ما بين تأكيد مسئولين مصريين، ونفي إيراني من جانب نائب قائد قوات الحرس الثوري الإيراني العميد "حسين سلامي"، أثارت زيارة قائد فيلق القدسالإيراني اللواء "قاسم سليماني" بدعوة من جماعة الإخوان المسلمين بمصر، والذي يشرف على نشاط الميليشيات المسلحة المقربة من إيران في المنطقة أمثال حزب الله اللبناني، وحركة حماس الفلسطينية، استنكارًا بين خبراء سياسيين مصريين حيث أكدوا أن الزيارة تهدف إلى محاولة الجماعة لإنقاذ ما يستطيعون إنقاذه من فضائح الإخوان المسلمين في دولة "الإمارات" والقبض على خلايا الجماعة النائمة، بجانب استشارته في رغبة الجماعة تشكيل حرس ثوري مصري على غرار إيران، وهو ما يفتح الباب لإنشاء جهاز "أمني واستخباراتي" موازٍ خاص بالاخوان، وكشف الخبراء أن الزيارة حملت بين طياتها الكثير بدايةً من استبعاد اللواء "أحمد جمال الدين" وزير الداخلية السابق، والتعدي على معتصمي قصر الاتحادية بالقوة، وهو ما يظهر نوايا الإخوان في الاستعداد لمظاهرات الاحتفال بذكرى ثورة الخامس والعشرين. د.مصطفى علوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال : إن "فيلق القدس" يسمى جيش المهمات العالمية الذي عرف ب"جيش العشرين مليون مقاتل"، وتم تغير الاسم من قبل المرشد الإيراني "الخميني" إلى "جيش تحرير القدس"، لافتًا إلى أن الزيارة قد تكون أحد أسبابها تقنين وضع "ميليشيات" جماعة الإخوان المسلمين ووضعهم في إطار قانوني من خلال تنظيم عسكري خاص بحماية الرئيس. مؤكدًا أن مكتب الإرشاد متخوف من انقلاب القوات المسلحة والمخابرات على الرئيس "محمد مرسي"، ولذلك يسعون بكافة الطرق الدولية لتنفيذ تجارب الآخرين المشابهة مثل "إيران" دولة المرشد، متخوفًا من قيام اللواء "قاسم سليماني" وضع خطة أمنية لإجهاض مظاهرات الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير القادم، ينفذها شباب الإخوان بالتعاون مع قوات الأمن المصرية، والتي على إثر ذلك تم إقالة الوزير السابق؛ لأنه لم يرغب في فض مظاهرات قصر الاتحادية، وطلب من الرئيس "مرسي" أمرًا كتابيًا لاستخدام القوة، وهو ما جعل قادة مكتب الإرشاد يتأكدون بأن "جمال الدين" لن يستطيع فض مظاهرات يناير في حال تطور الموقف، وبالتالي كان إبعاده. بينما يرى د. جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن التقارب المصري مع إيران في هذا التوقيت الحرج يفتح الباب أمام تأويلات "مشبوهة" ضد النظام الإخواني الحاكم، ويمكن أن تستفيد مصر ببعض تجارب "إيران" في الاقتصاد أو القوة العسكرية، ولكن ليس على طريق إنشاء "حرس ثوري"؛ لأن الفكرة خطيرة جدًا، متخوفًا من موافقة الجهات السيادية بهذا الأمر؛ لأن العواقب ستكون كارثية على البلاد، وبداية لعصر الفوضى الهدَّامة، حيث سيخضع الجهاز الأمني الإخواني لتيار سياسي معين، وستكون مهمته تصفية الخصوم السياسيين وتكميم أفواه الإعلاميين والمعارضين، مؤكدًا أن التقارب السياسي بين "القاهرةوطهران" لابد أن يكون بموافقة من الأزهر؛ حرصًا على منع انتشار ظاهرة "التشيع"، وبما يتفق مع الأمن الوطني المصري العربي. وفي رأي أحمد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر، أن زيارة "فيلق القدس" للقاهرة تكشف أبعادًا جديدة لجماعة الإخوان حول إدارتها للبلاد من منطلق "ولاية المرشد"، بجانب أنها تنظر لإيران كمثال يُحتذى به في توصيد وتثبيت قواعد الحكم الإخواني في البلاد من خلال إنشاء حرس ثوري مصري يوازي في طبيعة عمله "الحرس الجمهوري" ولكن بطريقة جهادية واستشهادية.. موضحًا أن الرئيس محمد مرسي وجماعته عليهم أن يدركوا أن السلطة لن تدوم للإخوان، وما يفعلونه سيكون سببًا مباشرًا لإسقاط حكم المرشد، بالإضافة إلى أن اللعبة التي كان يمارسها بلطجية الحزب الوطني المنحل هي نفسها التي يمارسها شباب جماعة الإخوان المسلمين، سواء في الاعتداء على معتصمي الاتحادية أو اتهام خصومهم السياسيين بالعمالة والتخوين، مطالبًا الأجهزة الأمنية والاستخبارات المصرية بإصدار بيان حول زيارة "رجل المهمات القذرة" أحد أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية إلى مصر واعتقال