"سيطرة لبنانية - سورية علي برامج التوك شو".. هو عنوان استأثرت به نهاية العام 2011، ولم يقتصر الأمر علي الغناء والاستعراض فحسب، بل تطرقن للمجال السياسى والاجتماعى، وسط غياب لفنانات مصر، اللائي لم يعدن مناسبات مع "مقاييس التوك شو الحديث"، فيما عدا ميرفت أمين ودلال عبد العزيز. وبدأت القائمة باللبنانية "رولا سعد"، التى اتجهت لمجال "التوك شو"، ببرنامجها "رولا شو"، والذي تناقش من خلاله جميع الأحداث السياسية والقضايا الاجتماعية، وقد أكدت حرصها على عرض الحقيقة كاملة دون أى إضافات، ولاقت حلقتها مع العالمى "فان دام" جدلا واسعا إقبالًا جماهيريًا واسعًا. وتضم القائمة أيضًا "مايا دياب" ببرنامجها "هيك بنغنى"، والذي لمعت خلاله كمقدمة برامج أكثر منها مطربة، إضافة إلي "أروى" ببرنامج "آخر من يعلم"، والتي لاقت فيه نفس النجاح، ثم جاءت "اصالة نصرى" ببرنامجها "صولا"، والتونسية "لطيفة" ببرنامجها "يلا نغنى"، واللبنانية "نيكول سابا"، التى اتجهت لبرامج التوك شو، وتستعد حاليا لتصوير برنامج جديد لها، وكذلك "نجوى كرم" و"أحلام" اللتان خاضتا تجربة تقديم البرامج مؤخرا. ولكن، ما الأسباب وراء لجوء منتجي برامج "التوك شو" للفنانات اللبنانيات، رغم الأجور المرتفعة التي يتقاضونها؟ فيقول الملحن حلمى بكر: إن تلك الظاهرة ليست بالجديدة؛ لأن بعض هؤلاء المطربات اللاتى لجأن لتجربة التقديم؛ لا يجيدن الغناء ولا ينجحن فيه، ويعتمدن على جمالهن فقط، وهو ما جعلهم يدركون أنهم سيختفون من على الساحة الغنائية سريعا، لذا فقد اتجهوا إلى مجال آخر يحقق لهم الرواج، ويضمن لهم الاستمرار، والبعض الاخر من هؤلاء المطربات رغم موهبتهن الكبيرة وأصواتهن القوية، إلا أنهن قد أفل نجمهن وسقط من على الساحة الغنائية؛ فبدأن في البحث عن منفذ لعودتهن للشاشة والأضواء مرة اخرى، فاتجهوا إلى التقديم والبرامج المنوعة؛ لكى يضمنّ وجودهن تحت الاضواء مرة أخرى، إضافة إلى أن حالة السوق الغنائية الآن لاتبشر بالخير؛ فهى سيئة للغاية، نظرًا لتوقف بعض المنتجين عن الإنتاج، كما أنه لا توجد مبيعات أو أغانٍ تنجح. والكل فى حالة جمود فنى، وهو ما دعا للبحث عن مخرج؛ فبعضهن اتجه التمثيل والآخرون اتجهوا إلى تقديم البرامج. ويقول الملحن محمد سلطان: أصبح الجميع يقدم برامج، ويتحدث فى السياسة، وأغلبهم لايفقهون نصف ما يقولون؛ وهذه كارثة؛ لأن الكل يعتمد الآن على الشكل والمظهر ومستوى الشهرة؛ لذلك فأتوقع أن أغلب هذه البرامج لن يستمر طويلا، كما هو مقدر لها، والخسائر ستكون كبيرة، فضلًا عن أن مجال الغناء مضطرب. ويري د. صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن الاعتماد علي المظهر فقط، ليس مقياسًا لنجاح مقدمي البرامج، لكن الأمر مرتبط بشكل كبير بثقافة المقدم. والملاحظ أن استعانة بعض القنوات الفضائية باللبنانيات يقتصر فقط على نوع معين من البرامج، مثل برامج المرح والموضة والرشاقة، التى تخلو من أي نقاشات فكرية وثقافية معقدة. ويرى أن تقديم المعنيات والممثلات للبرامج لا يجب أن نعتبره تقديمًا، بل هو فى الحقيقة نوع من أنواع التجارة الرابحة.