تتألق الدراما التيلفزيونية السورية بقوة على الفضائيات العربية في رمضان هذا العام بعدد من المسلسلات المتنوعة، ما بين الاجتماعية والتاريخية ولم تتأثر الدراما السورية بالأزمة الاقتصادية العالمية هذا العام بشكل كبير؛ فقد حافظ صناعها على وجودها على خريطة الدراما العربية باعتبارها نداً قوياً لنظيرتها المصرية "الأم" في الدراما العربية، خاصة مع استغلال عوائد تصوير عدد من الأعمال المصرية فى سوريا فى إنتاج الأعمال المحلية هناك والتى وصلت إلى 25 مسلسلاً هذا العام مثل العام الماضي، أبرز ما يميزها هو حالة التنوع فى الموضوعات التى تتناولها بين الأعمال التاريخية والكوميدية التى غابت العام الماضى بشكل واضح لصالح الأعمال التراجيدية والتاريخية، كما تقدم الدراما السورية هذا العام الأعمال الاجتماعية التى ميزتها منذ تألقها، إلى جانب الأعمال البدوية، وإن كانت أقل من كل عام. أبرزالمسلسلات الكوميدية هذا العام الجزء الثانى من "ضيعة ضايعة" للمخرج الليث حجو وبطولة باسم ياخور ونضال سيجرى، إلى جانب مسلسلات "بقعة ضوء ? الجزء السابع" إخراج أيمن رضا، و"ملك التاكسى ? أبوجانتى" بطولة سامر المصرى، و"مرايا" الذى يعود به الممثل المخضرم ياسر العظمة إلى ميدان المنافسة فى جزء جديد بعد غياب عدة أعوام. وفى الوقت الذى يأمل فيه نقاد الدراما السوريون أن يشهد موسم 2010 انتهاء ما يعرف بدراما البيئة الشامية، لما أصابها من تكرار فى موضوعاتها والشكل الذى تنفذ به، اكتفى صناع الدراما السورية هذا العام بتقديم ثلاثة أعمال فقط من هذه النوعية هى "باب الحارة" الذى يعرض جزؤه الخامس والأخير، ويخرجه بسام الملا، وبطولة جومانا مراد وشكران مرتجى، و"أهل الراية" للمخرج سيف الدين سبيعى وبطولة عباس النورى، و"الدبور" إخراج تامر إسحق وتأليف مروان قاووق وبطولة سامر المصرى وخالد تاجا، وتدور أحداثه فى عشرينيات القرن الماضى ويتناول موضوعات متعددة منها ما يتعلق بظلم المرأة. ومحافظة على الأعمال التاريخية التى ميزت الدراما السورية تقدم عملان تاريخيان "القعقاع بن عمرو التميمى" و"رايات الحق"، الأول يتناول سيرة حياة الصحابي والقائد المعروف فى التاريخ العربي الإسلامي الذى بذل جهداً فى معركتى "القادسية" و"اليرموك"، المسلسل تأليف محمود الجعفورى ويخرجه المثنى صبح ويلعب بطولته سلوم حداد، ويتقاطع "رايات الحق" مع "القعقاع بن عمرو التميمي" فى الفترة الزمنية التى يتناولها، إلا أنه يتناولها بشكل أعمق، حيث يتعرض للفتوح الإسلامية من خلال عدة قادة، وهو تأليف محمود عبدالكريم وإخراج محمود الدوايمة، ويلعب بطولته غسان مسعود وأيمن زيدان وباسم ياخور. كما تشارك سوريا فى إنتاج مسلسل "أنا القدس" مع المنتج محمد فوزى بنسبة 25% فقط، والذى يخرجه باسل الخطيب، ويلعب بطولته عابد فهد وفاروق الفيشاوى . ومن أبرز الأعمال الاجتماعية هذا العام "ما ملكت أيمانكم" الذى يتناول قضايا المرأة والإرهاب وتجنيد الشباب فى أفغانستان، ويتوقع أن يثير الجدل كعادة أعمال المخرج نجدت أنزور، إلى جانب مسلسل "ذاكرة الجسد" المأخوذ عن رواية للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى تتناول جانبا إنسانيا فى الثورة الجزائرية فى خمسينيات القرن الماضى ويلعب بطولته جمال سليمان وقصى خولى والفنانة الجزائرية أمل بوشوشة ويتوقع أن يكون من الأعمال المهمة فى هذا الموسم، أيضا مسلسلات "لعنة الطين" للكاتب سامر رضوان والمخرج أحمد إبراهيم أحمد ويتناول بدايات الفساد فى الثمانينيات من القرن الماضى، و"وراءالشمس" للكاتب محمد العاص والمخرج سمير حسين ويتناول معاناة المعوقين فى المجتمع خاصة الذين يعانون من الإعاقات الذهنية، ويلعب بطولته شاب معاق ذهنيا بالفعل خضع لتدريبات على التمثيل من جانب مخرج العمل، والقضية نفسها يطرحها مسلسل "قيود الروح" إخراج ماهر صليبى وتأليف يارا صبرى وريما فليحان وبطولة بسام كوسا ومرح جبر.