أزمة حادة نشبت بين المملكة العربية السعودية والدول الغربية على خلفية الفتوى التى أصدرها عبد العزيز آل الشيخ - مفتي المملكة - والتى تدعو لهدم كل الكنائس الموجودة في الجزيرة العربية. فقد انتقد أساقفة ألمانيون ونمساويون وإيطاليون وروس - بشكل حاد - الشيخ واتهموه بالتشدد وبث روح الفتنة بين المسيحيين والمسلمين في انتقاد صريح ونادر جدا من رجال دين مسيحيين لنظرائهم المسلمين. وفى إشارة ضمنية إلى موافقة الملك السعودى على الفتوى تساءل أساقفة ألمانيون: كيف يمكن لمفتي السعودية أن يصدر فتوى بهذه الأهمية من دون علم الملك عبد الله بن عبد العزيز؟ هناك تعارض واضح بين الحوار الذي يمارس حاليا وجهود الملك وبين فتوى المفتي". وتحظر المملكة العربية السعودية بناء أي دور للعبادة غير المساجد، مما يعرض المسيحيين هناك لخطر الاعتقال إذا ما أقدموا على التعبد في منازل خاصة، وتوجد كنائس للجاليات المسيحية في الإمارات العربية وقطر والكويت والبحرين واليمن وسلطنة عمان. ونقلت وكالة رويترز عن مواقع إلكترونية مسيحية أن آل الشيخ - أحد أبرز رجال الدين في العالم الإسلامي- أصدر الفتوى الأسبوع الماضي ردا على نائب كويتي تساءل عن إمكانية حظر بناء الكنائس في بلاده. واعتبر أساقفة كاثوليك في ألمانيا والنمسا الفتوى التي أصدرها مفتي السعودية "نكراناً غير مقبول" لحقوق ملايين العمال الأجانب في منطقة الخليج، وقال الأسقف روبرت زوليتش - رئيس مؤتمر الأساقفة الألمانيين- إن مفتي السعودية لم يظهر أي احترام للحرية الدينية والتعايش الحر للأديان خصوصا تجاه العمال الأجانب الذين يشغلون اقتصادات الخليج، إن الفتوى - في حال طبقت وهدمت الكنائس القليلة المتاحة للصلاة- ستكون "صفعة" على وجوه المسيحيين في هذه البلاد. وأبلغ الأسقف بول هندر- الذي يراقب الكنائس الكاثوليكية في الإمارات وعمان واليمن- وكالة الأنباء الكاثوليكية أن الفتوى لم تنشر على نحو واسع في السعودية، وأضاف أن "ما يدعو للقلق هو أن مثل هذه التصريحات تجد صدى لدى بعض الناس". ووصف الأسقف مارك - رئيس القطاع الأرثوذكسي الروسي للكنائس في الخارج- الفتوى بأنها "مثيرة للقلق"، وعبر مارك عن أمله بأن "يفاجأ جيران السعودية بدعوة الشيخ ويتجاهلونها". وكانت الكنيسة الكاثوليكية قد حثت الدول الإسلامية في السنوات الأخيرة على إعطاء الأقليات المسيحية فيها نفس حق العقيدة الذي يتمتع به المسلمون في البلدان الغربية. ويوجد عدد قليل من المسيحيين الأرثوذكس في الخليج، ولكن بطريركية موسكو التي ظلت صامتة تقريباً خلال عقود الإتحاد السوفيتي الذي انهار في عام 1991 أصبحت أكثر حضوراً في الدفاع عن حقوق المسيحيين حول العالم، ويعيش 3.5 ملايين مسيحي على الأقل في منطقة الخليج أغلبهم من الهند والفلبين، ويعتنقون الكاثوليكية علاوة على مغتربين غربيين من مختلف الطوائف.