والقصيرة. كما أصدر الوزير تعليمات بتشكيل لجنة فنية للوقوف على أسباب وقوع الحادث مكونة من وحدة الآمن والسلامة بالوزارة ومسئولين من هيئة السكة الحديد ومتخصصين من الجامعات المصرية، حيث طالب الوزير بسرعة انتهاء اللجنة من أعمالها. وقرر منصور صرف تعويضات للمصابين والمتوفين فى الحادث بواقع 20 ألف جنيه للمتوفى و5 آلاف جنيه للمصاب من المجمعة التامينية. ومن جانبها قررت الهيئة القومية لسكك حديد مصر بدء انتظام حركة تشغيل الرحلات على خط القاهرة - أسيوط فى الاتجاهين فى تمام الساعة 6.22 من صباح يوم 25/ أكتوبر، وذلك بعد أن تم رفع الآثار الناجمة عن تصادم القطار 188 (القاهرة – اسيوط ) بالقطار 152 (الجيزة - الفيوم) الذى وقع مساء أمس السبت 24 أكتوبر فى تمام الساعة 6.45 م. وأكد رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، أن نيابة جنوبالجيزة قد قامت بالتحفظ على جهاز التحكم الأوتوماتيكى للقطار (A.T.C) المسئول عن التحكم فى سرعة القطار طبقاً لإشارات السيمافورات والسرعات المقررة على الشبكة وكذا تسجيل هذه السرعات وذلك للمعاونة فى معرفة أسباب الحوادث". وأضاف "سامى" بأنة بناء على تعليمات وزير النقل المشددة بالتأكيد على أمن وسلامة المواطنين من خلال سلامة الجرارات وجهاز التحكم A.T.C، فقد قامت الهيئة بتاريخ 14/9/ 2009 بإصدار قرار بالتأكيد على المنع التام لاغلاق جهاز الA.T.C وتحويل أى سائق يقوم بإغلاقه إلى التحقيق وإيقافه عن العمل. مؤكداً أنه فى الآونة الأخيرة كان تأخر فى بعض الرحلات بسبب تراخى ملحوظ من قبل بعض السائقين فى تنفيذ تعليمات الأمن والسلامة. وكانت تحقيقات نيابة جنوبالجيزة قد كشفت أكثر من مفاجأة فى الحادث ، إذ أفادت أن عامل البرج المكلف بمراقبة حركة القطارات فى العياط ترك محل عمله فى السادسة وعشر دقائق من مساء أمس الأول، واستقل القطار 152 متجهاً إلى بلدته فى بنى سويف، وتبين أنه كان مقرراً أن يترك العمل فى السابعة مساء ولقى العامل مصرعه حيث كان يجلس فى العربة الأخيرة. وأضافت التحقيقات أن «السيمافور» كان «أحمر» مما يؤكد ضرورة توقف القطار 188 لوجود عطل، وأن سائق القطار لم يلتفت إلى تلك الإشارة نهائياً وسار فى طريقه ليصطدم بالقطار المتوقف ويقع الحادث، كما كشفت المعاينة المبدئية أن جهاز التحكم الإلكترونى ATC بالقطار 188 كان متوقفاً. وأصدر النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود بياناً صباح أمس حول الحادث، جاء فيه أنه فور إخطاره بالحادث وأمر النائب العام بتشكيل لجنة فنية من الخبراء، منهم 3 من أساتذة كلية الهندسة، ونائب رئيس هيئة السكك الحديدية للتشغيل، وعضو من وزارة النقل، لفحص السيمافورات وأبراج المراقبة بمكان الحادث والصندوقين الأسودين، لبيان مدى الصلاحية الفنية للقطارين والسيمافورات وأبراج المراقبة وتفريغ المعلومات المسجلة فى الصندوقين. وقرر تشكيل فريق من نيابة جنوبالجيزة بإشراف المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، وأن الفريق تم تقسيمه إلى مجموعات، توجهت الأولى إلى مكان الحادث لإجراء معاينة تصويرية وعمل رسم كروكى للحادث وكيفية وقوعه، واستمعت النيابة لأقوال نائب رئيس هيئة السكة الحديد ورئيس قسم الإشارات و3 من عمال الأبراج، وضم الفريق محمد عبدالظاهر وأحمد الركيب رئيسى النيابة الكلية وأسامة سيف مدير نيابة الحوادث وهيثم أبوالحسن ومحمود عبود وهشام حاتم وكلاء النيابة، وانتقل فريق