المتنوعة مازالت تلقي بظلالها علي المنطقة• ومن ثم فإن إدارته تلقي كل تعاون ممكن من القاهرة•• والحوار بين القاهرة مستمر منذ عدة شهور وعلي كل المستويات المختلفة•• خاصة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية في عهد أوباما أعلنت عن نواياها بالعمل علي إصلاح ما أفسده السلف، خاصة الملفات الاستراتيجية في العلاقات الثنائية بين البلدين• فلقد أجري مبارك العديد من اللقاءات مع المسئولين والسياسيين في واشنطن، كما التقي بعدد كبير من أركان الإدارة ووزيرة الخارجية ومستشار الأمن القومي ورئيس المخابرات الوطنية ونائب الرئيس•• كما عقد لقاءات متنوعة من بينها لقاؤه مع عدد من السياسيين السابقين والوزراء والإدارات السابقة بخلاف لقاءات أخري•• كما كانت القمة الكبري بين الرئيسيين هي أهم اللقاءات، لأنها كانت فرصة كبيرة بعد زيارة أوباما للقاهرة ولقائه القصير نوعًا نسبيًا مع مبارك•• كانت فرصة للتفاعل والتفاهم وتقدير رؤي وتصورات وخبرات مبارك وفرصة لكل منهما للإنصات والاستماع والقراءات المتبادلة التي تحدد التصورات والسياسات التي ستبني عليها العلاقات من جديد بصفحة جديدة تقدر دور مصر وجهودها في المنطقة، دون المساس بشئونها الداخلية، أو إعادة راية نشر الديمقراطية بالفوضي الخلاقة• لقد قال الرئيس مبارك في ردوده علي كثير من الأسئلة، وهي رسائل مهمة منها ما هو يمس الشأن الداخلي، ومنها ما يمس القضية الفلسطينية والقدس والسلام في المنطقة• بالنسبة للشأن الداخلي قال مبارك في إشارة إلي إدارة بوش السابقة: إنه لم يكن يشعر بأي ارتياح تجاه إدارة بوش وإن هذا ما جعله يعزف عن زيارة الولاياتالمتحدة منذ عام 2004، رغم الشائعات التي زعمت أن السبب في ذلك هو المسائل المتعلقة بالإصلاح السياسي•• مؤكدًا أن إدارة بوش لم تكن علي صواب في الطريقة التي انتهجتها في نشر الديمقراطية بالمنطقة، حيث إن مصر لا تقبل ضغوطًا من أية إدارة مع احترامنا لكل الحكومات، وأن مصر لا تقبل ضغوطًا باسم الإصلاح الداخلي، الذي يجب أن يكون نابعًا من الداخل، خاصة أن هذا ما يطلبه الشعب، موضحًا أن هذه الضغوط ربما تكون ضد مصلحة الناس•• ثم قال: إن الرئيس أوباما يفهم جيدًا ما فعلته الإدارة السابقة• وقال مبارك: لم تكن مصر من قبل كذلك، حيث إن هناك انتخابًا للرئيس وحرية للصحافة وما يقرب من 600 صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية، فضلاً عن التحسينات التي طرأت علي سلطة البرلمان، لدرجة أنه يستطيع أن يطيح بالحكومة• وقال: إننا نجري إصلاحات بناء علي احتياجات الناس، وأعتقد أن الرئيس أوباما يفهم ذلك جيدًا• لذلك عندما اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون بعدد من الناشطين المصريين في مجال حقوق الإنسان، وسألوها: هل تعني زيارة مبارك لواشنطن وتجديد دماء العلاقات ستكون علي حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر•• فقالت: إننا نقدر جهود مصر والرئيس مبارك في المنطقة والدور الذي تلعبه من أجل المصالحة الفلسطينية ودورها الفاعل في المنطقة وسوف نتحدث في ذلك فنحن نوجه النظر إلي أهمية الدور المجتمعي والمنظمات غير الحكومية والشباب وثورة الاتصالات في تحقيق الديمقراطية، خاصة أننا أنفقنا عدة مليارات من أجل تعميق الديمقراطية والإصلاح السياسي في مصر• ومن رسائله أيضًا في الشأن الداخلي أن مصر تعلم أن للإخوان بعض الصلات بحماس وبالمتطرفين الإسلاميين وبحزب الله، وأن هذا الأمر معروف، كما أن لهم اتصالات بالعديد من المنظمات الأخري وبعناصر التنظيم العالمي للإخوان في جنيف، ومواطن أخري، ونستطيع أن نحتوي الأمر ونتعامل معه بالشكل اللائق ولا نخشي هذه الأمور• أما عن مسألة التوريث فقال: إنها ليست في خاطره وأن اختيار وانتخاب الرئيس مفتوح لكل الناس الذين يعود لهم القرار فيمن يختارونه ممثلاً لهم وليس اختياره هو والباب مفتوح للجميع• أما الرسائل علي المستوي الإقليمي فقد جاءت خلال اجتماعه بقيادات المنظمات اليهودية، حيث أوضح أن السلام تحتاج إليه إسرائيل والعرب، وأن مناصرة المنظمات اليهودية لإسرائيل علي طول الخط لن تكون في صالح إسرائيل، موضحًا أنه من الصعب أن يقبل العرب بصفقة التطبيع مقابل المستوطنات فقط• لفد فتح مبارك كل الملفات من أجل المشاركة في حل قضايا الطاقة في الشرق الأوسط وموضوعات التنمية المشتركة وملف المياه والتعاون في مجال بناء المحطات النووية السلمية وقضية اللاجئين والقدس ونزع أسلحة الدمار الشامل في المنطقة وتسوية دارفور وتأمين الوحدة بين الشمال والجنوب في السودان وقضية لبنان وسوريا ونزع جميع التوترات وتدعيم علاقات التعاون والصداقة مع واشنطن، بما يمكن الطرفان من حل جميع مشاكل المنطقة• لا شك أن نجاح هذه الزيارة ستظهر آثارها علي المنطقة، وإن كانت أول بوادرها الاتفاق الكامل في معظم وجهات النظر والضغط الأمريكي الجديد باتجاه مشاركة المجتمع الدولي لإقامة الدولة الفلسطينية وإدانة المستوطنات•