عن عمر ناهز 72 سنة اثر أزمة قلبية انتابتها في منزلها بالمنيل بالقاهرة توفيت الفناة وردة الجزائرية .. وقد أمر الرئيس الجزائري بوتفليقة بدفن جثمانها بالجزائر. وتم التنسيق مع السفير الجزائري في القاهرة وابنها رياض في الجزائر على أن تبدأ مراسم الجنازة بعد صلاة الجمعة من مسجد صلاح الدين في حي المنيل بالقاهرة، حيث تؤدى الصلاة عليها ثم يتوجه الجثمان إلى مطار القاهرة في طريقه إلى الجزائر لتدفن هناك. وقد ولدت المطربة الراحلة في فرنسا 22 يوليو 1940 لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية، ولها طفلان هما رياض ووداد. وغنّت في بداياتها في فرنسا وكانت تقدم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبدالحليم حافظ، ثم عادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها، وكان يُشرف على تعليمها في فرنسا المغني الراحل التونسي الصادق ثريا. وقد تأثرت الفقيدة وردة بالانتقادات التي وجهها لها بعض الفنانين العرب مؤخراً، ورداً على ذلك صرّحت وردة الجزائرية بتحدٍّ كبير بأنها "لن تتوقف عن الغناء مادامت قادرة على العطاء حتى لو اضطرها الأمر إلى الغناء دون مقابل". وقالت أنها "ستظل تغنّي إلى أن تلفظ أنفاسها الأخيرة"، مشددة على أن "انتقادات البعض لها لن تؤثر عليها وتجعلها تتوقف عن مسيرتها الفنية، بالإضافة إلى أن الغناء بالنسبة لها هو الحياة، وأن الجمهور بالنسبة لها هو الهواء الذي تتنفسه وتعيش بفضله" - على حد قولها- وأن "جمهورها مازال يستمتع بغنائها وصوتها الذي طالما أسعدت به الملايين في الوطن العربي، وأنها تكون في قمة سعادتها عندما تشعر بقدرها عند محبيها ومدى تمسّك جمهورها بها وبصوتها". وقد برزت الفنانة وردة الجزائرية فنيا عندما جاءت الي مصر، حيث احتكت بكبار الفنانين والملحنين، وكان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو" التي أطلقتها في عام 1979 في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. وكانت السيدة أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكن وافتها المنية قبل تقديمها ، لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة. كما تعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبدالوهاب. قدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير "بتونّس بيك". واعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الجزائري هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر لبلدها عام 1972، بعدها عادت للغناء، فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري. وعادت وردة لاحقاً إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوّجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979 وشاركت وردة الجزائرية في العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبده الحامولي" مع عادل مأمون، ومع رشدي أباظة "أميرة العرب" و"حكايتي مع الزمان"، وكذلك مع حسن يوسف في فيلم "صوت الحب" وكان أول أفلامها السينمائية بعد عودتها من الجزائر.