يفتح متحف بيكاسو في باريس أبوابه للجمهور مجدّدا في يونيو المقبل، بعد استكمال أعمال التجديد التي بدأت في عام 2009 ليعرض أكبر مجموعة من أعمال الرسام الأسباني الأصل.وأسفر التجديد عن زيادة حجم مكان العرض بثلاثة أمثالها إلى 3800 متر مكعب، وهو مقسّم على خمسة أدوار بتكلفة بلغت 52 مليون يورو (71 مليون دولار). وقالت آن بالداساري مديرة المتحف للصحفيين خلال جولة في موقع العمل: “أردنا تخصيص كل المساحة لمجموعة (اللوحات) ونجحنا في ذلك”. وتولى المعماري جان فرانسوا بودين مهمة إعادة تخطيط المتحف الذي قد يستقبل نحو مليون زائر سنويا، مع الحفاظ على الطابع التاريخي للمبنى الذي شيّد في القرن السابع عشر. وللمساعدة على توفير موارد للتجديد أرسل المتحف 147 لوحة في جولة عالمية نادرة الحدوث، زارت 20 مدينة ونجح في جمع 31 مليون يورو أي نحو ثلثي التكلفة. كان المتحف قد افتتح لأول مرة للزوار في عام 1985، بعد اختياره مقرا لعرض مجموعة الأعمال التي أهداها ورثة بيكاسو الذي توفي عام 1973 للحكومة الفرنسية. وبابلو بيكاسو (1881- 1973)، من أشهر الرسّامين في القرن العشرين، عُرف بأعماله في النحت والرسم والتصوير والخزف، وكان أكثر الفنانين تميّزا عن أقرانه لأنه تجاوب مع متغيّرات ظروف وهموم وتحدّيات العصر، بِكُل الحدّة والسرعة، وجعله أسلوبُه في البحث، بلا منازع زعيم التعبير عن تعقيدات القرن العشرين الميلادي.تحدّى فن بيكاسو النظرة التقليدية للحياة فظهر مشدودا إلى التوتر والصراع. وبدا بيكاسو كأنما يستكشف العالم العجيب للكوابيس والخيال السحيق الذي يقرّر علم النفس والفنُ المعاصران أنها مؤثرات كبيرة في أفعالنا اليومية. وكان يأمل في إثارة واكتشاف التأثيرات المجهولة التي تكمن في العقل الباطن للناظر، لذلك كانت صوره تشعّ غرابة الأحلام إلا أن لها مظهر الحقيقة. وربما كان بيكاسو متأثرا بفن مسقَط رأسه أسبانيا، فهو غالبا ما بدا مفتونا بما هو خيالي وكابوسي.