يتردد كثيرًا على مسامع المصريين أنه "اللهو الخفي"، أو "الطرف الثالث" عندما تسيل من الدماء ويرتفع عدد المصابين والجرحى، وما زال مفقودًا في حلبة الصراع، ومجهولًا بلا هوية، وبلا ملامح، يرتدي "قناعه الأسود" الذي لن يكشف عن وجهه لأحد، وإنما يشعر المصريون بوجوده وراء كل كارثة تحدث بسبب صراعات السياسيين وأصحاب المطامع لتحقيق مكاسب وتطلعات سياسية، وأكد خبراء سياسيون مصريون أن ميليشيات الإخوان ينهضون بأوامر من مكتب الإرشاد لفض تظاهرات معارضي الرئيس "محمد مرسي"، وللأسف تترك قوات الأمن الساحة أمام أنصار ومؤيدي الرئيس ليفضوا التظاهرات بالقوة، ودائمًا يكون الفاعل مجهولًا، وأوضح الخبراء أن التيار الإسلامي يعالج الأمور السياسية بطريقته الخاصة؛ لأنهم خاضعون للسمع والطاعة وينفذون بعقيدتهم الجهادية، وهم على استعداد تام لتصفية جميع المعارضين؛ بسبب فتوى إهدار دم قيادات جبهة الإنقاذ؛ نظرًا لأن الإسلاميين قسموا المجتمع إلى مسلمين وكفار، وحولوا الصراع السياسي إلى "جنة ونار". د. مصطفى علوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال: إن الطرف الثالث يحركه قوى منظمة تعمل داخل البلاد بطريقة غير شريعة، وهي أيضًا المسئولة عن اقتحام السجون وتهريب رجالهم الجهاديين من السجون، بالإضافة إلى أن الأيام والأحداث السياسية المؤسفة تقول بأن أصابع جماعة الإخوان المسلمين دائمًا تكون في قلب الحدث سواء بالتحريض أو بالاتفاق أو المشاركة، وأحداث الاتحادية خير دليل.. مشيرًا إلى أن السلطة الحاكمة في البلاد منذ تولي المجلس العسكري السلطة وحتى صعود الرئيس مرسي ذي الخلفية الإخوانية، أرادت افتعال أزمات سياسية وإلصاق التهمة ب "اللهو الخفي" الذي لن يظهر أبدًا؛ لأنه كفيل برد الصاع صاعين للمعارضين، ومن تسببوا في إحراج المسئولين، ولذلك يدور المصريون في دائرة مظلمة ولن يتم الكشف عن أسماء المتورطين في قتلة شهداء الثورة أو أحداث "محمد محمود، وماسبيرو، ومجلس الوزراء"، مؤكدًا بأن استمرار هذا النزاع سيؤدي إلى وجود خلافات شديدة بين القوى المدنية والإسلامية لتمسك الجميع بآرائه دون تقديم تنازلات سياسية. وأضاف علاء عبد المنعم، سكرتير حزب الوفد الأسبق، أن الشارع لم يعد يصدق فكرة الطرف الثالث؛ لأن الأمور أصبحت واضحة أمام أعين المؤسسات والأجهزة الأمنية في البلاد، ولكن للأسف قبضتهم مغلولة خوفًا من الرئيس الإسلامي الذي يحمي أنصاره باعتبارهم جزءًا أصيلًا من وصوله إلى كرسي الحكم بعد أن كانت جماعة محظورة، مؤكدًا بأن ميليشيات الإخوان أو الجناح العسكري ينشط كلما استجدت الأحداث وقوي صوت المعارضة، وهذا ما لمسناه عندما تم استخدام بلطجية الإخوان في فض اعتصام معارضي الإعلان الدستوري المحصن أمام القصر الجمهوري، وتركت لهم قوات الأمن الساحة ليفضوا التظاهرات، وهو ما ينم عن وجود "تواطؤ" بين الأمن والإخوان برعاية مكتب الإرشاد والرئيس مرسي، بالإضافة إلى أن التحقيقات ولجان تقصي الحقائق كانت مجرد محاولة "لتهدئة وتسكين" الغاضبين. ويرى حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أن