أكد علماء متخصصون بجامعة أكسفورد البريطانية أن عقول الشباب والأطفال تفشل في تحقيق التطور العصبي اللازم بسبب إدمان عالم الإنترنت في سن مبكرة. وقالت بارونس جرينفيلد، أستاذه علم الصيدلة بالجامعة "إن انخفاض الاتصال البشري المادي يجعل الأطفال يعانون من صعوبة في صياغة المهارات الاجتماعية الأساسية وردود الفعل العاطفية". وانتقدت الإدمان غير الصحي على مواقع التواصل الاجتماعي بين بعض المستخدمين الذين يتخفون وراء ستار من الشخصية الوهمية التي تخلقها هذه المواقع على شبكة الإنترنت. وقال علماء متخصصون إن "الأطفال يتعرضون لمخاطر متزايدة بالإصابة بالوسواس، سوء ضبط النفس، قلة الاهتمام والبرود العاطفي بسبب الإدمان على مواقع الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفايسبوك". وأعتبر طبيب اعصاب ان "الأمر المثير للقلق هو أن استخدام مواقع الانترنت بشكل مفرط من قبل الأطفال والشباب، فإنهم يعانون من انعدام موازنة يؤثر على قدرة الدماغ على التطور". وظاهرة إدمان الإنترنت هي حديثة نسبياً، وتتعلق بالاستخدام الزائد عن الحد وغير التوافقي للإنترنت، والذي يؤدي لاضطرابات نفسية إكلينيكية يُستدل عليها بمجموعة من الأعراض. ويذكر أن إدمان الإنترنت لم يصنف بعد ضمن قائمة الأمراض النفسية المعروفة، حيث مازال الغموض يحيط بهذه الظاهرة، إذ لم يتفق أطباء النفس جميعاً على وجود ادمان الإنترنت كمرض قائم بذاته، حيث يعتبر البعض أنه اشتقاق من حالات إدمان أخرى مثل الإدمان على الشراء أو المقامرة أو إدمان المواقع الإباحية. وتمثل إشكالية إدمان الإنترنت في أن معظم مستخدمي الإنترنت لا يعرفون حدود أو خطورة هذه الظاهرة، وبالتالي فهم عُرضة لخطر الإدمان من دون أن يشعروا بذلك. وانتشرت في الآونة الأخيرة العديد من القنوات الفضائية المتخصصة بأفلام الكرتون التي تعتقد الأمهات أنها جيدة لإلهاء طفلهن بينما يقمن بمهام منزلها، متناسين مدى تأثير هذه الافلام على الحالة النفسية والاجتماعية لأطفالهن. وتشير بعض الدراسات الطبية أن 85% من الأطفال يصابون بآلام في العظام بسبب الجلوس طويلا لمشاهدة أفلام الكرتون، فضلا على الأثر السلبي الذي تخلفه هذه الأفلام على شخصية الطفل ونموه العقلي.