صدر عن دار العين بالقاهرة ديوان "الزهور لا تنمو على قبور الجلادين"، للشاعر السوري الكردي المقيم بالولاياتالمتحدةالأمريكية جان صالح، بغلاف للتشكيلي الكردي لقمان أحمد. الديوان يضم في طياته 21 قصيدة كُتبت خلال أعوام 2011 -2014، تتناول الحرية والضوء، كوباني التي قاومت ظلام داعش، المنفى، الحب، الأمل، الوطن، الثورة لأجل الحياة، فلسفة الظلم التي ترفضها الطبيعة والأشياء والأماكن، سوريا وما يجري فيها، الكرد الذين يتحولون لقصائد وفراشات ضوء بحثا عن الوجود. تبدو قصائد تعكس المعاناة الإنسانية في سبيل الخبز والماء والشمس، رحلة الشاعر من منفى إلى منفى: سوريا – بيروت – واشنطن. الكتاب، الذي يقع في 88 صفحة من القطع المتوسط، مزيج من لغة شعر التحرر الكلاسيكي والرومانسي العاصف والغاضب والناقم في زمن الحرب والثورات وأصوات الشعوب التي تطير بحثا عن الفضاء بلا قيود. جان صالح، كاتب وشاعر كردي سوري مقيم في واشنطن، وصحفي في قناة الحرة، له العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات في الصحف والمجلات العربية، ويكتب في معهد واشنطن للدراسات والأبحاث المختصة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهو حائز على إجازة في القانون الدولي والدبلوماسية العامة من جامعة حلب – سوريا 2002، وله العديد من المقالات الأدبية التي تتناول الإصدارات الشعرية الجديدة وتحليلها. وبسبب نشاطه في الحريات وحقوق الإنسان وكتاباته، ترك سوريا قسرا عام 2007 نحو بيروت، المنفى الأول، كما يقول، ومن ثم إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2009، وشارك في العديد من الأمسيات والمهرجانات الشعرية والأدبية. عن ديوانه الجديد، يقول الشاعر جان صالح : الثورة في سوريا تحولت لحرب متعبة، كل شيء يعيش التعب، البشر، الأشجار، البيوت والشوارع، لكن الناس هناك في بلادي ما زالت تحلم بالأمل والحريات والسلام، وبغد فيه الكثير من الضوء، وأنا كفرد حالم بالبياض والشمس والأجنحة والغناء استطعت أن أترك كل هذا التعب من الحرب ومتاهات الثورة وتراتيل البحث عن الصباح، بقصائد تعكس سنوات ولحظات ودقائق مما يجري في بلادي. أستطيع أن أقول، يضيف صالح، إنني حاولت أن أمنح بعض الأمل، ولابد لنا أن نبدد الظلام بشمعة، فكان هذا الديوان من القاهرة، تلك المدينة التي لا تنام أبدا، وتظل حالمة باليقين والماء والخبز والأوكسجين. قد يعشق الكثيرون قصائدي، وقد يكرهونها، أو ينفرون منها، لكل ذائقته الأدبية، لكن ما يهمني من إصدار كتابي الأول هو أنني أوصلت رسائل للناس، أننا جميعا نستحق أن نعيش بفرح، نستحق الحياة والحرية بعيدا عن الرماديات والغبار والرقابات التي عشناها ونعيشها منذ عقود طويلة جدا.. ورغم كل شيء سنحمل الزهور تحت ضوء الشمس لأننا اليقين والحق. من أجواء الديوان نقرأ: (ثلاثية المنفى) تركتُ من خلفي كل شيء! أنا المنفي عن الماضي والحاضر.. ثلاثية الحبر، والأمل، والخبز.. داخل شرنقة الحرية الشهية! ما زلتُ أحملُ بين كفي آهات المدن. وجع القلوب البيضاء.. ما زلتُ أستطيعُ أن أرى الحمامات والعصافير وفراشات الصباح.. ما زلتُ حزينا على كل شيء! تعانقني القصائد في اشتياق.. رغم أنّه لا أصدقاء لي سواها! وأنا لا أعرف الهزيمة، ولا النصرُ! ما أدركه أنّ قلبي الكبير ما زال يفكرُ كيف يصنع من الشمس نهارا.. ويهمس في أُذن المساء، كحبيبة تمارسُ الخجل في نشوة الصمت والسكينة! ما زلتُ حُرّا كالهواء.. وأنّ قصيدتي لن تختنق في أي زمنْ. فالزهور يمكنها أن تحيا حتى على المقابر. وأسْفلت شوارعنا المقموعة بأقدام من تركوا خلفهم غبار الخطيئة. هذه لغتي وأوراقي التي ستحملونها ذات دهشة. اقرأوني! واصنعوا من تراتيلي قمحا وخبزا ونبيذا وأوطانا للشمس وزنابق المنافي وأناشيد للمطر الذي سيغسل الجهات من غبار التاريخ وجنون الشّعِر البّري في تضاريس الزمن والمستقبل. لأكون أيقونة ضوء تمسح عن العيون سرمدية العتمة. شمعة تبدد الظلام بلا رعشة.