ليحل محلها الدراما الكوميدية والاجتماعية والأعمال التاريخية الدينية السورية وذلك لأسباب وعوامل كثيرة سنتعرف عليها من المنتجين والنقاد وأبطال هذه النوعية من الدراما خلال هذا التحقيق في السطور القادمة. فبداية يرفض التليفزيون المصري بقطاعاته المختلفة انتاج المسلسلات الدينية مما يجعل مؤلفي هذه الأعمال يسعون إلي الأعمال الكوميدية كما جعل أبطال الأعمال الدينية يلجأون للعمل في المسلسلات الاجتماعية والكوميدية فكان حسن يوسف أشهر من قدم أدواراً دينية وكذلك عفاف شعيب الذين لم يجدوا أعمالاً دينية يشاركون فيها خاصة في رمضان. في هذا الصدد يري المنتج محمد فوزي أنهم كمنتجين يحتاجون إلي ميزانية باهظة حتي يظهر العمل في شكل جيد بداية من أجور الفنانين والسيناريو والديكورات والملابس فضلاً عن تكلفة أماكن التصوير والتي تكون تكلفتها مضاعفة حيث يتم لتصوير في أماكن اثرية حتي تتلائم مع الحقبة الزمنية لتلك الأعمال كل هذه عوامل جعلت المنتجين يعزفون عن إنتاج تلك الأعمال الدينية. ويؤكد المؤلف بهاء الدين إبراهيم ان الجمهور في رمضان يحتاج لجرعة دينية أكثر ومن المفترض ان التليفزيون يدعم هذا الجانب الديني فمسلسل أو اثنان فقط خلال هذا الشهر لا يكفيان لان احتجاجات الناس للدين والروحانية والعبادة كثيرة وهذا لا يعني انتا ضد الترفيه أو المسلسلات الاجتماعية ولكن لا تكون هي الاساس في رمضان علي حساب الدراما الدينية فلابد من تحقيق التوازن ويرجع قلة هذه الأعمال وندرتها إلي اعتقاد البعض بأن الحديث عن الدين سيزيد من العنف والارهاب.. مؤكداً ان هذا خطأ لان شرح المفاهيم وعرض الأعمال الدينية سيحل محل الفكر المتطرف لذا فلابد ان تضع الدين والنصيحة أمام الناس حتي لا يسيطر عليهم الفكر الضال. وفي هذا السياق يري الناقد طارق الشناوي ان المنتجين يخشون من اتباع المسلسلات الدينية خوفاً من الفشل في تسويقها ويعتبرون انتاجها مغامرة غير محسوبة كما أنه من الممكن أن تتكاتف اكثر من جهة انتاج في انتاج مسلسل ديني قوي وقتها سوف تتهافت عليه الفضائيات ويحقق نسبة تسويق عالية لان المسلسل الديني يجذب المشاهدين خاصة في شهر رمضان. وعن رأي الفنان حسن حسني في غياب الدراما الدينية علي المائدة الرمضانية يقول ان أسباب غياب المسلسل الديني عديدة ابرزها اضطهاد من قبل قيادات التليفزيون المصري وعدم عرض المسلسلات الدينية الا في أوقات لا تناسب المشاهدين أي قبل الفجر في حين تم تخصيص أفضل أوقات المشاهدة للمسلسلات الدرامية الأخري مؤكداً ان الاعلام وراء هذا خاصة بعد ان تحول إلي اعلام يبحث عن الربح أولاً واخيراً بالإضافة إلي ان الجهات الانتاجية تشارك أيضا في مسئولية غياب الدراما الدينية لأنها ترصد ميزانيات ضعيفة للمسلسلات الدينية التي تحتاج إلي ميزانية كبيرة في حين ترصد الميزانيات الباهظة للمسلسلات الأخري التي تعتمد علي النجم الاوحد. وأخيراً يرجع المخرج علي عبد الخالق سبب غياب الدراما الدينية إلي أزمة النصوص لان الجميع مشترك في تهمة عدم وجود عمل ديني واحد علي الشاشة في رمضان الذي من المفترض ان يكون زاخراً بهذا النوع من الدراما وارجعه أيضاً إلي الفنانين لأنهم يرفضون تلك الأعمال خاصة ان كثيرين منهم في الفترة الأخيرة اتجهوا إلي نوعيات أخري من الدراما بعيداً عن المسلسل الديني.