ولم تدع الفرصة تفلت من بين أيديها، استجابت لمحاولاته المستمرة في التعرف عليها، استعذبت أحاديثه الهامسة ووعوده المتلاحقة بعش زوجية فوق سحاب الحب ترفرف حوله الكاناريا وتملؤه النشوة وتحوطه السعادة، صارحها بأن بينه وبين والده خلافات عميقة بسبب زوجة أبيه الثالثة وليس أمامه سوي أن يتزوجها عرفيًا حتي أجل قريب، لا تدري كيف أقنعها ولا كيف وافقت، أعمتها النشوة عن الجحيم الذي ينتظرها، وأخذتها الفرحة الزائفة فلم تشعر إلا وهي بين أحضانه وعلي سريره بشقته المطلة علي النيل بعد أن أخبرت أهلها - كذبا - بذهابها في رحلة جامعية لمدة أسبوع بالأقصر، عاشت معه أول يومين في سعادة غامرة وفي اليوم الثالث بدأ العريس يخلع قناعه الزائف وطلب منها مبلغًا كبيرًا علي سبيل السلف لأن والده لا يمنحه أموالا بسبب رغبة زوجته الثالثة في تزويجه إحدي بناتها ورفضه لذلك، ارتابت في كلامه ولكنها أحضرت له ما أراد بعد عودتها، عرض عليها توثيق عقد الزواج حتي تطمئن علي أن يظل زواجهما سريًا ففرحت وشعرت بالأسف نحوه لأنها شكت فيه، وأمام المأذون صدمتها مفاجآته المتتالية، فقد اعترف للمأذون بأنه متزوج من ثلاث نساء وأن العروس الشابة هي الرابعة، واحتوت بنت الأكابر الصدمة خوفًا من أن يرفض إتمام الزواج وهي التي لم تعد بكرًا ولا تدري ما الذي يتحرك في أحشائها، عاد الاثنان إلي بيت الزوجية لتفاجأ بأن الشقة المطلة علي النيل ليست ملكه بل استأجرها لمدة شهر واحد فقط مقابل 4 آلاف جنيه لم تتمالك أعصابها صرخت في وجهه فأجابها ببرود أنه ليس الفارس الذي يركب الحصان الأبيض بل هو مجرد سائق تاكسي أجرة لا يملكه وأن والده مجرد عامل بسيط في إحدي شركات والدها وأن الحب فقط هو الذي دفعه للكذب عليها لأنه لا يستطيع أن يحيا بدونها، انفجرت في وجهه لاعنة حظها العثر وعادت إلي والدها باكية شاحبة الوجه وأخبرته بما حدث وطلبت منه الصفح والعون علي تجاوز هذه الأزمة ولكنه ثار في وجهها وعنفها بشدة وتركها تحل مشاكلها بنفسها مادامت لم تأخذ رأيه في بادئ الأمر، أسرعت المخدوعة بصدمتها إلي خالها وشرحت له أزمتها فاتصل بزوجها السائق الذي طلب 250 ألف جنيه مقابل الطلاق رفض الخال المساومة فاختفي الشاب وبدأ يهددها بنشر قصة زواجها منه في كل مكان تذهب هي إليه أو أسرتها، لم تسمح له بهزيمتها أو فرض سياسة الأمر الواقع عليها، ذهبت إلي المحامي وطلبت إقامة دعوي خلع وفي المحكمة ادعي الزوج المخادع أنه دفع مهرًا قيمته 100 ألف جنيه استدعت المحكمة الشهود فأكدوا أنه لم يدفع سوي ربع جنيه مهرًا أمامهم بصفتهم شهودًا عقد الزواج تحققت المحكمة برئاسة المستشار محمود نجيب وعضوية المستشارين علي الصفتي وأحمد السيد من صحة أقوال الزوجة وأن الزوج يحاول ابتزازها بعد أن حصل منها علي 08 ألف جنيه من أموال أبيها أيام الحب الزائف فقضت بتطليق الزوجة طلقة بائنة خلعًا، وخرجت بنت الأكابر من المحكمة تبكي وهي لا تصدق أنها استردت حريتها أخيرًا وإن كانت فاتورة خسائرها كبيرة جدًا وفي مقدمتها غضب الوالدين وانكسار مشاعرها وشماتة الحاقدين عليها.