيا وعلماء الذكاء الصناعي أن تنجح الآلات في التفوق على ذكاء البشر خلال فترة زمنية قصيرة، قد يتبعها تطوير معالجات الكترونية فائقة السرعة قابلة للزرع داخل الدماغ البشري، لتحفيزه على معالجة المسائل والقضايا المطروحة بسرعة تعادل سرعة أجهزة الكومبيوتر الحديثة. وتوصل علماء الى تصميم جهاز يحاكي الطريقة التي يعمل بها دماغ الانسان في اكتساب المعارف، في خطوة كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، على ما اعلنوا في دراسة نشرت في مجلة "ساينس" الاميركية. ويمكن للبرامج المعلوماتية الحالية المعروفة باسم "الشبكات العصبية" المستوحاة من طريقة عمل الخلايا العصبية البيولوجية ان تتعرف على الصوت البشري وعلى الاشياء بعد تعريفها على عدد كبير من النماذج المشابهة بما يتيح لها ان تربط المعلومات وتستخلص النتائج. اما التقنية الجديدة التي اطلق عليها اسم "بي بي ال"، والتي صممها باحثون في معهد ماساتشوستس وجامعتي نيويورك وتورنتو، فهي تحاكي آلية عمل الدماغ البشري في اكتساب مفاهيم جديدة واستيعابها. ويستطيع هذا الجهاز ان يفهم سريعا ملامح اللغات الجديدة التي يتعرف عليها وان يستخلص نتائج عامة لما يتعلمه، وايضا ان يفهم حروف المخطوطات بعد الاطلاع على واحدة منها او اكثر، مثل الدماغ البشري. وقال غوشوا تينينبوم احد العلماء المشاركين في تصميم هذا الجهاز "لدينا، وللمرة الاولى، نظام معلوماتي قادر على تعلم عدد كبير من المعلومات المرئية بشكل يصعب تمييزه عن آلية التعلم لدى البشر". واضاف "يتعلم الاطفال حتى قبل ان يذهبوا الى الحضانة، مفاهيم جديدة من خلال مثال واحد ويمكن ان يتخيلوا ايضا مفاهيم جديدة اخرى". لكن العلم ما زال بعيدا جدا عن تصميم اجهزة تحاكي ذكاء طفل، بحسب الباحث. ويتيح هذا البرنامج المعلوماتي "تعليم كيفية التعلم"، باستخدام مفاهيم معروفة سابقا، كالاستناد على معرفة الابجدية اللاتينية مثلا لتعلم الابجدية اليونانية. واجرى العلماء اختبارا قارنوا فيه بين قدرة الجهاز على التعلم وقدرة البشر، فطلبوا من مجموعة من الاشخاص، ومن الجهاز ايضا، اعادة رسم حروف مخطوطة عرضت عليهم. وكذلك طلبوا منهم ومن الجهاز رسم حروف جديدة تشبه ملامح الحروف فيها. وعرضت النتائج على مجموعة من الاشخاص، لم يستطع سوى اقل من ربعهم التمييز بين الحروف التي رسمها البشر وتلك التي رسمها الجهاز، في مؤشر واضح على تشابه منطق الجهاز مع المنطق البشري.