والممثل الجيد هو الذي يستطيع أن يبدع في العمل المسرحي، كذلك التأليف والإخراج وباقي المنظمومة الفنية. لذلك نجد أن العديد من الفنانين قد اتجهوا مؤخراً إلي العودة للعمل المسرحي بعد سنوات من الابتعاد والانشغال بالسينما والدراما وباقي الاعمال الفنية ، ولعل تولي الفنان توفيق عبد الحميد رئاسة المسرح الفني، هو ما حمس النجوم للعودة إلي خشبة المسرح، مما طرح هذا السؤال: هل ستشهد الأيام المقبلة نهضة مسرحية بعد الركود؟ أم أن المسألة ليست اكثر من صدفة بعيداً عن فكرة الاهتمام بالمسرح؟ ولعل المغنية شيرين عبد الوهاب تعد أحد أبرز الأسماء التي يتردّد أنها ستظهر قريباً علي خشبة المسرح، في أول تجربة لها، في مسرحية "هن آه من هن"، يشاركها البطولة خالد صالح الذي انطلق في مسيرته الفنية من خلال خشبة المسرح. وقال صالح إن مخرج المسرحية حسن عبد السلام كان السبب في عودته إلي المسرح، وأنه أحد أهم مخرجي المسرح المصري، برأيه، لذا وافق علي أداء دور البطولة إلي جانب شيرين، وأشارصالح إلي أن غيابه عن المسرح في الفترة الماضية، يعود إلي انشغاله في تقديم الأعمال السينمائية والتليفزيونية، فضلاً عن أن المسرح يحتاج إلي تفرّغ ووقت طويل لعمل بروفات. من جهة أخري، تستعد الفنانة حنان ترك للمشاركة في مسرحية "ما تحبكوهاش" بعدما رشّحها المخرج سامح بسيوني لبطولتها، وستظهر فيها بالحجاب للمرة الأولي علي خشبة المسرح. يذكر أن آخر أعمالها المسرحية كانت "طراقيعو" مع الفنان محمد هنيدي. ويرجع وليد يوسف، مؤلّف المسرحية، عدم اهتمام الفنانين والمخرجين والمؤلفين بالمسرح، إلي اعتمادهم علي السينما التي يتقاضون منها أجوراً مرتفعة، بالتالي لم يعودوا بحاجة إلي الوقوف يومياً علي خشبة المسرح، الذي أصبح غير مغرٍ بالنسبة إليهم، وأشار يوسف إلي أن ارتفاع أسعار التذاكر وانتشار القنوات الفضائية أبعدا الجمهور عن المسرح، لا سيما أنه في معظمه من الطبقة المتوسّطة، بالإضافة إلي توقيت العروض المتأخّر. وأضاف: كتبت المسرحية عام 2003 ولم يتسنَّ لي عرضها علي خشبة المسرح حتي اليوم، لذا سعدت كثيراً عندما سنحت لي هذه الفرصة، خصوصاً عندما اتصل بي المخرج سامح بسيوني وأخبرني أنه رشّح حنان ترك لبطولتها استهتار في السياق نفسه، تحاول الفنانة القديرة سهير البابلي الوقوف مجدداً علي خشبة المسرح، من خلال تمثيل مسرحية "الشهاب" للكاتب الألماني فرديدرش دورينمات، إلا أنها ما زالت تصطدم بعقبة عدم العثور علي كاتب يقدّم لها عملاً يليق بمكانتها الفنية، التي اعتادت تقديمها في المسرح وتقول: للأسف أصبح هناك استهتار شديد وعدم اهتمام باسم الفنان الكبير أو تقدير تاريخه الفني. واضافت البابلي: "الغريب أنني جلست مع عشرة مؤلفين لم يستطع أحد منهم كتابة كلمة تناسبني، مع أن الفكرة مأخوذة عن نص أجنبي وتم تمصيرها وتتضمن كوميديا تقترح إصلاحاً للفساد المتفشّي في العالم العربي كله ليس في مصر فحسب، حتي إنني لجأت إلي المؤلفين الشباب لأساعدهم في الحصول علي الفرصة نفسها التي أتيحت لنا• وإذا تنازلت عن هذا النص وبحثت عن نص آخر سأواجه المشكلة نفسها، نعاني اليوم عجزاً في الكتابة المسرحية". وأضافت البابلي: "للأسف يقتصر اهتمام المسئولين عن المسرح علي الكم فحسب، عكس الفنانين الكبار الذين يكون اهتمامهم بالكم والكيف معاً لضمان جودة العمل، مع ذلك أتمني أن أبدأ التمارين علي المسرحية فور إيجاد المؤلف والبدء بكتابتها". خالتي صفية بدورها، عادت الفنانة صابرين إلي المسرح بعد غياب عشرين عاماً، من خلال رواية "خالتي صفية والدير" للأديب بهاء طاهر، التي سبق أن قدمت في دراما تليفزيونية، وقد تحمّست صابرين للمسرحية مع اقتناعها بفكرتها التي تصحّح مفاهيم مهمة في علاقة المسلمين والمسيحيين في مصر وتستعدّ للبدء بالبروفات قريباً. من المشاريع التي دخلت حيز التنفيذ مسرحية "الناس بتحب كده" التي تعيد المطرب إيمان البحر درويش إلي المسرح، والذي أوضح في أكثر من مناسبة أن فكرة العودة إلي المسرح تراوده بكثرة، وأن شغفه بها لم يقلّ خصوصاً أنه وقف علي خشبته في بداية حياته الفنية في مسرحية "انقلاب". ويشاركه بطولة "الناس بتحبّ كده" الفنانة هالة فاخر ويخرجها عصام السيد.. في النهاية نطرح التساؤلالأهم: هل ينجح المسرح في جذب النجوم الكبار إليه بعدما انجرفوا إلي عالم السينما والدراما التليفزيونية؟