المتورطين من قادة الجماعة. واستنكر علاء عبد المنعم، سكرتير حزب الوفد السابق، إرهاب المصريين من قبل جماعة الإخوان المسلمين من خلال استقدامهم لشخصيات معروف عنها التعاون مع الإرهاب الدولي، كما أن أمريكا تصنف "قاسم سليماني" على أنه "إرهابي" ورجل المهمات المستحيلة في النظام الإيراني، مؤكدًا أن "فيلق القدس" رغم دعمه للمقاومة الفلسطينية وحزب الله، إلا أنه يرسل "شبيحة" للقتال مع النظام السوري، وربما يكون أحد الداعمين والمحرضين على استخدام الحرب الكيماوية قبل سقوط "بشار الأسد"، بالإضافة إلى أن موقفه المتعاون مع الإدارة الأمريكية أثناء غزو "العراق" وتمكين قوات الاحتلال من إحكام قبضتها بسهولة في إطار "صفقة" بين أمريكا وإيران يتم بمقتضاها السماح لأمريكا بضرب العراق، وتتخاذل واشنطن مع طهران في إنتاج السلاح النووي وهو ما حدث فعليًا، واصفًا ممارسات شباب الإخوان التي لن تخرج عن تعليمات من قادتهم داخل مكتب الإرشاد بالهجوم على المتظاهرين "بالهمجية"، ورغم حالة الاستياء من جانب الغرب قرر الإخوان الاستعانة برجال النظام الإيراني لبحث كيفية انضمام هؤلاء الشباب في جهاز أمني تابع للإخوان ينفذ التعليمات من الرئيس مباشرة، بسبب البيعة والعهد على الموت والشهادة مقابل تنفيذ أوامر المرشد العام، مناشدًا الأجهزة المعنية بوضع حد لجماعة الإخوان والعمل على حلها فورًا؛ لأنها من أسباب الفوضى في مصر. ويرى أبو العز الحريري، وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن التقارب "الإخواني الإيراني" سيكون على حساب "الخليج العربي"، وستعمل الجماعة على تحقيق أقصى استفادة من الخبرة الإيرانية في إنشاء "حرس ثوري إخواني"؛ لأن "فيلق القدس" يسعى لمساندة الحركات الدينية الراديكالية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وبما أن جماعة الإخوان المسلمين تمتلك تنظيمًا مسلحًا سريًا فإنها ترغب في تقنين وضعه القانوني، لحماية الرئيس والمرشد بنفس درجة التقارب بين "القاهرة، وطهران" في ولاية المرشد، بالإضافة إلى أن ابتعاد دول الخليج العربي وفي مقدمتها "الإمارات والسعودية" عن مساندة مصر في أزمتها الحالية بسبب تخوفها من النظام الإخواني الحاكم وعدم وضوح رؤيته السياسية الخارجية، استطاعت "إيران وقطر" أن يملأن الفراغ السياسي والاقتصادي في البلاد، الأولى عسكريًا من خلال نقل تجربتها الحاكمة في إيران إلى القاهرة، والثانية من خلال تقديم الأموال والمنح والودائع، وهو ما ينبئ بخطورة وكارثة على البلاد في حال الصمت السيادي على ما يفعله الرئيس وجماعته الإخوانية. الزيارة السرية وفي نفس السياق رفض د. أحمد أبو بركة، المتحدث الرسمي لحزب الحرية والعدالة، ما تردد حول مقابلة قادة الإخوان باللواء "قاسم سليماني" لنقل تجربته في إنشاء "حرس ثوري إخواني"، مطالبًا النائب العام بالتحقيق في الواقعة، وبيان أسباب الزيارة السرية، ولو حدث وتم إثبات مقابلة المسئول الإيراني سوف يتم فصله نهائيًا من الجماعة بجانب إحالته إلى النيابة لأخذ حق الدولة، مؤكدًا أن الإخوان لا تمتلك تنظيمًا سريًا مسلحًا، وإنما هم شباب الجماعة الذين يحافظون على الشرعية الانتخابية من خلال حماية رئيسهم المنتخب من بعض العملاء والخونة الذين يستقوون بالخارج لإحداث "مؤامرة" لقلب نظام الحكم، ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا الشائعات حول الجماعة بأنها تسعى لإنشاء جهاز أمني واستخباراتي موازٍ لأجهزة الدولة من خلال "حرس ثوري إخواني"، مستنكرًا الحالة المزاجية السياسية لدى خصوم الجماعة ورغبتهم في إظهار رئيسها بأنه يحاول نقل تجربة "المرشد" المشتركة بين مصر وإيران، وهو ليس عيبًا أن ننقل تجارب الدول الناجحة ونأخذ ما يناسب ويساعد البلاد سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا. ومن الجدير بالذكر أن د. سمير صبري المحامي قد تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم، ضد محمد مرسي رئيس الجمهورية للتحقيق فيما نشر حول واقعة زيارة خبير أمني إيراني لقيادات الإخوان؛ بهدف تشكيل حرس ثوري للجماعة على غرار الحرس الثوري الإيراني.