آخر من النيابة يترأسه أحمد كمال رئيس النيابة الكلية إلى مشرحة زينهم لمناظرة الجثث وتسليمها إلى ذويها بعد التعرف عليها، وتم التعرف على 18 ضحية حتى ظهر أمس، وتأكدت النيابة العامة من هويات الضحايا وأسرهم تطبيقاً لتعليمات النائب العام. واستمع فريق من نيابة العياط لأقوال شهود عيان فى موقع الحادث وبعض المصابين فى مستشفى المدينة، وضم الفريق وليد عبدالوهاب مدير النيابة ومحمد الشحات ومصطفى عبدالله وخالد بهاء وخالد ناجى وعمر الجابرى وكلاء النيابة، وانتقل فريق من نيابة قسم الجيزة يترأسه أحمد الفقى رئيس النيابة الكلية إلى مستشفيات معهد ناصر والبنك الأهلى والهرم والحوامدية، واستمع لأقوال المصابين فى الحادث. وقال سيد الصباغ، نائب رئيس هيئة السكة الحديد، للنيابة فى موقع الحادث إنه مكلف بمتابعة حركة القطارات للمسافات القصيرة وأن «دابة» تسببت فى الحادث بعد أن اصطدم بها القطار 152 واضطر قائده للتوقف بعد عطل «بلف» الهواء ليصطدم به القطار 188 من الخلف ويقع الحادث. وأضاف الصباغ للنيابة: «كنت فى إجازة رسمية وماعرفش حاجة خالص عن الموضوع وماقدرش أحدد المسافة الزمنية اللى كانت بتفصل بين القطرين، وأنا جاى هنا لمكان الحادث علشان أتابع.. أنا ماليش دعوة». وقال مفتش الأبراج فى تحقيقات النيابة إن سائق القطار 188 فشل فى تفادى وقوع الحادث لأن السيمافور كان لونه أحمر فى طريقه وعلى بعد 5 كيلومترات من موقع الحادث، وأنه كان لزاماً على السائق التوقف عندما شاهد «السيمافور» يعطيه اللون الأحمر. وشرح «المفتش» أنه من المفترض أن يتوقف القطار أتوماتيكياً عند ظهور الإشارة الحمراء، ولفت إلى أن جهاز التحكم الآلى بالقطار الذى يوقف القطار كان معطلاً أو كان مغلقاً بطريق الخطأ بواسطة السائق. وأضاف أنه فى حالة تعطل «السيمافور» فعلى السائق أن يتابع بنفسه خلو طريقه من القطارات والمعوقات. وأمر المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول، بالتحفظ على الصندوقين الأسودين الخاصين بالقطارين وتفريغهما لمعرفة اللحظات الأخيرة لوقوع الحادث، وتبين أن الصندوق الأسود للقطار 188 عبارة عن كارت ذاكرة مثل الموجود فى أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، وأن الصندوق الأسود الخاص بالقطار 152 عبارة عن شريط فيديو سيتم تفريغه. ووقد كشفت تحقيقات النيابة عن مفاجأة حيث تبين أن مسؤول برج المراقبة فى منطقة وقوع الحادث ويدعى سيد عدلى طحاوى ترك البرج فى السادسة وعشر دقائق أى قبل وقوع الحادث ب15 دقيقة وكان من المفترض أن ينتظر حتى السابعة مساء ويسلم العمل لزميله فى الوردية من السابعة مساء إلى السابعة صباحاً وتبين للنيابة من خلال متابعة كشوف الضحايا والمصابين أن عامل البرج لقى مصرعه فى الحادث وكان من بين ركاب العربة الأخيرة فى القطار 152، فى طريقه إلى بلدته فى بنى سويف. وألقت أجهزة الأمن القبض على سائق القطار 152 فى مكان الحادث واستمعت النيابة ، فقال إنه فوجئ ب«دابة» تعترض طريقه فجأة، وإنه كان يسير بسرعة عادية تمهيداً للتوقف فى محطة الرقة ووقف اضطرارياً لحدوث تلف فى «بلف الهواء» الخاص بالجرار، وبعد 10 دقائق فوجئ باصطدام القطار 188 به من الخلف، وجار الاستماع إلى أقواله بمعرفة أحمد الركيب. وتقرر التحفظ على سائق القطار 188 داخل مستشفى البنك الأهلى تحت حراسة أمنية مشددة، وتبين أنه يدعى أمير حليم عيد 40 سنة من الواسطى واستعلمت النيابة عن حالته الصحية لاستجوابه.