بعض المتشددين من أبناء التيار الإسلامي هم الطرف الثالث الذي نتحدث عنه دائمًا في كل الأحداث الدموية، بالإضافة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين والتيار الديني هم الغائب دائمًا والحاضر في الوقت نفسه، ويرعون "البلطجية" ويهددون بقتل معارضي الرئيس، موضحًا بأن أجهزة الأمن والمخابرات تعرفهم جيدًا ويتهمون الطرف الثالث بافتعال الأزمة، بالإضافة إلى أن الأزمة الحقيقية تكمن في أن التيار الإسلامي متشابك دينيًّا وسياسيًّا ويضع حلولًا للخلافات السياسية بطريقته الخاصة، كما أن شبابهم لديهم عقيدة بفكر شيوخهم وعلى استعداد تام لتصفية جميع المعارضين بسبب فتوى "إهدار دم" قيادات جبهة الإنقاذ؛ لأن مشايخ الفضائيات قسموا المجتمع إلى مسلمين وكفار، وحولوا الصراع السياسي إلى "جنة ونار"، ومصر إلى "دينية أو علمانية"، كاشفًا بأن من حرق مقار حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين أشخاص قد يكونون من الجماعة ليتاجروا بهذه القضية، ويكون مبررًا على حرق مقار الأحزاب الأخرى، و"اللهو الخفي" موجود دائمًا ويستطيع حمل القضية بعيدًا عن المسئولين. الطرف الثالث "الإخواني" وبدوره أوضح أبو العز الحريري، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن "الطرف الثالث" الإخواني يدور في فلكه جميع التيارات السياسية؛ لأنه طوق النجاة الذي يستند عليه الجماعة الحاكمة الآن، وأحداث الاتحادية واقتحام مقرات الأحزاب خير دليل، كما أن إلصاق الأفعال المشينة والدموية للفاعل المجهول محاولة للهروب من "سجن طرة" وإلصاق التهمة على فلول وأركان الحزب الوطني، موضحًا أن القوى السياسية عليها أن تعرف "المستفيد" من ضعف الأدلة وغياب عنصر التحقيقات والتحريات الأمنية وعدم الأخذ بتوصيات لجان تقصي اللجان، وسط تحميل أجهزة الشرطة المسئولية لتراخي أدائها من ناحية، ولضعف تحرياتها وبلاغاتها إلى النائب العام من ناحية أخرى، الأمر الذي يجعل المطلب الثوري والشعبي بإعادة هيكلة وزارة الداخلية متواصلًا منذ انطلاق الثورة مرورًا بما شهدته مصر خلال الأشهر الماضية من صدامات واشتباكات دموية. وأكد اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، أن ما يحدث في البلاد من بلطجة وأحداث مؤسفة تنوعت ما بين سطو مسلح واشتباك بين القوى السياسية الإسلامية والمدنية أدى إلى سقوط الكثير من الشهداء والمصابين، هو مخطط حرق مصر الذي يديره وينفذه عناصر خارجية تستقوي بدعم وأموال الخارج لنشر الفوضى وعدم الاستقرار، موضحًا بأن ما يتم من أبناء "الطرف الثالث" لابد أن نضعه في إطار "المؤامرة" لإثارة الذعر والفزع بين أبناء الشعب؛ بهدف إثبات أن القائمين على إدارة الجهاز الأمني عاجزون عن وقف الفوضى، ولكن الشرطة تتعرض لضغوط وأصبح لديها حالة من الخوف من تحمل المسئولية وما يترتب عليها من نتائج مثل المحاكمات العسكرية، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة تقول: بأن هناك تنظيمًا داخليًّا يعبث في مصر، وهو تنظيم غاية في الخطورة من حيث التسليح والتدريب على أعلى مستوى من الكفاءة.