أديب مجتهد، وقاص موهوب، وناقد متذوق، وإنسان مرهف الحس، شديد الاهتمام بمساعدة الأدباء في كل مكان، حتى لو كان ذلك على حساب تقدمه في مشروعه القصصي والنقدي، أو حتى لو قوبلت مساعدته هذه بالنكران والجحود والإساءة.. إنه (دينامو) الحركة الأدبية والثقافية في الدقهلية، الأديب القاص فرج مجاهد عبدالوهاب. هذه شهادة حق آثرت أن أبدأ بها عرضي لكتابه النقدي الجديد (السرد في جزيرة الورد)، الذي يؤكد ما ذكرته منذ قليل؛ فلقد احتفى فيه بعدد غير قليل من أدباء محافظته، أساتذةً وزملاءَ وتلاميذَ، وقدم فيه أيضا، لمسة وفاء لرائد من رواد فن السرد الحديث في العربية. "السرد في جزيرة الورد.. قراءة في نماذج من القصة والرواية في الدقهلية"، كتاب يقع في ثمان وثلاثين ومائة صفحة، صادر عن إقليم شرق الدلتا الثقافي، يقدم فيه المؤلف مجموعة من القراءات النقدية التفاعلية في مجال السرد القصصي والروائي لمجموعة من المبدعين في الدقهلية، في أجيال متواصلة. الكتاب يضم بين دفتيه قراءات نقدية قائمة أولا على التذوق، والتفاعل البناء مع الأعمال الإبداعية، وتنبع أهمية هذه القراءات من أنها صادرة عن مبدع قاص قد عانى آلام الإبداع القصصي والروائي، إذن فهو أعرف بفنه القصصي وخصائصه من غيره؛ لأنه مارس نقدا ذاتيا، بعد ممارسته فعل الإبداع؛ ولذلك فسوف يكون نقده مفيدا جدا. وتنوعت هذه القراءات ما بين قراءات روائية، وفيها نقرأ: فؤاد حجازي في "صهيل المحارم" واقعية نقدية.. مبشرة ومحرضة. عبدالفتاح الجمل وتألق الواقعية النقدية في "شفاه من الملح". محمد خليل وعندما "يأتي الليل وسحر واقعية السبعينيات". بين الرمز والواقع قراءة في رواية عبدالمنعم السلاب "وعاد الأسد.. أسدا نبيلا". سعيد نجم في "عليه العوض" تجسيد إبداعي لسؤال من دون جواب: من عليه العوض؟! فكري عمر في "الزمن الآخر إطالة السرد على حساب الحكائية". وقراءات قصصية، نقرأ فيها: "أقاصيص محمد كمال محمد بين معاناة النفس الإنسانية، ولغة القص وحرفيته. كتابة فوق البارود الحماقي المنشاوي و"فرسان الظهيرة" بين الاجتماعي والسياسي قراءة في "أرض الميعاد" للدكتور عاصم خشبة. حرية سليمان بطعم التوت: طعم النص.. لغة وقص.