اشتركت العازفة المصرية مع فرقة مدينة أشفورد البريطانية التي قدمت عدة فقرات من برنامج موسيقي ضم أسماء لامعة في هذا الحقل مثل باخ وهاندل، الذي تم عزف عدة مقطوعات له بأداء متطور، يعطي الموسيقي لمحة من إرتباط بالعصر والعزف الحديث المتجدد، والعروض الموسيقية للفنون الكلاسيكية دائماً تتطور عبر الفرق التي تعزفها وأداء المايسترو الذي يقود العازفين من خلال تفسير فقرات النوت الموسيقية، عبر ثقافته وتدربه وإطلاعه علي المناهج الحديثة. قاد فرقة أشفورد لموسيق الباروك لمايسترو فيليب بكماستر، المتخصص في هذه المدرسة الثرية والمتميزة ويعد من أعلامها البارزين، والذي يستند إلي تاريخ موسيقي طويل، والعزف مع الفرق البريطانية البارزة بالموهبة والخبرة. وقد انضمت مروة فهمي لفرقة أشفورد منذ فترة ليست بالطويلة بعد استقرارها في بريطانيا وبدء تعاملها مع الفرق الموسيقية المتميزة في الأحياء والمدن البريطانية الكبيرة. وقد انضمت أيضاً إلي أوركسترا ريشموند، وهي المدينة الساحرة بالثقافة والفنون والحضارة وتطل علي الحدائق الشهيرة التي تحمل إسم المدينة. شاركت مروة فهمي في عدة حفلات للفرقة البريطانية وظهرت مواهبها، التي ترتكز علي دراسة الموسيقي في المعهد العالي بمصر الكونسرفتوار وقد حازت خلال سنوات تحصيلها العلمي علي مكانة مرموقة، إذ تعلمت علي يد رموز المدرسة الروسية التي استقدمها المعهد العالي المصري للتدريس به. كان إنشاء الكونسرفتوار بمصر علامة علي مشروع النهضة الشامخ لتوفير العلوم والفنون الرفيعة أمام المصريين، وتعد مروة لنموذج الأكثر إشراقاً إذ تفتح وعيها علي بيئة موسيقية فنية، إذ أن جدها المنتج السينمائي العالمي المعروف أحمد سامي، بالإضافة إلي أن الأب الذي هوي الموسيقي بدوره وتعلمها وعزفها، شجع أبنائه الثلاثة علي دراسة الموسيقي واحترافها والتألق في مناخها العلمي الرفيع. تعد عائلة عماد أحمد سامي النموذج المصري الرائع، إذ أن مروة عزف الكمان وشقيقتها مايسة البيانو أيضاً في المعهد العالي الكونسرفتوار شقيقها الأصغر: مصطفي يعزف الفيولا عد تخرجه من المعهد نفسه وعمله الآن بدار الأوبرا المصرية. وقد إلتحقت مروة فهمي بعد تخرجها من المعهد الموسيقي العالي بفرقة أوركسترا الأوبرا، وعزفت تحت إدارة قيادات موسيقية بارزة وأخري أجنبية، وكانت تعاونت مع المايسترو مصطفي ناجي، والقيادي الموسيقي المتألق شريف محي الدين كما كانت سنوات عزفها مع المايسترو نادر عباسي في مراحل متألقة من هذا المشوار الناجح، وهذا المايسترو درس في معاهد أكاديمية عالمية بالإضافة إلي قيادة فرق مشهورة في النمسا وفرنسا. نادر عباسي مؤلف وقائد موسيقي استفادت مروة من خبرته وأداء مدرسته البارزة والمتألقة، مما رشحها للعمل مع فرق بريطانية تحتضن مواهبها البارزة في الأداء علي آلة الفيولينة بإبداع يستوعب المدارس الحديثة خصوصاً الروسية، مع عمق الروح المصرية بتراثها الطويل ونهج حضارة تعانق آلاف السنين. عندما عزفت مروة كونشيرتو جروسو هاندل في قاعة موسيقية بأشفورد البريطانية، ظهر تراكم الرحلة الدراسية الطويلة مع خبرة عريضة ورحلات في عواصم العالم مثل: فيينا وبرلين ونيو مكسيكو، حيث عزفت في لقاءات عالمية استضافت فرقة الأوبرا المصرية. وقد تعانق النبوغ والموهبة مع الدراسة في عزف أوتار لحن هاندل الصعب، حيث جاء يتدفق من بين أصابع مروة في عاطفة جياشة استحقت إعجاب الحاضرين، الذين صفقوا لدقائق لهذه العازفة القادمة من وادي النيل ولديها العناق المدهش مع الحضارة ونغمات التاريخ علي ألحان متدفقة من وجدان مصري ينبض بالعاطفة والجمال. وقد أشاد قائد الأوركسترا فيليب بكماستر بعزف مروة فهمي ونوه بالتحصيل الدراسي والخبرة الطويلة وتأثير المدرسة الروسية المتألقة في اتجاهات عزف الكمان، كما لاحظ وجود إضافة مصرية مرتبطة بهذه الأرض الجميلة التي يعشقها البريطانيون، وأخرجت ملامح وتكوين الفنانة الشابة التي أجادت في عزف منفرد مع الأوركسترا لمقطوعة صعبة ومركبة، تم حل ألغازها بهذا الجمال الرقيق والحضور المدهش. أعطت مروة لامحها المصرية الجذابة إضافة لفرقة بريطانية عريقة، وجاء العزف ليقدم التفسير المصري لمقطوعة كلاسيكية متألقة، تم إحياء نغماتها بهذا التألق، إذ أثارت العواطف الإنسانية النبيلة التي صبت في نهر الإبداع، الذي لا يعرف الحدود أو السدود. كانت مشاركة مصرية بتاريخ معهد الكونسرفتوار في القاهرة وحضوره في عزف مروة التي تعلمت علي يد أساتذة كبار مثل الدكتور حسن شرارة، الذي ترك بصماته علي عزفها لآلة الكمان لكونشيرتو هاندل بهذا التفوق والتألق أيضاً. كانت سهرة مع الموسيقي الكلاسيكية الجميلة من عصر الباروك في أعلي تجليات اللحظة الموسيقية الفنية، وجاء حضور مروة هذه الإضافة إلي هذا الزخم بعمق مدرسة موهوبة بتفاصيل نغاماتها مع إرث الأساتذة المصريين، وأداء مجموعة من الفنانين، تركوا بصماتهم علي أداء العازفة الموسيقية التي تألقت في حفل المدينة البريطانية. كانت موسيقي هاندل عزف للمرة الأولي بهذه البصمات التي تتدفق في نهر من المشاعر الجميلة، إذ أن العازف الدارس والموهوب قادر علي الإضافة، ولو كان هاندل عيش بيننا واستمع لعزف مروة لمقطوعته، لإنبهر بهذه الأنامل الرقيقة التي تُفجر من آلة الكمان لحنه بهذه العذوبة مع العمق مع رياح ونسمات نهر النيل العظيم.