يقع مسجد محمد علي، الذي يشرف بقبابه ومآذنه علي مدينة القاهرة، بمصر، داخل حرم قلعة صلاح الدين الأيوبي، التي ظلت منذ إنشائها مقرًا للحكم في الدولة الأيوبية ودولة المماليك.. وقد شرع في إنشائه سنة 1830 علي أطلال أبنية قديمة مخلفة من مباني المماليك، وفي عهد عباس باشا الأول تمت نقوشه وزخرفته. وقد بني المسجد علي نسق المساجد العثمانية المشيدة في إستانبول، أما عن تخطيطه فهو مربع الشكل طول ضلعه واحد وأربعون مترا، تغطيه في الوسط قبة كبيرة قطرها واحد وعشرون مترا وارتفاعها اثنان وخمسون مترا محمولة علي أربعة عقود كبيرة مرتكزة علي أربعة أكتاف ضخمة، وحول هذه القبة أربعة أنصاف قباب، في كل جهة نصف قبة، وتغطي أركان المسجد أربع قباب صغيرة، ذلك عدا نصف قبة أخري تغطي بروز القبلة الناتئ من الجنب الشرقي للمسجد. أما عن جدرانه من الداخل، فتكسوها كسوة من المرمر تعلوها نقوش ملونة، ويحلي القباب وأنصاف القبة زخارف بارزة منقوشة ومذهبة.. وفي الجهة الغربية من المسجد تقوم دكة المبلغ وهي محولة علي أعمدة وعقود من المرمر، واتخذ درابزينها ودرابزينات ممرات القباب من البرنز المشغول. وفي الركن الغربي القبلي منه، يقع قبر محمد علي الكبير، الذي تعلوه تركيبة رخامية مدقوق بها زخارف وكتابات جميلة، وتحيط به مقصورة من البرنز المشغول بشكل بديع، أمر بعملها عباس باشا الأول. تصميم تركي أما عن تصميم المبني فقد تم التصميم علي الطراز التركي، الذي أشرف عليه المهندس التركي "يوسف بوشناق" حيث تم وضع تصميمه علي غرار تصميم مسجد السلطان أحمد بالإستانة، إضافة إلي بعض التغييرات الطفيفة. ويعد المسجد في مجموعه مستطيل البناء وينقسم إلي قسمين: القسم الشرقي: وهو المعد للصلاة، وهو مربع الشكل وتتوسطه قبة مرتفعة قطرها واحد وعشرون مترا وارتفاعها اثنان وخمسون مترا عن مستوي أرضية المسجد محمولة علي أربعة أكتاف مربعة يحوطها أربعة أنصاف قباب ثم نصف قبة خامس يغطي بروز المحراب وذلك خلاف أربع قباب أخري صغيرة بأركان المسجد، أما القسم الغربي، فهو الصحن، وتتوسطه ميضأة، وبمؤخرته برج الساعة التي أهداها إلي محمد علي لويس فيليب ملك فرنسا سنة 1845م، وبكل من القسمين بابان متقابلان أحدهما قبلي والآخر بحري. ويقوم علي طرفي الجنب الغربي للمسجد منارتان رشيقتان أسطوانيتا الشكل بنيتا أيضا علي طراز المآذن التركية، وارتفاع كل منهما 82 مترا من الأرض. وللمسجد ثلاثة أبواب أحدها في منتصف الوجهة البحرية، والثاني في مقابله في منتصف الوجهة القبلية، والثالث في منتصف الوجهة الغربية، ويؤدي إلي صحن متسع مساحته مربعة طول ضلعها 53 مترًا، ويغلف جدرانه كسوة من المرمر، ويحيط به أربعة أروقة عقودها وأعمدتها من المرمر أيضا، وبوسطه مكان الوضوء وهو عبارة عن قبة محمولة علي ثمانية أعمدة لها رفرف محلي بزخارف بارزة مذهبة، كما أن باطن القبة محلي بنقوش ملونة ومذهبة تمثل مناظر طبيعية، والقبة مكسوة كقباب المسجد بألواح من الرصاص وبأسفلها صهريج المياه وهو مثمن تغطيه قبة صنعت جميعها من المرمر المدقوق بزخارف بارزة.